يزرعون الأمل

ما الذي يمنع بعضهم من السعادة؟ قد تجد بعض أصحاب الحياة الفارهة أو الغارقين في النعم في وحل الحزن والكآبة، وقد تجد آخرين يعانون ظروفاً صعبة ولكنهم مبتسمون على الدوام، ومن الناس من يرسمون الأمل على وجوه المرضى والأطفال فتكون تلك السعادة الحقيقية بالنسبةِ لهم.

من أحد المواقف الإنسانية المؤثرة لصناع الأمل في الأعوام الماضية التي تكتب بماء الذهب كان لصاحب محل حلاقة في القاهرة استشعر حينها معاناة الأطفال المصابين بمرض السرطان، وقرر أن يمتهن صناعة الفرح على وجوههم، فتكفّل بشراء لوازم صنع الشعر المستعار وتوفيرها لهم في محله الخاص مجاناً.

قصة هذا العام اللافتة التي تم تتويجها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هي للدكتورة تالا خليل التي سخرت جهودها ومواردها لخدمة الإنسانية، فوضعت مصلحة أصحاب الهمم من الأطفال والمصابين بمرض السرطان في قمة أولوياتها منذ أن كانت طالبة، وكرست نفسها لمساعدتهم لمنحهم حياة أفضل، كما أنها أنشأت في سنة 2016 «أكاديمية المحاربين» لرعاية الأطفال من ذوي الهمم، وحققت النجاح في تغيير حياة أكثر من 500 طفل، لأن حلمها الوحيد آنذاك «الوصول إلى أطفال العالم كافة»، وعاشت مع أطفال من المصابين بمتلازمة «داون» والصم والبكم وباتت تعرف بلقب «أم المحاربين»، ولذا استحقت بجدارة الفوز بلقب صانع الأمل في الوطن العربي لسنة 2024.

الحياة 10% مما يحدث معنا و90% من سلوكنا تجاهه، والأشخاص الناجحون يصلون إلى قمة السعادة حينما يزرعون الأمل في قلوب الآخرين.

إذاً السعادة بلا شك غاية كل شخص وجميعنا يبحث عنها فهي التي تنشر بين تفصيلات حياتنا البهجة والسرور وتعيننا على المضي قدماً إلى عالمٍ أجمل وأنقى يملؤه الأمل.