محمد بن زايد في تصريحات صحفية: لم يفرض أحد على الامارات توقيع صفقة الطائرات زايد رجل عربي قومي لا يضع نفسه تحت أي ضغوط

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الفريق ركن طيار سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس اركان القوات المسلحة ان دولة الامارات لم تتعرض لأية ضغوطات اجنبية للتوقيع على صفقة طائرات (اف 16) الامريكية مشيرا الى ان سياسة الدولة تنبع من أهلها ومن قيادتها السياسية ولا أحد يفرض عليها أي شيء. وأوضح سموه في تصريحات صحفية خلال عودته من كوسوفو لرجال الاعلام والصحافة المرافقين ان الامارات تسعى دائما لتخفيض سباق التسلح في العالم من خلال مشاركتها في جميع لجان تخفيض السلاح وتتمنى ان تكون هناك تخفيضات في ترسانة السلاح الصاروخية ووضع حد للدول المصنعة لمركبات الصواريخ والرؤوس المتفجرة للصواريخ وتحديد للخطر البيولوجي والجرثومي والخطر الكيميائي وحذف ما يسمى بالقدرات النووية في المنطقة كلها لأن هذه الامور هي بالفعل القضايا الخطيرة اما الطائرات فهي تعمل بشكل دفاعي وبالرغم من وجود قدرات هجومية فيها الا ان الامارات لم تعتد على أحد ولا توجد لديها النية للاعتداء على أحد كما لا يوجد لديها الجشع والطمع للاعتداء على أحد. وفيما يتعلق بوجود اعتراض ايراني شديد على الصفقة قال سموه: تطرح ايران دائما قضية المشاركة في أمن الخليج, والامارات لديها عاملان اساسيان في تثبيت أمنها وهما البدء من الامارات انطلاقا لدول مجلس التعاون ثم الخليج العربي الذي يأتي في نفس الاطار مشيرا الى انه لو كانت ايران تنظر الينا كدولة معادية فانها سترفض هذا الطرح, اما اذا كانت ايران تنظر الى الامارات باعتبارها دولة جارة مسلمة فانها لابد وان تكون ايجابية في طرحها باعتبار وجود قوة تحافظ على أمن الخليج العربي. وأكد سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ان ايران ستبقى جارة لنا وستبقى الامارات جارة لايران الى الأبد وعلينا ان نتعايش من هذا المبدأ مضيفا بأن لغة التفاهم الحقيقية هي المفقودة بين البلدين للوصول الى نتائج تخدم مصلحة الامارات وايران وامن المنطقة. وحول اتفاقية الدفاع المشترك التي طرحت خلال اجتماع رؤساء اركان دول مجلس التعاون في دبي قال سموه ان الفكرة ايجابية جدا وهناك دراسات من قبل المسئولين في الجانبين العسكري والسياسي بأمانة مجلس التعاون مبديا سموه تفاؤله بأنها سترى النور قريبا.. وردا على سؤال (البيان) حول امكانية توقيع اتفاقيات حدودية جديدة قال سموه ان الامارات وقعت مع سلطنة عمان اتفاقية لترسيم الحدود العام الماضي وهناك دراسات حالية لتوقيع اتفاقية حول الحدود المتبقية في الجانب الشمالي لعمان مع الامارات وأبدى سموه تفاؤله للوصول الى حل لقضايا الحدود الاخرى مع الجيران مشيرا الى ان هناك اتصالات مستمرة ونحن دائما متفائلون, وفيما يلي تفاصيل المؤتمر الصحفي: الاستفادة من تجربة كوسوفو * هل لسموكم ان تحدثونا عن حجم الاستفادة الفعلية التي تلقاها جندي الامارات والدروس المستفادة من مشاركة قوات الامارات في كوسوفو؟ ـ الدروس المستفادة كثيرة جدا أولاً جنود الامارات مشاركون مع قوات عالمية من حلف (الناتو), وعندما نتحدث عن الناتو يعني ذلك دولا تمتلك أحدث الأجهزة والمعدات والوسائل التقنية الموجودة اليوم في العالم, ثم ان منطقة (البلقان) بتضاريسها وأجوائها تختلف تماما عن الامارات, والشيء الآخر ايضا شكل العمليات الحقيقية التي يمارسها الجنود على الميدان العملي, كل ذلك حقق لجندي الامارات استفادة كبيرة خاصة أننا نعمل دائما في تضاريس وأجواء مختلفة, نعمل ونحن قريبون من الأهل, اما هنا فالوضع مختلف.. كما اننا مستفيدون من جانب آخر وهو عملية التخطيط والتي بدأت برحيل الجنود من منطقة لآخرى وارسال قوة على مسافة 3000 ميل هذا بحد ذاته علم, خاصة اننا متعودون على العمل في مسرحنا التكتيكي والاستراتيجي دول مجلس التعاون, أما نقل الجنود والمعدات والسير لهذه المسافة الطويلة فانه يأتي في اطار درس جديد بالنسبة لقوات الامارات لم يعتادوا عليه. أما عامل الاحتكاك والعمل بجانب مؤسسات عسكرية راقية لها تاريخ وتملك أحدث الاجهزة والمعدات والوسائل التقنية, تجعلني استطيع ان اشبه الاستفادة عندنا تصل حتى والعسكري نائم لأنه يحس بالمسافة وعامل البعد عن أهله وطبيعة المهمة التي يؤديها, اضافة الى حقيقة العمليات والمهمات التي يقوم بها فهي ليست تمرينات انما واقع يجعله يفكر بأن الغلطة هنا تعني حياته او حياة الناس الذين يؤمنهم في المنطقة, ومن هنا انا اؤكد ان العملية ايجابية جدا واستفدنا منها كثيراً, واتمنى ان تستطيع جميع المجموعات المشاركة ان تستفيد وترجع سالمة لأن هذين العاملين صعب ان يجتمعا في نفس المكان. ايجابيات عديدة * هل هناك توازن معقول بين كلفة المشاركة في كوسوفو وحجم الاستفادة الحقيقية التي حصل عليها جنود الامارات من خلال المشاركة؟ والى متى ستستمر مهمة قوة الامارات في كوسوفو؟ ـ بالنسبة لقرار الامارات لنهاية المشاركة فان قوة الامارات ستستمر في مهامها بكوسوفو حتى نهاية عام ,2001 اما عامل التكلفة فاعتقد أولا ان المكاسب الاعلامية التي تحققت ومن وجهة نظري الخاصة لو نحن صرفنا مثل هذه المبالغ على مؤسسة اعلامية او وزارة الاعلام فاعتقد اننا لن نستطيع ان نعطي هذه السمعة التي حققتها مشاركة قوات الامارات في حفظ السلام بكوسوفو الا اذا وجدنا هذه الاعداد من البشر مدربين مجهزين يعرفون القيام بواجبهم, أضف الى ذلك عامل الخبرة فهي بحد ذاتها لا يمكن ايجادها الا في وجود عمليات حقيقية تديرها المؤسسة العسكرية بشكل واقعي جدا وعملي, بحيث اننا نخطط وننفذ ونحن في حالة خطر.. اليوم نحن نفتخر وأنا شخصيا افتخر لتواجد قوات من الامارات في هذا المكان من العالم يقومون بعمليات انسانية ويساندون مجموعة من الناس 80% منهم هم من المسلمين لحفظ وجودهم في نصف أوروبا تقريبا.. نحن نتمنى ان نكون عند حسن ظن قيادتنا السياسية وأمتنا العربية.. صفقة الطائرات * تعرضت صفقة الطائرات الامريكية (اف ـ 16) التي وقعتها الامارات مؤخرا لانتقادات ايرانية شديدة, فماذا تقول سموكم في هذا الشأن؟ ـ أريد ان اطرح هذا الموضوع من جانب خاص, ايران دائما تطرح قضية المشاركة في أمن الخليج, ونحن عندنا عاملان رئيسيان, اذا الامارات تريد ان تؤمن بيتها وسورها وأمنها, فلا بد ان تبدأ من دولة الامارات تكملة بدول مجلس التعاون والخطوة الثالثة الخليج العربي الذي يأتي من هذا الاطار, واذا ايران ترفض هذا الطرح, فإني اريد ان اسأل.. هل ايران تنظر الينا كدولة معادية ام كدولة جارة مسلمة؟ اذا كانت تنظر الينا كدولة جارة مسلمة فإننا نتوقع منها ان تكون ايجابية في طرحها نحو وجود قوة تؤمن الخليج العربي.. وأحب ان اؤكد ان ايران ستبقى جارة, وستبقى الامارات جارة لايران الى الابد, وعلينا ان نتعايش, واعتقد ان المفقود بيننا هو لغة التفاهم الحقيقية, والوصول الى نتائج تخدم مصلحة الامارات وايران وأمن المنطقة. اتفاقية الدفاع المشترك * عقد رؤساء اركان دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا لهم في دبي, وتردد ان هناك اتفاقية دفاع مشترك بين دول المجلس.. فهل هذا مشروع واقعي؟ والى أين وصل؟ ـ من اجتماع دبي وحتى اليوم نحن لم نجتمع لأن اجتماعاتنا نصف سنوية, ولكن أنا أعتقد ان الفكرة ايجابية جدا, واخواننا في مجلس التعاون في الجانب العسكري والسياسي يناقشونها بشكل جدي, وأنا متفائل انها سترى النور قريبا. لماذا كوسوفو؟ * عودة الى كوسوفو هناك سؤال يتردد حول أسباب مشاركة الامارات بهذا الحجم الضخم في كوسوفو بالذات بالرغم من وجود مناطق في العالم مرت بنفس ظروف كوسوفو ولم تكن مشاركة الامارات فيها بهذا الحجم؟ ـ عملية كوسوفو بحد ذاتها جاءت فكرة, ونحن استشعرنا الخطر من وقت بعيد, وأعتقد الآن لو ارادت اي دولة الدخول للمشاركة في عمليات حفظ السلام في كوسوفو, فانها لن تجد لها مكانا لأن هناك اعداد كبيرة من القوات قد اغلقت كافة المناطق.. قيادتنا السياسية بحكم القدرة والعقلانية التي تتمتع بها رأت الخطر وأرادت المشاركة, ثم طلبت المشاركة الفعلية من أيام مخيم كوكس, لذا اعتقد ان عامل الوقت اعطانا الايجابية والدافع والامكانية للمشاركة بهذا الحجم. الخطورة في الصواريخ * اذا عدنا الى صفقة طائرات (اف ـ 16) هل بالفعل الامارات محتاجة لهذا العدد من الطائرات؟ وما مدى مصداقية من يقول ان الصفقة فرضت على الامارات او وجود أسباب تجارية تتعلق بالميزان التجاري مع الولايات المتحدة؟ ـ دولة الامارات لا يفرض عليها احد اي شيء.. والسبب الرئيسي في ذلك وجود القيادة السياسية في الامارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة.. وبحكم معرفتكم به وسمعته ومعرفة العالم العربي بالذات لهذا الرجل, تأكدوا بأنه رجل عربي قومي لا يضع نفسه تحت أية ضغوط.. وسياسة دولة الامارات سياسة تنبع من أهلها وقيادتها السياسية.. وبالنسبة لحجم مشروع الطائرات, لا اعتقد ان هناك محددات تحدد الحجم على أي دولة, اذا نحن ننظر ان الامارات اشترت 80 طائرة, فان هناك كثيرا من الدول الموجودة تمتلك اعدادا كبيرة من الطائرات, واعطي مثالا على ذلك هناك دولة اسمها سويسرا تمتلك 500 طائرة وهي دولة محايدة خارج حلف الاطلسي وخارج الامم المتحدة.. هناك السويد تنتج طائرات مقاتلة وانتجت مؤخرا الجيل الثالث من الطائرات, تمتلك 300 طائرة من جيل واحد, يعني لو جمعنا ثلاثة أجيال فهي لا تقل عن 500 طائرة.. اما موضوع الضغوطات على الامارات, فان هناك من يحدد للامارات حدا معينا أو سقفا معينا فهذا أمر مستبعد, واعتقد ان دولة الامارات بناء على منظورها الخاص في حماية أمنها واستقرارها فهي تضع الخطوط العريضة لها, والشيء الآخر هو اننا في دولة الامارات مشاركون في كافة اللجان المعنية لتخفيض السلاح في العالم, وأمنيتنا الحقيقية هي ان تكون هناك تخفيضات لترسانة السلاح الصاروخية