المناشط اللاصفية بين الواقع والمأمول ، دراسة ميدانية تدعو الى ربط الأنشطة بتقنيات التربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوصت دراسة حول المناشط اللاصفية بين الواقع والمأمول للمرحلة الثانوية أعدتها المعلمتان نابغة عبدالباري وعطاف عبدالفتاح من مدرسة الذيد الثانوية للبنات باعتبار المناشط اللاصفية امتدادا لعمل المعلم في الفصل واستكمالا للمادة الدراسية التي تلقى مسئوليتها على عاتقه سواء أكانت هذه المناشط أكاديمية ام ادائية, واعتبار الاشراف على هذه المناشط اللاصفية امتدادا لعمل الموجهين ومكملا لاشرافهم على اداء المعلم. كما أوصت الدراسة الميدانية بعقد دورات تدريبية للمعلمين لاكسابهم خبرات في كيفية الاعداد والتخطيط والتنفيذ والتقويم للمناشط المختلفة والنظر بعين الاعتبار الى نصاب المعلم المشرف على المناشط ليتمكن من الاشراف عليها على الوجه الاكمل ومحاسبة المعلم على اشرافه على المناشط اللاصفية في صحيفة التقييم للمعلم سلبا أو ايجابا. كما دعت الى اعتبار المناشط المدرسية عنصرا رئيسيا في عمليات التعليم والتعلم وجزءا لا يتجزأ من مواد المنتج الدراسي واعتبارها كأي مادة او محتوى دراسي مساعدة على نمو شخصيات المتعلمين نموا سويا متكاملا في جميع المجالات الجسمانية والعقلية والوجدانية والاجتماعية. وطالبت دراسة المناشط اللاصفية بين الواقع والمأمول بتوفير الامكانات المادية والاحتياجات البشرية والمالية اللازمة لتنفيذ المناشط بما يضمن اشتراك اكبر عدد ممكن من الطلاب وحسن الافادة من برامج المناشط وتصميم دليل شامل لها لكل مرحلة دراسية ولكل سنة دراسية يشترك في تنفيذه كل معلمي المواد الدراسية والانشطة كل حسب نوع المنشط المدعم للمحتوى المصاحب للعملية التربوية. وأوصت الدراسة باعادة النظر في كثافة المناهج بحيث لا تكون مكدسة مما لا يتيح فرصا للطالب لمزاولة المناشط المصاحبة للمنهج, وتنويع المناشط بحيث تتلاءم ورغبات الطلاب وميولهم وقدراتهم وتقابل الفروق بينهم بحيث تتواءم هذه المناشط والعصر وضرورة ربط المناشط المدرسية بالبيئة المحلية والاستفادة من امكاناتها وتمكين الطلاب من استثمار وقت فراغهم في خدمة المدرسة والبيئة المحلية. وشددت الدراسة على ضرورة الاهتمام بالمناشط وعدم الغاء حصص النشاط المدرسي قرب نهاية العام الدراسي أو احلال مواد دراسية محل برامج النشاط او مواده وطالبت بربط المناشط بتقنيات التربية بحيث يستفيد المستهدف منه في الحياة العامة بما يطرأ عليها من متغيرات تربوية وتقنية. البيئة المناسبة كما دعت المدرسة الى الابتكار والتجديد فيالمناشط المدرسية والخروج بها من دائرة التقليد والتكرار ومحاكاة ما ليس مرتبطا ببيئة الطالب او مخالفا لعقيدته وضرورة اعداد ميزانية خاصة بالمناشط المدرسية لتوفير الوسائل اللازمة وتوفير البناء المدرسي المناسب لممارسة المناشط واختيار المعلم القادر على توظيفه بشكله الصحيح واخيرا طالبت باعداد لائحة تعريفية او دليل ارشادي لمفهوم المناشط المدرسية واهدافها وكيفية استغلالها الاستغلال المفيد. وخلصت الدراسة الى وجود هوة شاسعة بين الواقع الفعلي لممارسة المناشط المختلفة في المدارس فهي في محنة بسبب عدم العناية بها في كثير من الاحيان كما انها وبسبب دوران