«يداً بيد» لتحسين إفران المغربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

جهود الجمعية يُرحّب بها سكان منطقة إفران ويتطلعون لمشاريعها التي أدخلت الأمل على حياتهم.

قبل أكثر من عشر سنوات، ولدت جمعية «يداً بيد»، في مساعٍ لمواجهة التهميش الكبير الذي تعاني منه منطقة إفران، التي تعتبر من أقدم المناطق الجبلية المغربية، ولتحسين ظروف حياة سكانها على مختلف الأصعدة.

سنوات كثيرة مرّت، وأنشئت العديد من الجمعيات في المنطقة، إلا أن الأمور تسير ببطء، وما زالت جمعية «يداً بيد» تعمل على الأرض، وتضاعف نشاطاتها وبرامجها. هذه الجمعية تأسست عام 1996، والتي تتوافق مهمتها مع مهام «جامعة الأخوين» التابعة لها، ألا وهي مساعدة المجتمع.

وهنا، تخبرنا سليمة العطافي رئيسة الجمعية الحالية، في حديث معها «الجمعية ولدت على أيدي مجموعة من الطلاب، وبمساعدة الأساتذة وموظفي الجامعة، من أجل تقديم يد العون، لا سيما أننا نعاني من معدلات تعليم منخفضة، ونجد العديد من المناطق الفقيرة التي لا تضم منشآت مماثلة لتلك التي نجدها في المدن الكبيرة، مثل الدار البيضاء أو الرباط».

وبالفعل، عبر السنوات، سعت «يداً بيد»، إلى «تقديم أي مساعدة ممكنة للمجتمع، من الكتب إلى المدارس، وحتى توفير البنى التحتية لتوصيل المياه في بعض قرى المنطقة».

وتخبرنا العطافي، البالغة من العمر 22 سنة، والتي انضمت إلى الجمعية كمتطوعة عام 2014، أن المشاريع متنوعة. وتتابع، على سبيل المثال، «مدرستي الحلوة» هو مشروع لبناء المدارس، لا سيما في منطقة تعاني من بنى تحتية مدرسية سيئة، بسبب الطقس أو عوامل أخرى.

وبالتالي، نجمع الأموال ونعيد بناء المدارس، ما يسمح للطلاب بالتركيز على الدراسة، وعدم القلق حيال برودة الصفوف أو تسرب مياه الشتاء فيها». كما تقدم الجمعية «جلسات تدريس» للطلاب الذي يعانون من مشاكل في الدراسة، أو في إتمام فروضهم اليومية.

ومن المشاريع الأخرى، تحدثنا عن «المكتبة المتحركة»، لمعالجة غياب المكتبات في المنطقة. وتشرح لنا العطافي «ننقل الكتب بالسيارة من منطقة إلى أخرى، حيث يستطيع الطلاب استعارة الكتب أسبوعياً من أجل المواظبة على القراءة، أو إجراء الأبحاث اللازمة لدراستهم».

وفي خطوة لمعالجة مشكلة التنقل إلى المدارس، التي ما زال عددها قليلاً في المنطقة، أو عجز بعض الأهالي عن تكبد مصاريف تنقل أولادهم، استحدثت الجمعية «حافلات المدارس»، التي تؤمّن المواصلات من وإلى المدرسة.

وتتوقف العطافي عند «مشروع سامسونغ»، وتطلعنا «تعاونّا مع شركة «سامسونغ» العالمية، من أجل إنشاء مختبر في المدرسة، يضم الحواسيب والإنترنت. كما أننا ننظم جلسات لتعلم أساسيات الكمبيوتر، وبعض البرامج، من أجل أن يطلع الطلاب على ما يحدث من حولهم».

تدرك «يداً بيد»، أن التعليم ليس القطاع الوحيد الذي يعاني من تعثرات في المنطقة، ما دفعها إلى إطلاق مشاريع أخرى، مثل الحملات الطبية، التي يبلغ عددها ما بين 5 إلى 6 سنوياً، أو حتى توفير بعض المساعدات للعائلات، من حطب للتدفئة أو لإعداد الطعام.

الكثير من المشاريع التي يُشرف على تطبيقها أكثر من 300 متطوّع، والتي تحصل على التمويل اللازم من الفعاليات التي تنظمها، لا سيما الفعالية السنوية «الركض الممتع»، وهي عبارة عن يوم تضامني، يجمع النشاطات الرياضية والفنية، ويسمح بجمع الأموال من الأفراد والراعين المعتمدين للفعالية.

وركّزت نسخة هذا العام، على جمع التبرعات لإعادة تأهيل «دار الطلبة»، من حيث الأسرة والمعدات وأنظمة التدفئة.

لا شك أن جمعية «يداً بيد»، لا تستطيع أن تقلب الوضع رأساً على عقب، إلا أنها نجحت، حتى الآن، ببناء أو إعادة تأهيل ثلاث مدارس سنوياً، وأن معدل التعليم في تحسن قليل، على حد قول العطافي. وتتابع «مشاريعنا ساعدت كثيراً، لأنه لم يعد على الطلاب التفكير بأنهم لا يملكون المال للمواصلات، أو شراء الكتب أو الأقلام، أو حتى النهوض باكراً للوصول إلى المدرسة البعيدة..

باختصار، نحاول ألا تكون هذه المشاكل عقبة بين العائلات والمدارس».

على الرغم من تحسن قليل في معدلات التعليم، لكن العطافي تشدد على الفرق الملحوظ في هذا القطاع، لا سيما أن كثيرين باتوا ينهون دراستهم خلافاً للماضي، حيث كان البعض يتوقف بمجرد إنهاء المدرسة الابتدائية، لأن الثانوية بعيدة عن منازلهم. وتضيف العطافي «يملكون اليوم الدافع لتعلم المزيد، وعدم الخجل من الفشل، لأننا أحدثنا نظاماً داعماً لهم خلال وبعد الدوام المدرسي».

يبقى أن العطافي ترى أنه يجب التفكير أكثر في البنى التحتية، وتحديداً أنظمة التدفئة، لا سيما أن الكثير من المناطق ما زالت تستخدم الخشب المكلف جداً. وتضيف «يجب أن تصبح أنظمة التدفئة إلزامية، باستخدام الطاقة الشمسية. ويمكن تطبيق هذا المشروع، ليس فقط في المدارس، ولكن في المنطقة بكاملها».

جهود متطوعي «يداً بيد» يُثنى عليها، ويُرحّب بها سكان منطقة إفران، الذين باتوا يطلقون عليهم لقب «طلاب الجمعية»، ويتطلعون لمشاريعهم، لا سيما أنهم يدخلون الأمل على حياتهم، تريد العطافي أن يكون الشباب المحرك الأساسي له، لأنهم «قادرون على إحداث التغيير»، مضيفة «قد يكون التغيير صغيراً، ولكن بالأشياء الصغيرة، تحدث تأثيراً كبيراً».

باحثة اجتماعية

 

 

Email