الاقتصاد الدائري سبيل الحفاظ على البيئة واستدامتها

يوماً بعد يوم، يتزايد اهتمام الحكومات والمنظمات والهيئات المدنية في كافة أنحاء العالم بالبيئة وسبل الحفاظ عليها نظيفة ومستدامة للأجيال القادمة. وتشير التقارير والبحوث التي أُجريت على مدى عقود من الزمن أن اتباع نهج الاقتصاد الدائري هو السبيل الوحيد للحفاظ على البيئة واستدامتها، حيث يتم التعامل مع النفايات من خلاله بذكاء لتتحول إلى موارد قيمة بدل التخلص منها بشكل غير مسؤول.

لا تزال مشكلة توليد النفايات غير المستدامة تتزايد بشكل كبير وبتكلفة باهظة حول العالم لتشكل مخاطر جسيمة على المجتمع، ومع ذلك، فإن اتباع نهج اقتصادي دائري تتحول فيه النفايات إلى موارد قيّمة يمكن أن يحل هذه الأزمة ويطلق العنان للكثير من الإمكانات الاقتصادية. نقود في مجموعة تدوير مسيرة رائدة في تعزيز الممارسات المستدامة في معالجة النفايات وإرساء معايير جديدة في نهج الاقتصاد الدائري برؤية استراتيجية تهدف إلى إحداث تغيير جذري في إدارة النفايات.

لذلك نواصل سعينا الدؤوب في تحويل النفايات من عبء بيئي إلى مورد قيّم عبر تعزيز جهودنا في دعم الاقتصاد الدائري من خلال الاستثمار وتسخير الابتكار والتعاون وامتلاك أحدث التقنيات وبناء شراكات إقليمية وعالمية لتحقيق التنمية المستدامة.

أما رسالتنا في مجموعة تدوير فترتكز على إلهام المجتمع لعيش حياة مستدامة من خلال التزامنا وتشجيعنا على تبني مبادئ الاستدامة الـ 3 المتمثلة بتقليل النفايات وإعادة استخدام المواد وإعادة تدويرها وتحقيق هدفنا الاستراتيجي في تحويل أكثر من 80 % من النفايات في أبوظبي بعيداً عن مكبات النفايات بحلول 2030. لقد بدأنا عامنا الجديد بقوة من خلال مشاركتنا في معرض ومؤتمر «إيكوويست» 2025 كشريك استراتيجي وأحد الجهات المنظمة للحدث، وذلك من منطلق حرصنا على المساهمة في تسريع وتيرة تعزيز الابتكار التكنولوجي وبناء شراكات عالمية قوية وتأكيد التزامنا بدعم النمو المستدام على مستوى العالم.

وكان من أبرز ما حققناه خلال مشاركتنا في معرض ومؤتمر «إيكوويست» 2025 إعلاننا عن إنشاء مسار لإزالة الكربون يهدف إلى خفض الانبعاثات عبر عملياتنا التشغيلية بنسبة 40 % بحلول عام 2035، حيث يأتي إنشاء هذا المسار تماشياً مع طموحات وأهداف مجموعات تدوير في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن قطاع النفايات العالمي وتماشياً مع مساهمة الإمارات الثالثة المحددة وطنياً، والتي تعتبر معياراً تستعين به الدولة لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة بموجب اتفاقية باريس.

ومن شأن هذا المسار أن يساهم في تمهيد الطريق أمامنا لممارسة أعمالنا في بيئة منخفضة الكربون، فمن خلال تقليل الانبعاثات الناتجة عن النفايات، نساهم بفعالية في مواجهة تحديات التغير المناخي وتحقيق أهداف الإمارات في الحياد المناخي.

سيساعد إزالة الكربون من قطاع النفايات في أبوظبي أيضاً في تحقيق الأهداف المناخية الدولية والالتزامات بتحقيق انبعاثات صفرية، مما يسلط الضوء على دعمنا لتعهد الشركات المسؤولة مناخياً. ومن خلال تعزيز فهم أعمق لكيفية تقليل انبعاثاتنا، فإننا نقوم بواجبنا للمساعدة في خلق عالم أكثر استدامة.

وفي هذا الإطار، تعاونت مجموعة تدوير وشركة مياه وكهرباء الإمارات مع تحالف يضم شركات يابانية رائدة لإنشاء مشروع الطاقة المستقلة الأكثر تقدماً في العالم، والذي يعتمد على تحويل النفايات إلى طاقة في أبوظبي. ومن المتوقع أن يتمكن المشروع الجديد من معالجة 900,000 طن من النفايات سنوياً، مما يسهم في خفض انبعاثات الكربون بمقدار 1.1 مليون طن سنوياً.

ولا تقتصر غاية المشروع على خفض الحاجة إلى الوقود الأحفوري وحسب، بل ويسهم كذلك في تقليل كميات النفايات التي تتجه إلى المكبات – ما يعني توفير مصادر جديدة للطاقة النظيفة من النفايات التي لا يمكن إعادة تدويرها.

ومن منطلق إيماننا بقوة الشباب وقدرتهم على التغيير وقيادة الأمة والقيام بدورهم في بناء المجتمع وتوعيته، أطلقنا أول مجلس للشباب في مجموعة تدوير يضم نخبة من موظفينا الشباب من ذوي الموهبة والكفاءة ليكونوا سفراء لنا ويمثلوا مجموعة تدوير في كافة المحافل.

نسعى دائماً إلى تقديم أفكار جديدة وتعزيز التزامنا بتحقيق الاستدامة من خلال تطبيق أفضل الممارسات البيئية في هذا المجال، حيث نؤمن بأن النفايات لا تمثل تحدياً يجب إدارته فحسب، بل هي فرصة لخلق مستقبل مستدام للأجيال القادمة.