يحقق التطلعات لانجاز مشروعات صناعية تقوي البنية القائمة بالدولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكد مكتب برنامج المبادلة فى دولة الامارات (اوفست) انه يناقش مع عدد من المشترين المحتملين فى منطقة الخليج امكانية شراء الغاز من مشروع (دولفين) . وذكرت وكالة انباء الامارات ان المكتب قد اعلن فى مارس الماضى عن تدشين مشروع (دولفين) الذى يعتبر اكبر مشروع عالمى لنقل الغاز بواسطة الانابيب وأحد اكبر البرامج من نوعه فى مجال الطاقة فى العالم. وتتلخص فكرة المشروع الذى تصل استثماراته الى حوالى 10 مليارات دولار امريكى فى مد انابيب لنقل ثلاثة مليارات قدم مكعب من حقول الغاز فى شمال قطر الى ابوظبى ودبى وسلطنة عمان ويتوقع ان يتم تنفيذ المشروع فى نهاية عام 2004. وقال مكتب المبادلة ان قائمة العملاء الاقليميين المحتملين تضم منتجى الطاقة المستقلين ومنشآت الصناعات الاساسية مثل مصاهر الالمنيوم ومنشآت صناعة الحديد والصلب ومؤسسات تجارة الغاز. واكد المكتب انه يرعى عددا من مشاريع الاستخدام المكثف للطاقة فى دولة الامارات والتى ستزيد من حجم سوق الطاقة وتشمل هذه المشاريع شركة صناعات التى تعتزم الامارات انشاؤها بالتعاون بين حكومتى ابوظبى ودبى ومستثمرين محليين وتفوق استثماراتها ملايين الدولارات وشركة تبريد وهى ايضا مشروع مشترك بين حكومتى ابوظبى ودبى اقيم برعاية مكتب برنامج المبادلة لتطوير انظمة تبريد جديدة فى الامارات. كما اكد المكتب انه سيلعب دورا بارزا فى مشاريع الخصخصة بقطاع الطاقة فى باكستان, مشيرا الى ان رئيس مفوضية الخصخصة فى باكستان وقع على الاتفاق المبدئي لتوريد الغاز من مشروع دولفين الى باكستان. وذكر المكتب فى هذا الصدد انه تأهل للاشتراك فى مناقصة لشركة كهرباء كراتشى كما ابدى اهتماما بشركتين حكوميتين لتوزيع الغاز وهما (سوى سوترن غاز) و(سوى نورثرن بايب لاين ليمتد). مبادرة استراتيجية كبرى وقال عبد الله خورى مدير العلاقات الخارجية بمكتب برنامج المبادلة (اوفست) فى مقابلة مطولة مع مجلة (اقتصاد ابوظبى) التى تصدرها غرفة تجارة وصناعة ابوظبى ان مشروع (دولفين) يشكل مبادرة استراتيجية كبرى لتطوير نظام شامل لتوريد الغاز والبنية التحتية فى منطقة الخليج, مؤكدا ان هذه المبادرة تعد الاضخم من نوعها فى منطقة الشرق الاوسط وصمم لتحفيز الاستثمارات فى قطاعات الصناعة والاعمال فى الامارات وكذلك فى الدول التى تشارك فى هذا المشروع العملاق كما يهدف المشروع للوصول الى شبه القارة الهندية ومناطق اخرى مجاورة. وتتضمن المبادرة نشاطات تشمل جميع مجالات انتاج الغاز من مرحلة تطوير الغاز الى انشاء مناطق صناعية جديدة تعتمد على الغاز المنقول بواسطة الانابيب من هذه الحقول. وفيما يتعلق باحتياجات دول المنطقة من الغاز اوضح ان القيام بطرح هذا المشروع جاء لتلبية ومواكبة احتياجات الطاقة المتزايدة فى دولة الامارات وسلطنة عمان فى الوقت الذى تستمر فيه اقتصاديات المنطقة فى التوسع والتنوع. ويتوقع ان يرتفع طلب امارة ابوظبى على الغاز الى حوالى 7500 مليون قدم مكعب فى اليوم الواحد بحلول عام 2005 كما يتوقع ان يزيد الطلب فى امارة دبى على الغاز من 800 مليون قدم مكعب فى اليوم خلال 1996 الى 1500 مليون قدم مكعب بحلول 2005 فى حين يدل