اعتبارا من العام الدراسي المقبل، التربية تبحث تطبيق برنامج (الكورت) لمهارات التفكير بالمدارس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبحث وزارة التربية والتعليم والشباب تطبيق برنامج (الكورت) لمهارات التفكير من خلال غرف المصادر بمدارس الدولة اعتبارا من العام الدراسي المقبل وقد بدأ موجهو ادارة برامج ذوي القدرات الخاصة تلقي دورات تدريبية مكثفة بمركز تدريب الشارقة لرعاية الموهوبين والمتفوقين ليكونوا مدربين للمعلمين والمعلمات في هذا المجال الجديد بالاضافة الى دورات تدريبية اخرى ستقام لهم بجامعة زايد مايو المقبل. صرحت بذلك الدكتورة عائشة الجلاهمة مدير ادارة برامج ذوي القدرات الخاصة بوزارة التربية واوضحت ان الادارة قامت بعمل استبيان حول الطرق المثلى لرعاية المتفوقين والموهوبين بمدارس الدولة بدءا من المرحلة التأسيسية وحتى التعليم الثانوي وشارك في هذا الاستبيان عدد كبير من اعضاء التوجيه التربوي وكذلك اعضاء الهيئتين التدريسية والادارية بمدارس الدولة وتعكف ادارة برامج ذوي القدرات الخاصة حاليا على تحليل نتائج هذا الاستبيان. كما ان الادارة تبحث حاليا امكانية انشاء وحدات تفكير ابتكاري بالتعاون مع كافة المناطق التعليمية على مستوى الدولة لما لها من دور كبير في رعاية الموهوبين والمبدعين من ابناء الدولة. وذكرت الدكتورة عائشة الجلاهمة انها استعرضت المشروع في عدة لقاءات مع عائشة السويدي نائبة الادارة والدكتورة فاطمة العتيبة رئيس قسم المتفوقين وعائشة سباع بالقسم نفسه وموجهي الادارة وذلك لتعديل بعض الموضوعات المطروحة ببرنامج الكورت لتتناسب مع المجتمع الذي نعيشه كما تطرقنا لبعض الموضوعات الهامة والتي لها الاولوية مثل تشجيع الطلاب على الدراسة بالقسم العلمي بالمرحلة الثانوية وتقدير العلم والعلماء ومسألة تنظيم الوقت والاستفادة من وقت الفراغ بما يعود عليهم بالفائدة وكذلك كيفية اختيار الاصدقاء والمحافظة على التفوق والتنافس البناء بالاضافة الى امكانية التصدي لمشكلة التسلل وهروب المستخدمين واضرار الزواج من الاجنبيات. وحول تطبيق مشروع (الكورت) بمدارس الدولة قالت الدكتورة عائشة الجلاهمة انه انطلاقا من حرص ادارة برامج ذوي القدرات الخاصة بوزارة التربية على تطوير عمليات وادارات التفكير للطلاب تم تجريب هذا البرنامج في بعض المدارس النموذجية بالدولة حيث يسمح نظام الدوام فيها بتنفيذ هذا البرنامج ومنها مدرستا العين والهيلي النموذجيتان. ومدرسة الغزالي بأبوظبي ونحن بصدد تنفيذه في المدارس العادية من خلال غرف المصادر الموجودة بها. كما تم تجريبه في بعض مدارس منطقة رأس الخيمة التعليمية كمدرسة اذن الابتدائية للبنات ومدرسة الظيت الابتدائية بالتعاون مع موجهي المرحلة التأسيسية وسيتم تجريبه ايضا بمدرستي عثمان بن عفان وراشد الاول الابتدائيتين بمنطقة ام القيوين التعليمية. وقالت الدكتورة عائشة الجلاهمة ان المطلوب لتنفيذ هذا المشروع تخصيص حصص اسبوعية داخل الخطة الدراسية وعلى الادارات المعنية ان تضع هذا الامر في الاعتبار واما التنفيذ فادارتنا تتكفل بهذه المهمة والتي بدأناها بالفعل