الفنان الارجنتيني أكزيل لـ البيان ، الملتقى العالمي للكاريكاتير بدبي تحقيق لاحد احلام المبدعين

ت + ت - الحجم الطبيعي

(يولد الانسان فنانا والطفولة المبكرة هي اولى المراحل الفنية لرسام الكاريكاتير) هكذا استهل الفنان الارجنتيني جرمان اكزيل حديثه على هامش الملتقى العالمي الاول للكاريكاتير الذي تنظمه (البيان) بالتعاون مع مؤسسة (بزنس كنكشن) في اطار الفعاليات الثقافية لمهرجان دبي للتسوق 2000 والذي جاء خصيصا من اجل المشاركة فيه في اول زيارة له للمنطقة العربية. ويؤكد جيرمان اكزيل, وهو احد اشهر فناني الكاريكاتير في الارجنتين, ان هذا الفن يبدأ مع الانسان منذ طفولته عندما يمسك الطفل بقلم الرصاص ويأخذ في (الشخبطة) على الورق بمعنى ان هناك دافعا فطريا يحث الانسان منذ نعومة اظافره على التعامل مع اساسيات الصورة ومفرداتها حتى وان لم تكن مفهومة ولكن مجرد الشعور بالرغبة في اخراج شكل معين من مجال اللاشعور لدى الطفل في اي صورة كانت يعتبر في حد ذاته بدايات تكوين كاريكاتيري في وجدان الانسان. القدوة وعن رحلته مع فن الكاريكاتير يقول جرمان اكزيل (كما ذكرت في بداية حديثي فإن البداية كانت منذ الطفولة فقد تمسكت بهذه الطبيعة الانسانية الفطرية ووجدت فيها مجالا طيبا للتعبير عن الذات وعن الأفكار التي تراودني والفنان بطبيعته يبحث دائما عن القناة التي يمكن من خلالها نقل أفكاره ومفاهيمه إلى الناس ووجدت ان فن الكاريكاتير هو أكثر الفنون تواصلا مع الناس. ومع بداية دراستي كانت القدوة التي يبحث عنها أي فنان في بداية حياته , ففي المدرسة وجدت ضالتي المنشودة حيث عثرت على القدوة التي كنت أبحث عنها من خلال مدرسي الفنون بالمدرسة, ومن هنا يمكن ان نقول ان بدايتي الفنية المدروسة والمقننة قد شرعت في التكوين. ومع بلوغي سن السادسة عشرة ظهر أول عمل فني لي على صفحات الجرائد حيث نشرت واحدة من الصحف المحلية محدودة الانتشار في الأرجنتين أحد أعمالي الكاريكاتيرية وكان شعوري رائعا بخروج أعمالي إلى النور على الرغم من صغر نطاق توزيع هذه الجريدة إلا ان احساس الفنان بأن عددا من الجمهور, حتى لو كان صغيرا في عدده, يشاهد أعماله شعور جميل يعرفه كل فنان, فالهدف الحقيقي للفن هو توصيل الرسالة, وهو هدف لا يتحقق إلا بعبور الجسر الذي يربط بين الفنان والمجتمع, وتعرف هذا المجتمع على انتاج الفنان. النجاح ويواصل الفنان الأرجنتيني الذي قطع هذه المسافة الهائلة التي تفصل بين بلاده ودبي للمشاركة في الملتقى العالمي الأول للكاريكاتير قائلا: (كانت بداية نجاحي كفنان كاريكاتير عندما كنت في العشرين من عمري, فمع اكتمال العقد الثاني لحياتي ذاع صيتي في الارجنتين شرقها وغربها, حيث أصبحت من وقتها وحتى الآن والحمد لله واحدا من أبرز فناني الكاريكاتير هناك. وعن أهم المطبوعات الصحفية التي يتعامل أكزيل معها في بلاده يقول: ان العديد من المجلات والصحف الارجنتينية تنشر أعمالي ومن بينها مجلة (إل جرافيكو) وجريدة (لانسيون) . ولا تقتصر شهرة جرمان اكزيل ابن السادسة والعشرين على بلاده فحسب بل تعدت شهرته الحدود الارجنتينية إلى بعض الدول المجاورة مثل البرازيل حيث تنشر أعماله أيضا هناك, في بعض الصحف الهامة مثل صحيفة (جرنال دي برازيل) . ويؤكد اكزيل ان البرازيل شهدت العديد من المعارض التي أقامها هناك لعرض لوحاته وأعماله الكاريكاتيرية الساخرة حيث أقام نحو أحد عشر معرضا له هناك في أماكن ومناطق مختلفة بالبرازيل وفي دليل على اهتمام الحكومة البرازيلية بهذه الموهبة الشابة الواعدة كانت السفارة البرازيلية دائما ترعى وتدعم تلك المعارض التي أقامها أكزيل في البرازيل والتي تخطت مجموع المعارض التي أقامها في بلاده والتي تبلغ في مجملها ثمانية معارض طافت أنحاء مختلفة من العاصمة بيونس ايرس. قوة التغيير ويرى هذا الفنان الموهوب القادم من هذا الركن البعيد من العالم ان فنان الكاريكاتير في كل مكان من العالم يملك (قوة خفية) تساعده على تغيير الاوضاع في المجتمع لصالح المجتمع ويصف هذه القوة بأنها قوة عاتية لا يقدر أحد على تحديها وطالما اجبرت هذه القوة العديد من الطغاة على ان يخروا صاغرين لا حول لهم ولا قوة. ويرجع اكزيل هذه القوة الخارقة الى نبع هام الا وهو نفاذ فنان الكاريكاتير بريشته الى داخل النفس البشرية التي يغوص فيها لاستخراج المعالم الداخلية للاشخاص والتي يحاول من خلال موهبته أن يجعل هذه المعالم الدفينة تطفوا على السطح مبرزا اياها من خلال التحكم في الملامح الظاهرية لهؤلاء الاشخاص. وفي سؤال حول اذا ما كانت هناك فوارق بين فن الكاريكاتير العربي ونظيره الاجنبي اجاب اكزيل قائلا: (ان فن الكاريكاتير فن فريد لا يعرف الفوارق المكانية فجميع فناني الكاريكاتير في العالم يتحدثون لغة واحدة تبتعد عن المفردات اللغوية والحروف الهجائية والالسنة المتباينة. فالهم الانساني واحد في كل مكان على وجه البسيطة مع اختلافات بسيطة. تعود في الاساس الى اختلاف البيئة والمناخ المحيط ولكنني لا اعتقد بوجود فوارق جوهرية بين الابداع العربي والاجنبي في مجال الكاريكاتير خاصة وان معظم الرسوم تخلو من التعليق وتخاطب الانسان في موضوعية شديدة بغض النظر عن الحواجز المكانية) . حلم المبدعين وفي نهاية حديثه ابدى جرمان اكزيل اعجابه الشديد بالفكرة الرائدة بعقد مثل هذا الملتقى الكبير (الملتقى العالمي الاول للكاريكاتير) والذي يقام في دبي معربا عن سعادته بتمكنه من المشاركة في هذا الحدث الفني الثقافي الكبير الذي ضم نخبة مختارة من فناني الكاريكاتير حول العالم من شرقه الى غربه. وقد اشاد اكزيل بالملتقى الذي اعطى فن الكاريكاتير هذا القدر من الاهتمام وقال (اتمنى ان يعقد هذا الملتقى الكبير بصفة دورية لكي نحقق جميعا هذه الاستفادة الكبيرة من التلاقي وتبادل الافكار والتعرف على أعمال بعضنا البعض وكم سأكون سعيدا اذا ما اتيحت لي الفرصة للمشاركة مرة بل ومرات اخرى في هذا الحشد الجميل من الابداع الكاريكاتيري العالمي في دبي.

Email