بعد التحية:بقلم- د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

متى نحتاج الى وثيقة ما؟ عند الحاجة, صحيح واذا لم تتيسر عند الحاجة في العمل اذن؟! طبيعي جدا ان نترك المشروع جملة وتفصيلا , فلم نضع انفسنا في هذا الموقف الحرج ونحن قادرون على الاستدراك من الآن؟! في المجمع الثقافي ارشيف وطني للتوثيق وهو ميزة قد لاتتوفر في جهات عديدة وقد تكون هناك زوايا لبعض الوثائق في بعض المكتبات العامة المنتشرة في الدولة ومع ذلك هذا لايفي بالغرض الذي نصبو اليه من خلال انشاء هيئة مستقلة تخدم الدولة في كافة قطاعاتها. ان الفتات المبعثر هنا وهناك معرض للتلف والضياع ولقد سمعنا بأن حريقا في مؤسسة اودى بحياة الكثير من الوثائق الهامة هذا في أسوء الاحتمالات. اما في الحالات العادية فنقل المؤسسات من مكان لاخر ومن عمارة لاخرى ومن غرفة الى غرف مجاورة يؤدي الى عدم نقل الوثائق الهامة بأمانة وحرص والسبب في ذلك عدم الشعور بأهمية هذه الوثيقة او تلك. وقد يصل الى ذهن البعض ودون ادنى تفكير في رمي وثيقة ما في اقرب سلة للمهملات, وحدث ان البعض منا احتاج اليها وحاول البحث في بعض الظروف في المجمع الرئيسي للنفايات ولكن دون جدوى. وهذا الاسلوب يستخدمه بعض عتاولة المجرمين والمحترفين عندما يقومون بسرقة بعض الشقق والحقائب من المنازل فإنه وبكل برود يأخذ كافة الوثائق المخزنة في هذه الحقائب الى اقرب سلة مهملات حتى يخفي عن الأعين كافة ادلة الاجرام الخاصة به. ولقد تعرض احد الزملاء الى حادثة سرقة من هذا القبيل فنصحناه اولا البحث عنها في سلال المهملات والنفايات المنتشرة في الاحياء السكنية, فكان ان وجدها كاملة كما هي دون ان تمسها يد عاطبة او قلابة البلدية او محرقتها, فلو حدث ذلك لعاش هذا الزميل سنوات يندب حظه التعيس لانه لم يحفظ وثائقه ومستنداته بالشكل اللائق, هذا على المستوى الفردي. فكيف الشأن اذا قسنا هذه الحالة على مستوى الدولة والمجتمع بشكل عام, فلا بد وان الوضع سوف يختلف تماما والمعادلة لن تكون بهذه السهولة التي يكتبها القلم, لان الألم او الهم يسبق المداد في التعبير عن الحاجة الماسة لوجود بنك معلومات مركزي يحفظ لنا كل مكتسباتنا منذ عشرات السنين. وكم سعدنا عندما وصل الى مسامعنا بأن هناك من ابناء هذا الوطن من يقوم في مجال عمله بهذا التوثيق الشاق منذ قرابة العشر سنوات ومازال يبحث عن المزيد. فلأمثال هؤلاء الحريصين على حفظ وثائق الدولة قدر المستطاع نقول بأن القطرة التي تحافظون على عدم اهدارها ستضاف اليها قطرات تحيلها الى بحر زاخر لاينفد فيما ان الفكرة موجودة فإن العمل بها لن يطول.

Email