من خلال الدورات المكثفة للموجهين والذين سيقومون بدورهم بعد ذلك بتدريب المعلمين. وحول برنامج (الكورت) كمشروع تبنته ادارة برامج ذوي القدرات الخاصة وكيفية تطبيقه ومحتواه واهدافه والاستراتيجيات المقترحة في استخدامه تناول الحديث فيه مصطفى ابراهيم ابو دشيش موجه برامج ذوي القدرات الخاصة والمكلف من قبل مدير الادارة بتقنين البرنامج بما يتفق مع بيئة الامارات والمجتمع مستخدما نفس الادوات. يقول ان هذا البرنامج مطبق في اكثر من ثلاثين دولة على مستوى العالم منها امريكا وبريطانيا وكندا واستراليا وماليزيا واليابان ونيوزيلندا وفنزويلا والاتحاد السوفييتي وبلغاريا والهند وسنغافورة, ومؤلف هذا البرنامج دكتور ادوارد ديبجونو الباحث والمؤلف في التعليم المباشر للتفكير والتفكر الابداعي مؤسس (مؤسسة البحث المعرفي في كامبردج بانجلترا) . واعرب مصطفى ابو دشيش عن امله في ان يرى هذا المشروع معمما على كافة مدارس برنامج (كورت) للتدريب على التفكير كمهارة اساسية من الدروس الهامة والمباشرة ويتكون البرنامج من ستة اجزاء ويضم كل جزء منه عشرة دروس. وقال ان نجاح برنامج كورت يعتمد على امرين: مدى الاهتمام بتعليم التفكير كمهارة اساسية وكذلك طبيعة الدروس العملية ومدى تقنينها مع البيئة, مشيرا الى ان التفكير مهارة يمكن تنميتها بالاهتمام المباشر والمركز. واشار مصطفى ابو دشيش الى فكرة تقول ان الفرد ذو الذكاء المرتفع يكون بالضرورة مفكرا وفعالا مؤكدا انها ليست صحيحة فهناك بعض الافراد ذوي الذكاء المرتفع يبدو انهم مفكرون غير فاعلين في حين ان غيرهم ممن هم اقل في درجة الذكاء يبدون اكثر فاعلية. وأوضح ان الدروس التي يتضمنها برنامج (الكورت) صممت ليمكن استخدامها في كل المواقف والحالات ومع مختلف الفئات العمرية (من 6 سنوات فما فوق) ومع القرارات المتعددة من 75 وهي الفئات الهامشية او العادية الى 140 درجة ذكاء وهي الخاصة بالمتميزين والمبدعين مشيرا الى ان دروس الكورت مهتمة بعمليات التفكير الاساسية الموجودة في اي مرحلة عمرية) . وحول اهداف برنامج الكورت يقول مصطفى ابو دشيش: البرنامج يهدف الى تعليم الطلاب مجموعة من ادوات التفكير التي تتيح لهم فرصة الخروج بوعي تام عن انماط التفكير التقليدية وحتى يمكنهم رؤية الاشياء بشكل اوضح كذلك يهدف الى القاء الضوء على التفكير على انه مهارة يمكن تحسينها بالانتباه والتعلم والتدريب بالاضافة الى بث الثقة في نفوس طلابنا على انهم مفكرون وان يستخدم الطلاب ادوات تفكير متحركة تعمل بشكل جيد في جميع المواقف وفي كل نواحي المنهاج. واستعرض البرنامج بدءا من كورت (1) والذي يهدف الى توسعة مجال الادراك الذي يعد الوحدة الاساسية في البرنامج ويبدأ به حيث يعتبر قاعدة للدروس المستقبلية تقوم عليه الوحدات الاخرى ودروسه معالجة الافكار واعتبار جميع العوامل والقوانين والنتائج المنطقية وما يتبعها والاهداف والتخطيط والاولويات المهمة اولا والبدائل والاحتمالات والخيارات والقرارات ومراعاة وجهات نظر الاخرين. اما الكورت 2 وهو التنظيم والذي يساعد التلاميذ على تنظيم افكارهم وتطوير استراتيجيات حل المشكلات ودروسه