وليست الطائرات.. نحن ننظر الى دول تصنع الصواريخ وتصنع مركبات الصواريخ وتصنع الرؤوس المتفجرة للصواريخ, وهنا تكمن الخطورة, اما الطائرات فهي تعمل بشكل دفاعي.. نعم صحيح عندها قدرات هجومية ولكن دولة الامارات لم تعتد على أحد, ولا توجد لديها النية للاعتداء على أحد, ولا يوجد لديها الطمع والجشع للاعتداء على أحد.. الامارات دولة ذات سيادة مستقرة استقرارا جيدا والدليل على ذلك وجود جنسيات متعددة تضع أموالها في الدولة للاستثمار, كما توجد شركات عالمية تضع رؤوس أموالها لبناء مؤسسات ناجحة في الامارات.. نحن نؤيد ان يكون هناك تحديد للخطر الصاروخي والجرثومي والبيولوجي, والخطر الكيميائي, وحذف ما يسمى بالقدرات النووية في المنطقة كلها, ولكن اذا كان هذا كله موجودا ومجرد شراء 80 طائرة من قبل الامارات يفتح مجالا للناس بأنها تبدع في وضع مقاييس معينة, وتدعي بأن صفقة الطائرات اكبر من حجم الدولة.. اعتقد انه لا يستطيع احد ان يشترط على احد قدرات عادية مادام الامر لا يتعلق بقدرة نووية ولا قدرة بيولوجية او صاروخية او كيماوية.. دولة الامارات دولة مستقرة ذات سيادة غنية وعندها ثروات تريد حمايتها فكيف يوضع لها حد او سقف بالتأكيد هذا كلام غير معقول.. طول فترة التعاقد * استغرقت فترة (مخاض) الصفقة زمنا طويلا, فهل هذه المفاوضات الشاقة نتج عنها مزايا تقنية او استثمارات او فوائد مادية؟ ـ وقعت دولة الامارات صفقة طائرات (اف ـ 16) بناء على قناعة تامة ان هذا المشروع ناجح, والا (والله) لم نكن سنذهب خطوة للامام في هذا الاتجاه, استطعنا توفير مواصفات دفاعية للدولة, واستطعنا توفير في المشروع استثمارات تقنية في الامارات, وايضا وصلنا الى السعر المطلوب في نهاية المطاف. * هل هناك (اوفست) على الصفقة؟ ـ بالطبع حسب قانون دولة الامارات فان اي مشروع عسكري يزيد على 10 ملايين دولار, فان هناك 60% استثمارات في الامارات. القوات المسلحة والتسلل * لاحظنا دورا فاعلا للقوات المسلحة في مكافحة التسلل, خاصة بعد ضم حرس الحدود للقوات المسلحة فما هو تعقيبكم على هذا الموضوع؟ ـ ما أريد أن اقوله في هذا الموضوع انه لم يحدث تغيير جذري في سياسة الامارات تجاه حرس الحدود, ولكن هناك دولا كثيرة يتبع فيها حرس الحدود للمؤسسة العسكرية مثل مصر وامريكا ودول اخرى, والامارات بناء على امكانيات معينة رأت ان القوات المسلحة أنسب لادارة الحدود, والقرار اتخذ من صيف العام الماضي وبناء علىه قامت المؤسسة العسكرية بتشكيل هيكل خاص بحرس الحدود, وهناك تطوير مستمر وقمنا بواجبنا وتم إلقاء القبض على نسبة اكبر من الماضي, وهذا واجب, وعلى أي حال اتمنى لحرس الحدود التوفيق لأنه سلاح يقوم بدور عمليات في الامارات. الاتفاقات الحدودية * بوصفكم نائب رئيس اللجنة العليا للحدود.. هل هناك اتفاقيات جديدة ستوقعها الامارات قريبا في هذا الشأن؟ ـ تم الاتفاق مع سلطنة عمان في زيارة سيدي صاحب السمو رئيس الدولة الى السلطنة العام الماضي على اتفاقية الحدود, وان شاء الله حاليا ندرس الحدود المتبقية شمالا, وانا متفائل للوصول الى حل حول هذا الموضوع قريبا, وبالنسبة للحدود الاخرى فنحن في الامارات دائما متفائلون, وهناك اتصالات مستمرة, ونتوقع ان نصل الى حل مع اخواننا وجيراننا ان شاء الله. كوسوفو سامي الريامي

Email