لا شك أن تغير المناخ قد أصبح في عصرنا هذا من أبرز التحديات العالمية التي تؤثر في البيئة. ولعل التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس هي السبب الرئيس لهذا التغير المناخي، لكن مع تقدم البشرية خلال القرنين الماضيين بدأ النشاط البشري يلعب دوراً أكبر في تعميق التغير المناخي.ونظراً لأهمية موضوع التغير المناخي محلياً وعالمياً، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبار التصدي لهذه الظاهرة كأحد أهدافها الاستراتيجية الرئيسة سعياً لتحقيق التنمية المستدامة، لذلك أطلقت الدولة المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 لتصبح بذلك أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي. وتتولى وزارة التغير المناخي والبيئة قيادة وتنسيق جهود تحقيق الحيادية المناخية وضمان التكامل على المستوى الوطني، يشاركها في ذلك العديد من القطاعات الرئيسة مثل الطاقة والاقتصاد والصناعة والبنية التحتية والنقل وإدارة النفايات والزراعة والبيئة.وأطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة مؤخراً «تعهد الشركات المسؤولة مناخياً» لتعزيز مشاركة مؤسسات القطاع الخاص في توجهات الدولة لخفض الانبعاثات ومواكبة مستهدفات مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050. ولأننا في مجموعة تدوير نلتزم بتحقيق الأهداف المرسومة في أجندة الاستدامة الوطنية والعالمية، شرّفني أن أكون ممن وقّعوا على هذا التعهد خلال فعالية الحوار الوطني للطموح المناخي التي استضافتها وزارة التغير المناخي والبيئة.ويمثل هذا التعهد نواة لتحالف مستقبلي بين القطاع الخاص ومنظمات النفع العام والمنظمات الدولية لتنفيذ خطط الحياد المناخي لتكون الإمارات قادرة على تطوير نهج نحو مجتمع واقتصاد وبيئة أكثر استدامة لنا وللأجيال القادمة.لقد جاء توقيعنا على هذا التعهد إيماناً منا بدور مجموعة تدوير الاستراتيجي في المساهمة بتحقيق الحياد المناخي عبر التزامنا الثابت والمستمر بتقليل النفايات واستخلاص القيمة التي تكمن فيها وتعزيز تبني منهج الاقتصاد الدائري. ومن خلال تعاون مجموعة تدوير مع وزارة التغير المناخي والبيئة، نعمل بشكل جاد على تطبيق إجراءات ملموسة تسهم في التقليل من انبعاثات غازات الدفيئة. كما يعتبر توقيعنا على هذا التعهد خطوة مهمة نحو الأمام في تعزيز أدائنا البيئي والاجتماعي وحوكمة الشركات والمساهمة بشكل ملموس في تحقيق طموحات دولة الإمارات في الحياد المناخي.يتماشى توقيع مجموعة تدوير على «تعهد الشركات المسؤولة مناخياً» مع رسالتها المؤسسية التي تركز على تعزيز التزامها بالحد من النفايات واستخلاص القيمة منها عبر إحداث تغيير نوعي في إدارة النفايات، وإرساء معايير جديدة في الحلول الدائرية تعزيزاً لنهج الاقتصاد الدائري، وهذا بالتالي يسهم في خفض انبعاثات غازات الدفيئة، ويساعد على تحقيق أهداف المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.وتماشياً مع رؤيتنا المؤسسية الرامية إلى تحقيق مستقبل مستدام حيث تكون فيه النفايات مورداً تحويلياً، ستقوم مجموعة تدوير من خلال هذا التعهد باعتبار التخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معه جزءاً من أهدافها الاستراتيجية ضمن نموذج عملها التجاري والتشغيلي.وفي هذا الإطار نؤكد في مجموعة تدوير التزامنا وتبنينا لأفضل الممارسات المستدامة في إدارة النفايات، وسعينا المتواصل لتحقيق هدفنا المتمثل في تحويل 80% من نفايات أبوظبي بعيداً عن المكبّات، وذلك من خلال شراكاتنا المحلية والدولية وتسخيرنا لأحدث التقنيات في تطوير وسائل مبتكرة في تحويل النفايات إلى قيمة مفيدة، وذلك يتوافق تماماً مع مبادراتنا المتعددة التي نقوم بها مثل تحويل النفايات إلى طاقة وتحويل النفايات إلى وقود مستدام للطيران، وتوفير الحلول الرائدة التي تعود بالمنفعة على المجتمعات المحلية والعالمية على حد سواء، فضلاً عن تغيير نظرة العالم لقطاع إدارة النفايات واكتشاف آفاق جديدة نحو مستقبل أكثر استدامة.وتبقى استراتيجيتنا واضحة وثابتة وهي أن نسلط الضوء على أن للنفايات قيمة غير مستغلة، فمن خلال إحداث تحول في هذه الموارد التي يتم تجاهلها عادة يمكننا إحراز تقدم كبير نحو تحقيق بيئة صحية وأكثر استدامة.

م. علي محمد الظاهري

مجموعة تدوير تدعم استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050