ثانوية رقية تنظم الاسبوع الثقافي التربوي بالشارقة،الدعوة لاعادة الكرامة للمعلم وتغيير نظرة المجتمع لمهنته

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت شعار(معلم والى .. مجتمع رائد) بدأت صباح امس فعاليات الاسبوع الثقافي التربوي الذي تنظمه مدرسة رقية الثانوية للبنات بالشارقة والتي بدأت بندوة ماذا نريد من المعلم شارك فيها كل من الدكتور محمد عجاج الخطيب عميد كلية الشريعة بجامعة الشارقة والدكتور عبدالرحمن شهيل مساعد عميد كلية التربية لشؤون الطالبات بجامعة الامارات والدكتور خليفة السويدي وكيل كلية التربية بجامعة الامارات وادار الندوة صالح المرزوقي الموجه الاول للادارة المدرسية بوزارة التربية والتعليم وحضرها جمع كبير من اداريات ومعلمات منطقة الشارقة التعليمية. سمات المعلم في البداية تحدث الدكتور محمد عجاج الخطيب عن سمات المعلم وخصائصه من منظور اسلامي فقال انها تشمل محوراً عقيدياً وآخر علمياً وثالثاً سلوكياً فالعقيدي يتمثل في ايمان المعلم بما أنزل الله وايمانه بأنه يؤدي ما أوجب الله عليه وايمانه بالمسؤولية العظيمة من منطلق (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فالمعلم مسؤول عمن تحت يديه من ابناء الامة من طلاب العلم صغاراً ويافعين الذين سيبنون مستقبل الامة وسيغيرون من الحضيض الى الأوج. واضاف ان الجانب العقيدي يدفع المعلم لاداء الواجب سواء لقي الثناء والشكر او لم يثن عليه لادراكه البعيد لهذه المسؤولية التربوية وادراكه إنه في عبادة ومعها ستهون امامه جميع العقبات وسيعبر كل الصعاب من اجل اداء الواجب فالهادي المندفع ذاتياً للتعليم اجره على الله اكبر. اما الجانب العلمي فأكد الدكتور عجاج على أهمية حصول المعلم على ما يكفيه من العلم ومن ثم متابعة التطور العلمي اذ ان الشخصية العلمية تثبت بالتحصيل الاولي في المرحلة الجامعية ثم تزداد نمواً بالمتابعة من جميع قنوات العلم فالعلم ينمو ويتطور اذن لا بد من التماشي مع كل جديد. ثم تحدث عن الجانب السلوكي فقال ان المعلم بذاته قدوة لطلابه وزملائه وعليه الحفاظ على هذه الاسرة التي ينتمي اليها من خلال احترام زملائه وتقديم النصح والتعاون على البر والتقوى ولا بد من التواضع والرفق فالانسان كلما ازداد علماً ازداد تواضعاً وينبغي ان تكون صلة المعلمة بطلابها وهي صلة امومة من المعلمة لمن بين يديها من الطالبات وان تتحلى بالصدق والامانة والايثار موضحاً ان الصغير يرى ان معلمه على كل شيء قدير والقصور في اداء الواجب يورث لدى الطلبة اللامبالاة. ثم تطرق الدكتور عجاج الخطيب في حديثه الى كيفية اعداد المعلم لهذه الادوار فاشار الى ان للمعلم دوراً عظيماً رائداً ومكانة رفيعة لا تدانيها مكانة وعليه لا بد للمعلم من الشخصية العلمية من خلال الاعداد العلمي الجيد, وشدد على صلة المعلم بطلابه فقال لا بد ان تكون صلة محبة وفهم الطالب ومعرفة كل ما يدور حوله وبيئته وتوظيفها لتنمية قدرات الطالب واخيراً معرفة الطريق الذي يقدم به المعلم المادة العلمية الى طلابه. الادوار المنشودة ثم تناول الدكتور خليفة السويدي الادوار المنشودة من معلم اليوم فأوضح انه لا بد من التأكد من انه يقوم بتزويد الجيل بمفاتيح العلم الاساسية مشيراً الى ان اهم هذه المفاتيح هو المفتاح الالكتروني اي ان نكون قادرين على التعامل مع الحاسب الآلي, كما ان على المعلم اكتشاف القدرات ومهارات التفكير ومن ثم العمل على انماء هذه القدرات والمهارات فالحاصل ان المعلم اليوم يقوم بتخريج حفظة وليس هناك تدريب على ابعد من ذلك لذلك نفتقر الى التطبيق العلمي وكيفية استثمار المادة التعليمية لكي ندرب من خلالها المتعلم على مهارات مختلفة كمهارة التفكير والعمل الجماعي والقدرة على التكلم ومهارة التحديث والتخطيط. من هذه الادوار كذلك ربط المتعلمين بأمتهم عقيدة وفكراً وسلوكاً وهي مهمة جميع المعلمين ولا يقتصر على معلم مادة معينة وهناك الدور الوقائي للتربية فالمعلم اكثر المحتكين بالمتعلمين اذاً لا بد من علاقة ملؤها الود المتبادل فيلجأ اليه عند تعرضه لأي مشكلة فيكون الخط الدفاعي الاول لجميع المشاكل التي تعتريه. كما اشار الدكتور السويدي الى اهمية تعويد طلابه على آلية التعليم المستمر بحيث لا تنتهي علاقة الطالب بالمادة