ندوة حول الأزمة الصومالية برأس الخيمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشادت حلقة نقاشية عقدها المركز العربي للدراسات الاستراتيجية مساء الاربعاء في مقره برأس الخيمة, وخصصت لمناقشة الازمة الصوماية بحكمة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة الذي نبه منذ وقت مبكر الى خطورة مايجري في الصومال الشقيق , ودعا الاشقاء العرب الى ضرورة مد يد العون والمساعدة الى الشعب الصومالي للتغلب على المحن القاسية التي يمر بها. واكد المتحاورون الى انه لو تم التنبه الى تلك النصيحة واخذ بحكمة سموه منذ وقت مبكر لما آل وضع الصومال الى ماهو عليه اليوم. واشاد المشاركون بجهود الوساطة التي برزت مؤخرا في الساحة الصومالية التي عانت كثيرا من خطر الحروب الاهلية, وتحديدا بالوساطات المصرية واليمنية والجيبوتية والاثيوبية كما اشادوا بالعلاقات التاريخية التي تربط الصومال بمصر واليمن وبمحيطها العربي مما يؤهله للقيام بدور ايجابي في تحقيق المصالحة بين الفرقاء الصوماليين على قدم المساواة. وفي الوقت نفسه لاحظ المتحاورون غياب الاعلام العربي عن الساحة الصومالية وما يجري فيها حتى قبل الازمة الراهنة, كما لاحظوا في ذات الوقت ان اهتمام العرب بالصومال وازمتها لم يكن بمستوى العلاقات التاريخية والمصيرية التي تفترضها مثل هذه العلاقات وتركت الساحة الصومالية نهبا للاعلام الغربي والتدخلات الاجنبية. ودعا المشاركون في حلقة النقاش الاعلام العربي والدول والبلدان العربية الى اعطاء اهتمام اكبر بما يجري في الصومال باعتبارها جزءا لايتجزأ من الامة العربية. وتطرق النقاش الى تداعيات الازمة الصومالية على امن البحر الاحمر والقرن الافريقي واكد المشاركون على ان الصومال موحدا ومعافى يصب في مصلحة الامة العربية والامن القومي العربي, وكرست حلقة للنقاش جزءا منها لمركزية الدولة واللامركزية وعيوب المركزية الفجة, وتم اجراء مقارنات بهذا الصدد بين الاوضاع في السودان والصومال واكد المجتمعون على وحدة الصومال ارضا وشعبا وضرورة تجاوز خلافات الماضي, والنظر الى مصالح الشعب العليا والى المستقبل بنظرة التفاؤل التاريخي, وبالرغم من اعترافهم بان المشكلة الصومالية معقدة ومحيرة جدا حتى بالنسبة لابنائها انفسهم, لكنها ليست عصية على الحل اذا ما وصل كافة الفرقاء الى قناعة مشتركة باجراء المصالحة الوطنية انطلاقا من مصلحة الصومال العليا. وكانت حلقة النقاش قد تطرقت في البداية الى الخلفية التاريخية لنشوء الدولة الصومالية الحديثة بعد استقلال الاقليمين الجنوبي والشمالي عن الاستعمارين الايطالي والبريطاني واتحادهما في دولة واحدة في عام 1960 كما تطرقت الى الجذور والاسباب التي قادت الى انهيار الدولة الصومالية والمقدمات لانهيار النظام العسكري في الصومال وعزت تلك الاسباب الى الفساد الاداري والمحسوبية والقبلية والانحراف وعدم وجود برنامج واضح لانقاذ الشعب الصومالي والابتعاد عن القيم الدينية الراسخة للشعب الصومالي يتبنى النظام للماركسية واخيرا الى هزيمة الجيش الصومالي في حربه مع اثيوبيا والتي عرفت بحرب اوجادين. واكدت المناقشات على ان تلك الاسباب وغيرها كانت المقدمات الطبيعية لانهيار ذلك النظام وبروز روح المقاومة الشعبية التي ادت الى اسقاط النظام ولم تستفد القوى الوطنية الصومالية من هذه اللحظة التاريخية المواتية لانشاء نظام ديمقراطي لامركزي ولكنهم وقعوا في خلافات عديدة جرتهم الى الحرب الاهلية وتفتيت الدولة, مما اغرى القوى الاجنبية بالتدخل في شؤون الصومال الداخلية. وشارك في حلقة النقاش الاستاذ عوض احمد عشرة وزير اعلام ولاية بونت لاند, والدكتور احمد عمر ازهري نقيب الصحفيين الصوماليين السابق, علي العمودي الكاتب والمحرر بجريدة الاتحاد, ومحمد بحاح المدير التنفيذي لفرع المركز العربي للدراسات الاستراتيجية في رأس الخيمة وعمر علي حسن, وصلاد مصطفى شيخ, ومحمد سيف الشعبي كمراقبين وادار الحلقة الدكتور عمر عبدالعزيز الكاتب الصحفي بجريدة الخليج رأس الخيمة ــ سليمان الماحي

Email