3.8 % حصة «العمل عن بعد بالكامل» من إجمالي الوظائف الشاغرة
تشهد الإمارات تحولاً متسارعاً في أنماط التوظيف، مدفوعاً بتزايد الطلب على خيارات العمل المرن التي تلبي تطلعات الموظفين وتراعي متغيرات الحياة اليومية، وباتت خيارات المرونة، سواء عبر العمل الهجين أو عن بعد، عنصراً تنافسياً أساسياً في استقطاب المواهب.
ويأتي ذلك في وقت يسجل فيه سوق العمل الإماراتي نمواً لافتاً في الوظائف المرنة والهجينة، إذ ارتفعت نسبة الوظائف الهجينة الشاغرة بنسبة 62.9% على أساس سنوي خلال أبريل 2025، مما يعكس قدرة الدولة على التكيف السريع مع متطلبات القوى العاملة الحديثة، دون التأثير على الزخم الاقتصادي، بحسب شبكة «لينكدإن».
المرونة في مواقع العمل
وقالت نجاة عبد الهادي، خبيرة التوظيف في لينكدإن في تصريحات لـ«البيان»، يعكس هذا النمو المتسارع تبنياً أوسع لنموذج العمل الهجين مقارنة بالعام الماضي، إذ أصبحت 19.4% (أبريل 2025) من الوظائف الشاغرة في الدولة تقدم خيارات مرنة تجمع بين العمل من المكتب والعمل عن بُعد، وهو ما يشير إلى أن واحدة من كل خمس وظائف جديدة باتت تتيح قدراً من المرونة في موقع العمل، ومما يؤكد على كون المرونة ميزة توظيف سائدة مقارنة بالدول الأخرى.
وأضافت عبدالهادي: «ومع أن النسبة تراجعت مقارنة بذروتها في يناير 2025 (27.53%)، إلا أن هذا التراجع يُعدّ بمثابة «تصحيح طبيعي» للسوق لا يلغي حقيقة أن المرونة أصبحت ميزة تنافسية في سوق التوظيف الإماراتي».
أما العمل عن بُعد الكامل، أفادت عبد الهادي بأنه واصل مساره التصاعدي بهدوء وثبات، إذ ارتفعت نسبته إلى 3.8% من إجمالي الوظائف الشاغرة في أبريل 2025، مسجلاً زيادة سنوية قدرها 5.8%، ومحققاً نمواً شهرياً طفيفاً بنسبة 0.7%، ومن اللافت أن هذه النسبة تضاعفت تقريباً منذ يناير 2025 حين كانت تبلغ 2.38%، ما يعكس اتجاهاً مستداماً نحو اعتماد نماذج توظيف مرنة.
موجة العمل المرن
وذكرت عبدالهادي أن ما يدفع هذا التوجه بقوة نحو العمل المرن والهجين هو تأثير العوامل اليومية في حياة الموظفين، وعلى رأسها التنقل من المنزل إلى مقر العمل، حيث أفاد 61% من المهنيين بأنه يؤثر على إنتاجيتهم، بينما رأى 64% أنه مبرر كافٍ لتغيير وظائفهم، ونتيجة لذلك، أصبح الموظفون أكثر انخراطاً في رسم سياسات العمل، حيث يتفاوض 38% منهم بنشاط على خيارات العمل الهجين، بينما يستفيد 36% بالفعل من ترتيبات مرنة قائمة.
وأوضحت عبد الهادي أن البيانات تشير أيضاً إلى تغيّرات سلوكية لافتة، مثل سعي 55% من المهنيين للانتقال إلى سكن قريب من أماكن عملهم للحد من تأثير رحلة العمل، وتظهر إحصاءات توازن الأولويات أن العاملين من الجنسين يضعون الراتب أولاً (53%)، في حين أن 45% من الرجال يفضّلون التوازن بين العمل والحياة، وتقابلهم نسبة مماثلة من النساء تفضّل الأمن الوظيفي.
وأشارت عبد الهادي إلى أنه رغم نمو هذا النموذج، تواجه السوق تحديات واضحة، أبرزها فجوة العرض والطلب؛ حيث تقلصت عروض الوظائف الهجينة في وقت لا يزال فيه الطلب عليها مرتفعاً، وهو ما يفسّر قلق 33% من المهنيين بشأن تراجع خيارات العمل المرن، ويعكس التراجع في مايو إما تصحيحاً طبيعياً للسوق أو بداية تراجع بعض الشركات عن التزاماتها المتعلقة بالعمل الهجين، رغم أن أرقام مايو لا تزال أعلى بكثير من معدلات العام الماضي.
اقرأ أيضاً:
«لينكدإن»: 76 % من المهنيين في الإمارات يتطلعون إلى وظائف جديدة
الإمارات تتصدر التوظيف إقليمياً وفي أوروبا وأمريكا اللاتينية
56.8 % ارتفاع فرص العمل الشاغرة نسبة إلى المتقدمين بالإمارات
لينكدإن: 75% من القوة العاملة في الإمارات يبحثون عن وظائف جديدة

