افتتاحية

محمد بن راشد والتطلع للمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في لقائه رؤساء ومديري الدوائر المحلية في دبي، مجلس المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، في ديوان الحاكم، لإيصال رسالته وكلمته للحاضرين، فهذا المجلس العريق، بما يحمله من تاريخ متجذر يحوي فكر أَحد الآباء المؤسسين الذين زرعوا وأَعطوا تراب الوطن عصارة جهدهم حتى صار شامخاً، عالياً، متواصلاً مع القاصي والداني. وللعودة إلى هذا المجلس في هذه المناسبة دلالاتها وعمقها البينوي وبعدها الفكري، فالرجوع إلى منصة الانطلاق الأولى لنهضة دبي يشحذ الهمم.

في هذا المجلس، اختار محمد بن راشد أَن يرسم بمهارة الفنان المقتدر لوحة التماهي بين الأمس واليوم والغد، بأَلوان التحريض على الإنجاز، وإِضفاء روح التجديد ضد الاستسلام والسائد والمكرور، فيجعل ذلك منهجاً لا يرى غير التفوق والتميز درباً. وعلى رجال المرحلة الحالية تكملة الدرب، بما يحمله روح الفريق، وقدرته على التحدي، ومتابعة المسيرة للعودة إلى مجلس الشيخ راشد في هذه المناسبة.

في تلك الجلسة التي حملت دفقاً جديداً وروحاً شفيفة تستثير الهمم، طالب سموه الحاضرين بعدم الركون إِلى ما هو قائم، أَو النظر إِلى ما أنجز، بل التطلع إلى المستقبل لنصبح الأفضل على مستوى العالم، وذلك لا يتأتى إلا باغتنام الفرص، واقتناصها، خاصة وأَن الوقت مواتٍ للإبداع والإنتاج، فعلى المسؤولين عدم إِهداره، لأَن ما يمضي لا يعود.

محمد بن راشد الرجل الذي خبر الميدان ومعتركه، ومارس المهام العظام عبره، طالب جميع المديرين بالنزول للميدان، والاطلاع بأَنفسهم على التفاصيل الغائبة، وتدارك جوانب القصور إن وجدت، ومعالجة السلبيات من خلال التعامل مع الناس، وفهم احتياجاتِهم والوصول إِليهم أينما كانوا؛ لأن بهم، ومن خلالهم، تكبر الدوائر ويستمر دفقها.

سموه وضع بكل روية وحكمة، رؤيته واستراتيجيته للفترة المقبلة، وطالب مديري الدوائر بالنظر إلى المستقبل بتفاؤل، وإِطلاق المبادرات الجديدة القادرة على إضفاء روح التحدي، والمساهمة في تحقيق مزيد من التطور والتقدم، فالأفكار يجب أن تنهض من مكامنها المخبوءة لتبني مجداً ووطناً، والتصورات عليها أن تؤسس لمبادرات خلاقة، والأزمات التي يتحدث عنها بعضهم ما هي إلا محطات اختبار علينا اجتيازها، فمن رحم الأزمات يولد الإبداع وتخلق المبادرات الفاعلة التي تحفر وجهها في تاريخ الوطن.. هذا هو محمد بن راشد القائد المحنك صاحب الرؤية الثاقبة، وهذا هو فكره الذي يستشرف الغد.

 

Email