في محاضرة حول أهم معوقات المناهج التربوية في العالم العربي، المزروعي: تطوير المناهج بمعزل عن السياسة العامة للدولة مصيره الفشل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 1 شعبان 1423 هـ الموافق 7 أكتوبر 2002 القى عيد بخيت المزروعي عضو المجلس الوطني الاتحادي وكيل الخدمات الأجتماعية سابقا امس محاضرة بالمنتدى الثقافي بأبوظبي، تحت عنوان «كيفية التغلب على أهم معوقات المناهج التربوية في العالم العربي». وأكد المحاضر بداية على أن المنهج يمثل واحدة من اصعب الموضوعات التي تواجه الامم في مسارات تطورها ونموها، مشيرا الى أن المنهج في اقرب تفسيراته يعني النهج والطريق ولذا ينبغي أن يكون مستقيما وواضحا. وأشار المزروعي الى أهمية التفريق بين مفهومي التطوير والترقيع عندما يتعلق الأمر بالمناهج التربوية. كما تطرقت المحاضرة الى بعض الجوانب الايجابية التي قد تمكننا من الخروج من اطار الجاذبية الذي فرضته المناهج التربوية القديمة، بعيدا عن الخوض في عيوب المناهج او تاريخها او غير ذلك من امور. وقال ان كثيرا من القيادات التربوية في العالم العربي تتحدث عن عمليات تطوير للمناهج ببساطة لا تخفي وراءها سوى عدم معرفة الفرق بين «المنهج» و«الكتاب المدرسي» مشيرا الى أن ما يحدث الان بدعوى التطوير أن هو الا عمليات ترقيع وقص تمارس على الكتب المدرسية لا علاقة لها بتطوير المناهج موضحا أن المنهج هو تعبير يشمل ثقافة الجيل والمجتمع والامه وكل تطوير فيه لابد وأن يطال هذه العناصر. وذكر عضو المجلس الوطني الاتحادي انه لكي لا يصطدم التطوير بأية عقبة خلال مراحله فلابد من استصدار قرار سياسي من اعلى سلطة بالدولة بتطبيق خطة التطوير المنشودة موضحا بأن القرار السياسي يوجد الدعم المالي، واذا توفر هذا الطرفان فان القدرة على انقاذ مخططات تطوير حقيقية تتحقق بالفعل. وقال المزروعي بأن عمليات تطوير المناهج التي تتم بمعزل عن السياسة العامة للدولة النابعة عن دراسة مستفيضة للمجتمع والبيئة وتحديد الاهداف لابد وأن يكون مصيرها الفشل. وذكر المحاضر بأن هناك نظريتين تحكمان توجهات الناس في التعليم الاولي تدعو الى أن يتلقى الطالب علومه باللغة الأقوى «الانجليزية» ضاربا بذلك عرض الحائط بلغتنا العربية وما تنطوي عليه من سلوكيات وقيم بينما تدعو النظرية الثانية الى الاعتزاز بثقافتنا وديننا في الوقت ذاته وتقوى احتياجاتنا من اللغات الاخرى، مؤكدا أن العديد من المفاهيم المغلوطة والافكار المختلفة تتسل الى اذهان ابنائنا نتيجة لعدم وجود منهج واضح في التعليم العربي. وقال ان التعليم عبارة عن مصنع له مدخلاته التي ننتظر منها مخرجات، فاذا اختلت تلك المدخلات لابد وأن تختل المخرجات. وأشار المزروعي الى عدم وجود سياسة اساسية للتعليم تحدد طبيعة المناهج التي يتم تدريسها في مدارس الدولة الحكومية والخاصة مؤكدا أن هناك حوالي 70% من طلاب أبوظبي يدرسون في المدارس الخاصة و 60% من دبي و 50% من طلاب الشارقة كذلك. ودعا المزروعي الى ضرورة اتخاذ القرارات المناسبة لتطوير التعليم والمناهج وفق رؤية سياسية شاملة مشيرا الى أن دولة الامارات العربية تملك بنية ناضجة وخصبة توفرت لها كل الامكانات التي تمكنها من تحقيق احلامها وطموحاتها بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة ودعم كل المخلصين. كما اشاد المزروعي بالدور الذي تقوم به كليات التقنية الحديثة بالدولة وكذلك بمؤسسات التعليم العالي الحكومية بالدولة للدور الذي تقوم به بالنهوض بالتعليم. وقال ان مجتمع دولة الامارات استطاع أن يحقق العديد من التجارب الناجحة والمتقدمة موضحا أنه لابد أن ينسحب هذا النجاح على التعليم بكل مستوياته، وأن يكون المنهج العام ذا نظرة بعيدة في اطار متكامل يسعى الى تحقيق اعلى فائدة ممكنة في ظل دراسة حاجات المجتمع في فترات نموه المختلفة. أبوظبي ـ مكتب «البيان»:

Email