الطلب المتوقع لسلطنة عمان على زيادة من 700 مليون قدم مكعب فى اليوم الواحد فى عام 1996 الى 2400 مليون قدم بحلول 2005 وذلك وفقا للمشاريع التطويرية الصناعية المخطط لها. وتبلغ احتياجات الغاز التقليدية لدى دولة قطر 350 تريليون قدم مكعب ويتوقع ان تبلغ الطاقة الانتاجية لخط الانابيب ثلاثة آلاف قدم مكعب فى اليوم الواحد. وقال مدير العلاقات الخارجية بمكتب الامارات للمبادلة ان انجاز كافة مراحل هذا المشروع يتطلب الحصول على استثمارات ضخمة تتراوح قيمتها بين 8 الى 10 مليارات دولار وذلك على مدى السنوات الست المقبلة حيث سينظم التمويل على اساس التوزيع بين الديون والاسهم كما هو عليه الحال فى مشاريع من هذا النوع. ويرى عبد الله خورى ان مشروع الدولفين يأتى منسجما مع تطلعات دولة الامارات الى انجاز مشروعات صناعية جديدة تقوى البنية الصناعية القائمة بالدولة وتمهد السبيل امام تحقيق نمو اقتصادى ملحوظ فى الامارات ودول المنطقة خلال المرحلة المقبلة ويؤكد على ان مشروع الدولفين سيساهم بشكل كبير فى جذب الاستثمارات الى الدولة من خلال القدرة على تلبية جزء كبير من احتياجات الدولة المتزايدة من الغاز حيث يشهد الطلب على الغاز فى دولة الامارات نموا مضطردا حيث من المتوقع ان يتضاعف حجم هذا الطلب فى العقد المقبل فى الوقت الذى تتسع فيه الفجوة القائمة بين العرض والطلب على الغاز فى المنطقة. ويعود هذا النمو الكبير فى الطلب على الغاز بشكل خاص الى زيادة الاستهلاك فى قطاع الخدمات والمرافق العامة وصناعة البتروكيماويات بالاضافة الى احتياجات المشاريع الجديدة والقائمة بالدولة. كما ان المشروع ينطوى على بعد آخر غير اقتصادى ويتمثل فى تعزيز العلاقات والروابط بين دول مجلس التعاون الخليجى عموما حيث ان هناك ثلاث دول مشاركة فى مراحله المختلفة وهى دولة قطر وسلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة. وعن المراحل التى قطعها المشروع والانجازات التى حققها اكد عبد الله خورى على ان المخطط الجغرافى للمرحلة الاولى قد اكتمل وذلك بابرام عقود اولية كعقد للتنقيب عن الغاز مع قطر وعقد توريد اول شحنات الغاز لمشروع دولفين مع شركة موبيل اويل قطر وعقود شراء غاز دولفين مع كل من ابوظبى ودبى وسلطنة عمان وباكستان اضافة الى ذلك قام المكتب بتأسيس شراكة استراتيجية مع (الف) وهى شركة فرعية تابعة لشركة (توتال فينا) الفرنسية وكذلك شركة (انرون) الامريكية لتنفيذ المرحلة الاولى من مشروع دولفين كما تم التوقيع على اتفاق مبدئى مع الحكومة الباكستانية لشراء الغاز. ففى شهر مارس من العام الماضى اعلن مكتب الاوفست عن اتفاق مع شركتى (انرون) و (الف) وهى تابعة لشركة توتال فينا لتشكيل شراكة استراتيجية تتولى مبادرة (دولفين) . وقد استهدف هذا الاتفاق تطوير العمود الفقرى لمشروع الدولفين والمتمثل فى نقل 3 مليارات قدم مكعب يوميا من الغاز عبر خط انابيب يمتد من قطر الى ابوظبى ودبى وسلطنة عمان بحلول عام 2004 وتتركز المرحلة الاولى من المشروع على القيام بعمليات التطوير فى كافة مجالات صناعة الغاز بما فى ذلك عمليات التطوير والانتاج والمعالجة والنقل وفى فترة لاحقة والتوزيع والتخزين والتصنيع. وقد نصت اتفاقية الشراكة الاستراتيجية على قيام الشركاء بتطوير شراكات جديدة من