إقبال كبير في يوم ربيعي دافئ.. وعيون العالم تراقب

انتخابات الرئاسة والبرلمان.. يوم تاريخي في تركيا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أنهى الأتراك يوماً ساخناً في أكثر الانتخابات أهمية في تاريخ بلادهم الحديث الممتد منذ 100 عام، ويتردد صداها خارج حدود تركيا، حيث ستقرر ليس فقط من سيقود تركيا -العضو في حلف الناتو، والتي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة- وإنما ستحدد أيضاً أسلوب حكمها والاتجاه الذي سيمضي فيه الاقتصاد وسط أزمة غلاء محتدمة، فضلاً عن شكل سياستها الخارجية.

في يوم ربيعي دافئ، شوهد الناس يدخلون إلى مراكز اقتراع أقيمت داخل مدارس في معظم أنحاء البلاد، وشكلوا طوابير طويلة خارج الفصول الدراسية. وحتى منتصف الليل الفائت، حيث لم تنتهِ عملية الفرز حتى لحظة صياغة هذا التقرير، قدم اثنان من المنافذ الإخبارية في تركيا نتائج جزئية مختلفة عن الانتخابات الرئاسية، حيث أشارت وكالة الأنباء التي تديرها الدولة إلى أن ثلاثة أرباع صناديق الاقتراع أظهرت أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيحقق نصراً، لكن مصادر الطرفين رجحت أن يتجه السباق نحو جولة الإعادة في 28 مايو الجاري. وقالت وكالة الأناضول التي تديرها الدولة إن أصوات أردوغان انخفضت عن 50% بعد فرز حوالي 90 % من صناديق الاقتراع.

 

هل من جولة ثانية؟

وكانت النتائج الأولية أشارت إلى فوز أردوغان بفارق مريح، ولكن مع استمرار إحصاء الأصوات تراجعت حظوظه في الفوز من الجولة الأولى. ورفض كلا الجانبين الأرقام التي أعلنها الآخر ولم تُعلن بعد النتيجة الرسمية. وقال رئيس بلدية أنقرة المعارض منصور يافاش إن إحصاء أجراه حزبه يشير إلى تفوق كليتشدار أوغلو على أردوغان. وقال مسؤول كبير من تحالف المعارضة طلب عدم نشر اسمه: «يبدو أنه لن يكون هناك فائز في الجولة الأولى. لكن بياناتنا تشير إلى أن كليتشدار أوغلو في الصدارة».

وقال أردوغان، إن الإسراع بإعلان نتائج الانتخابات بينما لا تزال عملية إحصاء الأصوات جارية يعني سرقة إرادة الشعب، في حين دعا منافسه كمال كليتشدار أوغلو السلطات الانتخابية إلى تسجيل جميع النتائج على مستوى البلاد.

 

تلاعب بالنتائج

ومما زاد من تعقيد الصورة، أن المعارضة اتهمت وكالة الأناضول بالتلاعب بالنتائج، وأصرت على أن كليتشدار أوغلو كان متقدماً بفارق ضئيل. وزعم عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي قام بحملة نيابة عن قليجدار أوغلو، أن مراقبي الحزب الحاكم كانوا «يعترضون بانتظام» على نتائج صناديق الاقتراع التي وضعت قليجدار أوغلو في المقدمة.

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك، إن المنافس الرئيسي لحزبه، حزب الشعب الجمهوري، يتخذ «نهجاً ديكتاتورياً» لنتائج الانتخابات. وفي وقت سابق، تحدث كليتشدار أوغلو وزميله في الحزب أكرم إمام أوغلو عن فوز محتمل في الانتخابات ووضعا معسكرهما بقوة في الصدارة. كما دعا إمام أوغلو إلى عدم تصديق الأرقام الرسمية الصادرة عن وكالة أنباء الأناضول الرسمية على الإطلاق.

ونفى عمر جيليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم مزاعم المعارضة بأن وكالة أنباء الأناضول تتلاعب بالإعلان عن النتائج، وقال إن عملية فرز الأصوات تجري «بشفافية».

 

600 نائب

وإلى جانب اختيار الرئيس، قام الناخبون باختيار نواب البرلمان المكون من 600 مقعد. وإذا فاز تحالفه السياسي، يمكن لأردوغان الاستمرار في الحكم من دون قيود كثيرة. وقد وعدت المعارضة بإعادة نظام الحكم التركي إلى النظام البرلماني إذا فازت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

ويبلغ عدد الناخبين المؤهلين للإدلاء بأصواتهم أكثر من 64 مليون شخص، بينهم 3.4 ملايين ناخب في الخارج. وتأتي في العام الذي ستحتفل فيه البلاد بالذكرى المئوية لتأسيسها كجمهورية. وتعهد تحالف الأمة المكون من ستة أحزاب بقيادة كليتشدار أوغلو بتفكيك نظام رئاسي تنفيذي تم التصويت عليه بفارق ضئيل في استفتاء عام 2017 وإعادة البلاد إلى ديمقراطية برلمانية. ووعد التحالف بإرساء استقلال القضاء والبنك المركزي.

وتراقب الدول الغربية ودول الشرق الأوسط وحلف الناتو وموسكو الانتخابات عن كثب. وقد تثير هزيمة أردوغان إذا حدثت، أحد أهم حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قلق الكرملين لكنها ستريح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالإضافة إلى عدد من قادة دول أوروبا والشرق الأوسط الذين لديهم علاقات مضطربة مع أردوغان.

 

لمتابعة التفاصيل.. اقرأ:

ـــ الانتخابات التركية تتجه للإعادة بين أردوغان وأوغلو

ـــ «أفضل فرصة» للمعارضة

ـــ مُدن تحسم نتائج

ـــ أطول امرأة في العالم تدلي بصوتها

ـــ «سبايدرمان» و«راعي بقر» في مراكز الاقتراع

ـــ المعارضة التركية ترجح إجراء جولة إعادة للانتخابات الرئاسية

ـــ هجوم إلكتروني يستهدف صحيفة تركية كبيرة ليلة الانتخابات

ـــ كليجدار أوغلو: لا نوم الليلة وعملية الفرز مشوبة بالتوتر

Email