تضافر الأيدي لاستقبال عام مفعم بالأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصادف اليوم، 22 يناير، أكبر مهرجان تقليدي في الصين، «عيد الربيع». في لحظة توديع عام مضى واستقبال عام جديد، يسعدنا استعراض ما حدث في العام الماضي، ونتطلع إلى ما سيحدث في العام المقبل.

في عام 2022، استضافت الصين بنجاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، ما عزز بشكل كبير ثقة شعوب العالم في الاتحاد والعمل والتغلب على الصعوبات وفتح أبواب المستقبل معاً. بالإضافة إلى ذلك، تم انعقاد المؤتمر الوطني الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني بنجاح، ليبدأ رحلة جديدة في بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وأصبح تطوير النمط الصيني أحدث تفسير للتنمية عالية الجودة وأقوى محرك لتعزيز النهضة العظيمة للأمة الصينية. لقد ضخ التطور المطرد للاقتصاد الصيني مرة أخرى يقيناً قيماً في الاقتصاد العالمي الحالي غير المستقر.

في عام 2022، شهدت العلاقة بين الصين والإمارات مزيداً من التقدم، حيث حافظ الرئيس شي جين بينغ على اتصال وثيق مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدفع وتعزيز الشراكة الصينية العربية. وقد سار التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بنجاح عكس الوضع المعقد عالمياً. لقد نجحنا في عقد اجتماع «التطلع إلى الأمام» للتوفيق بين بين الجانبين، لتحقيق التلاحم بين الحكومة والمؤسسات وتعميق التعاون البراغماتي بين البلدين. تم افتتاح مدينة «دبي ييوو» للسلع الصينية رسمياً، وأضافت السلع الصينية عالية الجودة وغير المكلفة دفعة أخرى لحياة أفضل لشعب الإمارات العربية المتحدة. أصبح جناح الصين في معرض «إكسبو 2020 دبي» أحد الأجنحة التي استقبلت أكبر عدد من الزوار من جميع أنحاء العالم، حيث تم توقيع أكثر من 100 اتفاقية تعاون من قبل الشركات الصينية والأجنبية بمبلغ إجمالي يبلغ حوالي 16 مليار دولار أمريكي.

وفي الوقت الحاضر، بلغ عدد العقود التي تفوق تكلفة الواحد منها 100 مليون دولار أمريكي في مشاريع البناء في المنطقة أكثر من 20 عقداً، بمبلغ تعاقدي إجمالي قدره 10.4 مليارات دولار أمريكي.

وتتقدم مشاريع التعاون الرئيسية في إطار «الحزام والطريق» بشكل مطرد، وقد ذهبت شخصياً إلى ميدان المرحلة الثانية من السكك الحديدية للإمارات العربية المتحدة لتفقد الموقع والاطلاع على مشروع Lot C، ووجدت أن تطلع الشعب الإماراتي بالسفر بالقطار الحديث على وشك أن يتحقق.

في السنة الجديدة تطلعات جديدة، إن الفرص والآمال الجديدة قادمة إلينا.

مع تحسين وتعديل تدابير الصين للوقاية من الأوبئة ومكافحتها بناءً على التقييم العلمي، سيشهد الزخم الاقتصادي والتجاري الذي أجله الوباء انطلاقة مطردة.

إن دبي، باعتبارها أهم مركز اقتصادي في المنطقة العربية، ستكون خياراً أولاً للشركات الصينية، ومن المؤكد أن يحقق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين نتائج مثمرة. وقبل بضعة أيام، أقيمت مسيرة كبيرة بمناسبة «عيد الربيع الصيني» 2023 في مدينة إكسبو بنجاح، حيث ضمت أكثر من 60 فرقة وأكثر من 20 عربة مزينة، ما أبرز الثقة الراسخة لأكثر من 300 ألف مغترب صيني والشركات الصينية في المنطقة، وإبراز التطلعات المشتركة للشعبين الصيني والعربي من أجل التعاون في المستقبل، وستصبح علامة فارقة في العلاقات الشعبية بين الصين والدول العربية. وكمقصد سياحي، ستستعيد دبي قريباً زخم توافد السياح الصينيين كما في الماضي.

وفي عام 2023، ستقيم الصين احتفالاً كبيراً بالذكرى العاشرة لمبادرة الحزام والطريق، بينما ستستضيف الإمارات مؤتمر الأطراف كوب 28. وترتبط مبادرة الحزام والطريق ومؤتمر تغير المناخ بالتنمية البشرية ومستقبلها، كما تجلبان فرصاً جديدة للصين والإمارات لتعميق التعاون الثنائي. إن الانعقاد الناجح للقمة الصينية العربية الأولى وقمة الصين ودول الخليج سيفتح بالتأكيد حقبة جديدة في علاقات الصين مع العالم العربي ودول الخليج العربية. وكنموذج للعلاقات الثنائية في الشرق الأوسط، تتمتع الصين والإمارات العربية المتحدة بإمكانات كبيرة وآفاق واسعة للتعاون المستقبلي، وسيلعب التعاون بين البلدين بالتأكيد دوراً رائداً في تطوير العلاقات بين الصين والدول العربية.

2023، بداية حقبة مفعمة بالأمل، دعونا نتطلع إليها معاً!

 

* القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي

Email