تتضمن تعرف, حلل, قارن, اختر, اوجد طرقا اخرى للحل, ابدأ, نظم, ركز, ادمج, استنتج, وانتقل بعد ذلك الى الكورت 3 وهو التفاعل حيث لا يفكر المفكر هنا بنظرة مباشرة للمشكلة ولكن بالتفاعل القائم بين تفكيره وتفكير الاخرين حتى يستطيع التلاميذ تقييم مداركهم والسيطرة عليها والتعرف على التقنيات التي استخدمها الاخرون. ودروس هذه الوحدة تدور حول التحقق من الطرفين, الدليل, الاتفاق والاختلاف وانعدام العلاقة, ان تكون على صواب أو ان تكون على خطأ فالمحصلة النهائية, بعد ذلك ننتقل الى الكورت 4 وتتحدث هذه الوحدة عن الابداع مشيرة الى ان اي عملية يمكن تعلمها والتدريب عليها وتطبيقها باسلوب مباشر ومحاور هذه الوحدة تدور حول نعم ولا وابداعي والحجر المتدحرج والمدخلات العشوائية ومعارضة الفكرة والفكرة الرئيسية وتعريف المشكلة وازالة الاخطاء والربط والمتطلبات فالتقييم. وانتقل مصطفى ابو دشيش للكورت 5 حول المعلومات والعواطف حيث تعتمد الوحدة في التفكير على المعلومات ويتأثر التفكير بشكل قوي بالعواطف ويقوم هذا الكورت بتعليم الطلاب كيفية جمع وتحليل المعلومات بشكل فاعل والتعرف على السبل التي تؤثر فيها مشاعرهم وقيمهم على عمليات بقاء المعلومات وردود افعالهم تجاهها وتدور محاور ودروس هذه الوحدة الخامسة حول تحليل المعلومات ونوعية الاسئلة ومفاتيح الحل والتناقضات والتوقع والتخمين فالاعتقاد كذلك الاراء والبدائل الجاهزة والعواطف والقيم واخيرا التبسيط والتوضيح. يأتي بعد ذلك الكورت 6 وهو العمل حيث تهتم الوحدات الخمس الاولى بجوانب خاصة من التفكير اما السادس فمختلف تماما حيث يهتم بعملية التفكير في مجموعها بدءا من اختيار الهدف وانتهاء بتشكيل الخطة لتنفيذ الحل وتدور دروسها حول تحديد الهدف والتوسع والاختصار والدمج, والهدف والمدخلات والحلول والاختيار وحل المشكلة وجمع العمليات السابقة. واكد على ضرورة ان يحصل الطالب على درس واحد من الكورت اسبوعيا وان محاولة استخدام اكثر من درس واحد في الاسبوع يؤدي الى الارباك مشيرا الى اهمية تدريس كورت 1 اولا على الدوام وبعد تدريس كورت 1 يمكن تدريس باقي اقسام الكورت ويمكن دمج جزأين معينين اعتمادا على الحاجات والاهداف المطلوبة. وحول الاستراتيجيات المقترحة في استخدام الكورت فاستراتيجية 1 مهارات التدريب الاساسية ينبغي لها استخدام كورت 1 واستراتيجية 2 التفكير الابداعي يتطلب لها كورت 1 ويتبعه كورت 4 واما استراتيجية 3 تفكير الهدف العام فتبدأ بكورت 1 يتبعه كورت 4 يتبعه كورت 5. وينتقل بعد ذلك للاستراتيجية 3 التفكير والناقد والتواصلي ويبدأ بكورت 1 يتبعه كورت 3 ثم كورت 5 تأتي بعد ذلك الاستراتيجية 5 وهي التفكير بمشروع وتبدأ بكورت 1 يتبعه كورت 2 يتبعه كورت 6 فالاستراتيجية الاخيرة 6 المساق الشامل للتفكير ويبدأ بالتسلسل من كورت 1 حتى 6. وحول تنفيذه داخل غرف المصادر او داخل الصف يأتي على شكل تقسيم الصف الى مجموعات وهو ما يسمى بتعليم الزمرة, كل مجموعة من اربعة الى ستة طلاب وتكلف كل مجموعة بتحليل نقطة معينة ويقوم المعلم أخيرا في النهاية بجمع هذه الأراء وتحليلها. كتب محسن راشد

Email