المناهج والمعلمين في اطار فلسفة تقليدية تعنى بثقافة الذاكرة لا بثقافة الابداع وبين ما تأمله من طموح وتجديد وابتكار في اعداد وتنفيذ المناشط وتطوير التعليم بحيث تصبح المدارس مراكز للابتكار والابداع وتظهر فيها من خلال العناية بالمناشط اللاصفية الطاقات الخلاقة عن طريق افكار الطلاب واعمالهم البناءة وجهود المعلمين في تنمية الميول والاتجاهات والمهارات واساليب التفكير العلمي لتشكيل المتعلم المفكر المبدع والمنتج المبتكر ولن يكون ذلك الا اذا وضعت المناشط المدرسية موضعها السليم في الخطة المدرسية حتى تضيق الهوة بين الواقع والمأمول في ممارسة المناشط المدرسية. وكانت نتائج استبانة الطلاب والطالبات قد اوضحت ان غالبية الطلبة يرون ان المناشط تثري خبراتهم ومعارفهم وانها تبث الحيوية والنشاط وتخلق روح التجديد والابداع عندهم وتكسبهم مهارات جديدة وتعالج بعض نواحي القصور وترسم الطرق السديدة لتمضية اوقات الفراغ وتدربهم على مهارات الحياة وحسن استغلال البيئة المحيطة بهم وتعود الطلبة على المناقشة وابداء الرأي والحرية والجرأة والشجاعة في مواجهة الاخرين. وحول مدى مشاركة الطلبة في المناشط اللاصفية اجاب 64% من الطلاب بنعم و80% من الطالبات وكان سبب عدم المشاركة هو عدم وجود مناشط كافية تناسب سنهم وطموحهم مع قلة التشجيع وازدحام المناهج. وعن أكثر المناشط التي يفضلونها جاءت المناشط الدينية في المقدمة ثم الثقافية فالرياضية والاجتماعية والمناشط الفنية واخيرا المناشط العلمية. ورأى 64% من الطلاب ان المناشط تؤدي الى احساسهم بالرضا والمتعة الجمالية وتقدير المهارات الذاتية وتدفعهم الى المزيد من المشاركة فيها. تحقق الاهداف واجاب معظم الذين شملتهم الدراسة من الطلبة بعدم وجود مكان مناسب في مدارسهم لممارسة المناشط المختلفة مع قدرة المعلم المشرف على المناشط على تحقيق اهداف الطالب من ممارسة المناشط ويرون تقدم مستواهم التحصيلي والاجتماعي بعد ممارستهم للمناشط بل يعتقدون ان المناشط اللاصفية تعد احد عوامل تفوقهم وابداعهم الى حد ما ووجود علاقة بين المناشط والمناهج الى حد ما. اما نتائج تحليل استبانة المعلمين والمعلمات فأشارت الى تفضيل المعلم لأن يكون حرا في اختيار المناشط والى ضرورة تخفيض نصاب المعلم المشرف على المناشط اللاصفية. ودعت النتائج الى مزيد من التأهيل والتدريب والتوجيه خاصة للمعلم حديث التعيين وان يكون لاشرافهم على المناشط اللاصفية درجة في صحيفة التقييم السنوي للمعلم وان يكون للمناشط منهج خاص بها. واوضحت الدراسة ان سبب نفور بعض المعلمين من الاشراف على المناشط اللاصفية هو عدم اقبال الكثير من الطلبة على المشاركة الفعلية فيها واكتظاظ اليوم الدراسي بالحصص وعدم وجود حوافز مادية ومعنوية وعدم توافر المرافق الحيوية الكافية اضافة الى عدم وجود منهج محدد للمناشط اللاصفية. وعن الاهداف التي يمكن ان تتحقق من ممارسة الانشطة اللاصفية فقد خلصت الدراسة الى ان المعلمين يرون ان المناشط تخلص الطالب من الانطواء والخجل والامراض النفسية وتدفعهم الى المناقشة وابداء الرأي كما انها توطد العلاقة بين الطالب ومعلميه وتكسبهم مهارات حياتية جديدة وتبني شخصية الطالب القيادية وتثري خبراته وافكاره وتربطه بمناهجه الدراسية.

Email