خلال الاستعانة بشركات طاقة وبتروكيماويات دولية كبرى للاستثمار فى مشاريع الغاز فى كافة الدول التى يمر عبرها خط دولفين وتشمل هذه الانشطة قطاع التطوير والانتاج والمعالجة وتطوير آبار الغاز ضمن منطقة الامتياز فى حقل غاز الشمال القطرى وقطاع النقل والتوزيع والتخزين بانشاء خط انابيب طوله 800 كيلومتر يربط بين كل من قطر وابوظبى وعمان مع انشاء البنية الاساسية وانظمة التوزيع البرية والمعالجة والتصنيع وتنفيذ مبادرات تستهدف اقامة منشآت صناعية تعتمد على استهلاك الغاز ومصانع البتروكيماويات والاسمدة والامونيا وصناعات اساسية اخرى. أسواق بالدول المجاورة كما تم الاتفاق مع حكومة سلطنة عمان لمشاركتها فى مشروع (الدولفين) حيث نص الاتفاق على تمديد انبوب غاز واحد او اكثر فى السلطنة ينفذها دولفين بالتعاون مع مكتب برنامج المبادلة بالدولة وقد شكل توقيع هذه الاتفاقية نقطة انطلاق لمباحثات تهدف الى التوصل الى اتفاقية اخرى طويلة الامد لتزويد سلطنة عمان بكميات من الغاز يتوقع ان تتراوح بين 300 الى 600 مليون قدم مكعب قياس فى اليوم الواحد وقد عكست هذه الاتفاقية ثقة الحكومة العمانية بمشروع الدولفىن ودعمها له. ولتعزيز مكانة مشروع دولفين فى المنطقة وايجاد اسواق لانتاج المشروع من الغاز فى الدول المجاورة وقع مكتب برنامج المبادلة ايضا فى شهر يونيو من العام الماضى اتفاقية تفاهم مع الحكومة الباكستانية لتزويد ونقل مايتراوح بين 1 الى 1.5 مليار قدم مكعب من الغاز الى باكستان وتلبية احتياجاتنا المستقبلية المتنامية من الغاز والوقود وقد مهدت هذه الاتفاقية الطريق امام مشروع دولفين لانشاء شراكات مع القطاع الخاص المحلى والدولفين للاستثمار فى بناء وتشغيل انظمة نقل وتوزيع للغاز فى باكستان. وقد انضمت حكومة دبى فى يونيو من العام الماضى الى مشروع الدولفين بتوقيعها على مذكرة تفاهم مع مكتب برنامج المبادلة بالدولة لتزويد هيئة دبى للتجهيزات احتياجاتها من الغاز القطرى عن طريق مشروع الدولفين وجاءت هذه الخطوة مكملة للشبكة التى تربط قطر والامارات وسلطنة عمان ووفقا لبنود هذه الاتفاقية فان امارة دبى تخطط لشراء مابين 200 الى 700 مليون قدم مكعب من الغاز فى اليوم وجرى الاتفاق على تحديد فرص الاستثمار المرتبطة بامدادات الغاز وزيادتها الى اقصى درجة ممكنة. وكان مكتب المبادلة قد اعلن فى الاول من مارس 2000 عن توقيع اتفاق شراكة استراتيجية مع شركتي (انرون) و(الف) التى اصبحت الآن توتال فينا الف بهدف تنفيذ مشروع دولفين ويتمثل الهدف الاول لهذه الشراكة فى تطوير العمود الفقرى لمشروع دولفين وزيادة انتاج الغاز الى 2000 مليون قدم مكعب يوميا عبر شبكة انابيب جديدة تبدأ من قطر وتمر بابوظبى ودبى ومن ثم الى عمان. وستركز المرحلة الاولية على النشاطات التطويرية على امتداد خط عمليات المشروع بما فيها التنقيب والانتاج والنقل والتوزيع والتخزين والتصنيع والاستهلاك كما ستشمل المرحلة فيما بعد شراكات متعددة ومرافق صناعية فى جميع الدولة المشاركة وتنص (اتفاقية تطوير المشروع) التى سينفذها مكتب برنامج المبادلة وشركتا (انرون) و(الف) على ان الشركاء فى المشروع سيعملون على البحث عن فرص اخرى فى منطقة الشرق الاوسط وخارجها. وستكون الخطوة الاولى لشراكة مشروع دولفين تحويل الاتفاقات