والتعليم مع انتهاء الاختبار النهائي وعليه فلو أحسن المعلم دوره فسنجد المتعلمين يحبون المادة وكره الطالب لمادة معينة ليس لعيب فيها بل لخطأ في تصرف المعلمين. ثم تحدث وكيل كلية التربية بجامعة الامارات عن واقع المعلم الذي يعيشه وما نصبو اليه أي طرائق اعداد المعلم, فقال ان هناك النظام التكاملي وفيه تأخذ كلية التربية بيد الطالب من السنة الأولى الى الرابعة لتخرجه معلما وهناك النظام التتابعي, إذ ينهي الطالب تخصصه خلال أربع سنوات ويحصل على الدرجة العلمية الأولى ثم يلتحق بكلية التربية لمدة سنة اضافية ليتخصص. ودعا الدكتور السويدي الى ضرورة ان نعيد للمعلم كرامته وتغيير نظرة المجتمع المتدنية لمهنة التعليم التي أدت بالكثيرين التخلي عن آداب هذه المهنة فتفشت الدروس الخصوصية بينهم, كما ان الظروف القاسية التي يمر بها المتعلمون داخل المهنة جعلتهم يتسربون من مهنتهم, لذا يجب تخليص المعلمين من الاعباء غير الأساسية. وطالب بضرورة اعادة النظر في برامج اعداد المعلم. تطوير المعلم كما تساءل الدكتور عبدالرحمن شهيل في حديثه.. لماذا يجب ان نطور المعلم؟.. فقال: قد تبدو الاجابة بديهية لأن العالم اليوم متطور في كثير من الامور, خاصة فيما يتعلق بالعلم والمعرفة والتقدم التقني, ومجتمعنا في تطور من خلال المؤسسات المختلفة سواء كانت عامة أو خاصة, لذا فلو بقيت المدرسة محافظة على مستواها فستجد نفسها بعد فترة زمنية ان المسافة العلمية قد اتسعت بينها وبين ما يحدث من تغيرات في المجتمع. وأضاف انه في السابق كانت المدرسة هي الجهة الوحيدة التي تقدم العلم والمعرفة, أما اليوم فهناك منافس قوي في هذا الاتجاه يتمثل في وسائل الاعلام والوسائل الحديثة تزود الانسان عموما والمتعلم بشكل خاص بأنواع من المعرفة. وتساءل الدكتور شهيل.. أين دور المدرسة؟.. هل ستظل تابعة للاعلام في تقديم المعرفة, أم تكون على مستوى السبق في هذا الدور؟.. وهل تظل على هذا المستوى, أم تكون في موقع التحدي؟.. مؤكدا على ان المعلم يعد أحد الدعائم والعناصر الأساسية في تقديم المعرفة للمتعلم وكيف يمكن للطالب ان يستفيد مما حفظ من معلومات ومتى يستخرجها وكيف يستخرجها وكيف يوظفها, موضحا ان كل ذلك يقع على عاتق المعلم, إذ لابد من تطوير المعلم. وأضاف مساعد عميد كلية التربية لشؤون الطالبات بجامعة الامارات قائلا: نسعى الى مجتمع متقدم مزدهر, وهذا التقدم لا يحدث الا من خلال العملية التعليمية التي لابد ان تكون مرافقة للجانب الاقتصادي الذي يعد أحد المفاتيح الأساسية لهذا التقدم. وقال: ان تطوير المعلم يؤدي الى تكوين الشخصية السوية المبدعة التي ترتبط بمجتمعها وبتقاليده وثقافته وفي الوقت نفسه يواكب ركب التحديث أي تمازج وتلائم بين المعاصرة والواقع الذي نعيشه. وتطرق الى كيفية تطوير المعلم ذاته فأشار الى ان هناك عناصر أساسية منها ما ترتبط بالمعلم ومنها ما يرتبط بالنظام التعليمي وأخرى بالمدرسة, وهناك عناصر أساسية ترتبط بالمجتمع, ففيما يتعلق بالمعلم فلابد من اعداد برنامج يتناسب مع واقع المجتمع واحتياجاته وطموحه, وان تكون لدى المعلم رغبة ذاتية لخوض هذا المجال وليس استجابة لرغبات الآخرين. وفيما يتعلق بالنظام التعليمي, قال الدكتور عبدالرحمن شهيل: ان تطوير المعلم لابد ان يصاحبه تطوير في المدرسة والمناهج وأساليب التدريس والانشطة وأساليب التقويم والاجهزة وتطوير وضع المعلم, فالملاحظ ان المعلم يظل معلما طوال حياته, متناسين ان لهذا الانسان طموح للنمو والترقية, وتساءل.. هل النظام التعليمي يسمح للمعلم ان يتطور ويساعده على ذلك, ترى ما الفرق بين المعلم المتميز والمعلم العادي؟ وأضاف: لماذا لا يتم مقارنة عطاء المعلمين بغيرهم من فئات المجتمع كالرياضيين مثلا, وبالتالي يحصلون على الامتيازات نفسها. وأكد على أهمية تطوير الادارة المدرسية حتى تكون على مستوى الحدث, فهناك ادارات مكانها ليس المدرسة, ولا تتفاعل بينها وبين المعلم, بل هم دون المستوي وهي تتعامل مع اللوائح والنظم بجمود. ودعا الى ضرورة اعداد برامج تدريب مستمرة وبعيدة عن الروتين والتكرار حتى لا يحجم المعلم عنها, واختيار الأوقات المناسبة لتنفيذ هذه البرامج والموضوعات ذات الصلة واشراك المعلم في اتخاذ القرار في ادارة المدرسة وعطائه ونموه الذاتي.

Email