بعد التحية، بقلم عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا يعني انتشار ظاهرة الابتزاز في المجتمع؟! والظاهرة بكل وضوح تعني استخدام الشاب للفتاة عبدة أو خاتماً في اصبعه يتصرف بها لأن لديه مستمسكات أخلاقية يستخرجها كلما دعت الحاجة لذلك, وحتى ان كانت الحاجة الى المال فلا يتردد في استغلال الفتاة لتحقيق الرغبة المالية الجشعة لدى فئات من الشباب فتحت في قلوبهم ثغرات اخلاقية منكرة تكاد لا تسمع بها في المجتمعات التي سهلت ووزعت الانحلال على الآخرين جملة وتفصيلا. ما هو السبب المباشر لانتشار هذه الثغرات الاخلاقية بين الشباب ولا أقول بين الفتيات, لأني أحمل الشاب مسؤولية أكبر لوجود فيتامينات الرجولة في عروقه, من هنا كلما نقصت هذه الفيتامينات الضرورية للحياة الاخلاقية للشباب, كان دخوله إلى مسلكيات شاذة وغريبة على بيئته المحافظة, ولا أريد ان أخوض في الأسباب التي تؤدي إلى نقص المناعة الاخلاقية لدى الشباب لأنها كثيرة ومتشعبة وتحتاج إلى معالجات وأبحاث متخصصة ليس هنا مجال الحديث عنها. وما يهمنا هنا في ظاهرة الابتزاز هذه بروز عنصر الخديعة تحت ذريعة الحب والغرام والهيام أو حتى وعود كاذبة بالزواج, وفي الغالب لو تحققت لن تستمر طويلا وان استمرت فإن ثمار الشكوك بالطول والعرض تنضج حتى تنفجر في الأسرة التي بدأت طريقها بهذا الاسلوب من العلائق المشوبة والبعيدة عن الاركان السليمة للتكوين الأسري المعافاة من كل الأدواء والبلايا. ويبدو كذلك بأن فتياتنا ما زلن يفكرن بعواطفهن أكثر من عقولهن في أخطر قضية يمكن ان يتعرضن لها في حياتهن باطلاق, اضرب مثلا بشاب مبتز من الدرجة الأولى يريد ان يتحقق من محبة الفتاة له وتقديم برهان مادي عن طريق تصوير نفسها كما خلقها الله في شريط فيديو, وإلا كان الحرمان من حبه الزائف سبيلا إلى قلبها الضعيف. اين عقل هذه الفتاة في هذه اللحظة الخاصة والتي يفترض ان يمنعها الحياء الكامن في كيانها كأنثى عن الرضوخ لهذه القذارة التي لا تعين على ارتباط شرعي أبدا, ولكن وقعت في شراكه فكان جراءها ألف سنمار وأعني به لا أعرف العدد الذي وزعه ذلك الشاب البطل على الآخرين في صفقة دنية حطم بها كل ما تعنيه كلمة المحبة الصادقة, والتي غيرت من معالم الغيرة والرجولة للوصول بها إلى الدرك الأسفل من رائحة الأخلاق ان وجدت. ماهي مظاهر الابتزاز التي اعلن عنها رجال الأمن بامارة رأس الخيمة بعد ان ذكروا بأن عناصر في المجتمع ترزح تحت وطأة شيء اسمه (الابتزاز) . فمن مظاهره: هروب بعض الفتيات مع الاشخاص الذين يبتزونهن إلى داخل وخارج البلاد وخاصة في موسم الصيف, تسجيل أصوات النساء اللاتي يتصلن ببعض المحلات لشراء الحاجيات على أشرطة كاسيت, ومن ثم توزيعها على الشباب, بيع أشرطة عليها مكالمات غرامية بين الذكور والاناث, لجوء بعض الفتيات إلى سرقة حلي امهاتهن من أجل الوفاء بالمبالغ التي كان يطالب بها أحد الشباب, شراء سيارة غالية الثمن من أجل التخلص من بعض هؤلاء الشباب..إلخ. هذه خلاصة نشرت في الصحف المحلية ولكن ما خفي دائما أعظم من هذه القصص المعلنة وهذا المنشور يخص امارة واحدة فقط ولا نريد التعميم النظري هنا على بقية امارات الدولة, إلا ان من صفات المسلكيات الخاطئة انها تنتشر بين الشباب أكثر من الناحية الايجابية, وعليه فلا نستبعد ان تنشر مراكز الشرطة الأخرى شيئا عن هذه الظاهرة التي لم يتم التطرق إليها إلا في هذه الفترة على وجه التحديد, وأقول هذا من واقع متابعتي اليومية لما ينشر في صحفنا المحلية, وغير المحلية, يبدو ان هذا النوع من جرائم الابتزاز أصبح أشد خطورة من مجرد المعاكسة العابرة, فالأمر بحاجة إلى قرار أمني سيادي للتدخل الفوري للوقوف ضد هذا الابتزاز الاخلاقي فنرجو ألا يطول الانتظار.

Email