المبدئية لمكتب برنامج المبادلة مع مشترى الغاز فى كل من ابوظبى ودبى وعمان والمزودين فى قطر الى عقود يمكن تمويلها من خلال المشروع ويتوقع ان يلى ذلك مباشرة عملية انشاء المرافق لعمليات التنقيب والانتاج فى قطر ونظام شبكة الانابيب. وسيشترك الشركاء كافة فى جميع عناصر المشروع الا ان (توتال فينا الف) ستركز بشكل خاص على تطوير عمليات التنقيب والانتاج فى حين ستعمل شركة (انرون) بصفة رئيسية على تطوير شبكة الانابيب وتسويق الغاز وادارة المخاطر فى المشروع. وفى نهاية شهر اكتوبر الماضى اصدر مكتب برنامج المبادلة بالدولة وشركة ادنوك اعلانا مشتركا يؤكد على دور مشروع (دولفين) كمورد رئيسى للغاز الى امارتى ابوظبى ودبى وسيكون المشروع المزود الحصرى للغاز لتلبية احتياجات هيئة كهرباء ومياه ابوظبى باستثناء المنطقة الغربية كما سيتولى توريد الغاز الذى تعاقدت (ادنوك) على توريده الى دبى وقد اتفق مكتب المبادلة ايضا مع شركة موبيل وهى اكبر شركة منتجة للطاقة فى العالم على تطوير اتفاقية لتزويد وشراء الكمية الاولية من الغاز لصالح مشروع دولفين ويتوقع ان تتراوح الكميات بين 300 الى 500 مليون قدم مكعب من الغاز فى اليوم الواحد وقد منحت هذه الاتفاقية مكتب المبادلة بالامارات الخيار للمشاركة فى مشروع للاستخدام الامثل للغاز وذلك لانتاج الغاز من حقل الشمال القطرى. وتعمل لجنة مشتركة من ادنوك ومكتب برنامج المبادلة على صياغة اتفاق تجارى يمكن توزيع غاز دولفين فى ابوظبى من خلال استخدام شبكة ادنوك الى ان تطور دولفين شبكتها الخاصة. وفى 16 نوفمبر 1999 وقعت شركة ابوظبى للماء والكهرباء التى تعتبر الهيئة المسئولة عن توفير الغاز لكافة منشآت المياه والطاقة فى امارة ابوظبى مذكرة تفاهم مع مكتب برنامج المبادلة تعين من خلالها دولفين كالمورد الحصرى للغاز. ومن المتوقع ان تزيد متطلبات الشركة من مستواها الحالى الذى يصل الى 700 مليون قدم مكعب فى اليوم الى حوالى 1.100 مليون متر مكعب فى اليوم الواحد فى عام 2005. وتنص (اتفاقية تطوير المشروع) على استمرار هذه الشراكة لمدة لا تقل عن 25 عاما وسيستحوذ مكتب المبادلة على الحصة الرئيسية فى الشراكة بنسبة 51 فى المئة بينما تقسم النسبة الباقية بالتساوى بين شركتى (توتال فينا الف) و(انرون) كما تنص الاتفاقية على ان المرافق سوف تمول من خلال المشروع عند الضرورة دون الحاجة الى الرجوع لموافقة الشركاء او الهيئات الحكومية وان اطرافا ثالثة اخرى سوف يتم اشراكها فى تملك الاسهم فى مشاريع التصنيع والاستهلاك التابعة لدولفين عند انشائها على طول شبكة الانابيب. كما تنص (اتفاقية تطوير المشروع) بين مكتب المبادلة و (الف) و(انرون) على اتاحة فرص للشراكة امام شركات الطاقة والبتروكيماويات على اعمال جديدة تتعلق بالغاز ويتم تمويلها من خلال المشروع وذلك فى جميع الدول على امتداد خط مشروع دولفين بما يشمل عمليات التنقيب والانتاج وتطوير حقل الشمال فى قطر بالاضافة الى شراء الغاز من المصادر المحلية وعمليات النقل والتوزيع والتخزين وتشمل انشاء شبكة انابيب للغاز بما فيها مشاريع توليد الطاقة وغاز البترول المسال وانتاج البتروكيماويات والسماد والامونيا والصناعات الاساسية الاخرى فى كل من المناطق التى سيصلها غاز مشروع دولفين.

Email