فإذا كانت شيكاغو ونيويورك قد بدأتا سباق ناطحات السحاب مبكراً، فإن دبي حسمت السباق لمصلحتها، فقبل عام 1990، لم يكن في دبي أي ناطحة سحاب تُذكر، لكنها اليوم تضم أكثر من 390 ناطحة سحاب، منها 28 مبنىً يتجاوز ارتفاعها 300 متر، ما يجعلها واحدة من أكثر المدن عمودية في العالم، بحسب تقارير اقتصادية.
هذا البرج لم يكن مجرد إنجاز معماري، بل كان رمزاً اقتصادياً عزّز من مكانة دبي كمركز عالمي للأعمال والسياحة والاستثمار العقاري.
كما لعبت دوراً في تنشيط السياحة، إذ يزور الملايين برج خليفة سنوياً ما يعزز اقتصاد الضيافة والفعاليات. وأدت كذلك إلى خلق بيئة أعمال عالمية، حيث أصبحت ناطحات السحاب مثل مركز دبي المالي العالمي مقاراً للبنوك والشركات الكبرى.
ومع استمرار دبي في التوسع العمراني، لم يعد السؤال «كم سيكون ارتفاع المبنى؟»، بل أصبح «ما مدى ذكائه واستدامته؟»، فمشاريع مثل برج خور دبي، المتوقع أن يتجاوز برج خليفة، تؤكد أن الإمارة ليست فقط في سباق نحو الأعلى، بل نحو الابتكار والاستدامة أيضاً.
باختصار، من شيكاغو في القرن التاسع عشر إلى دبي اليوم، تطورت ناطحات السحاب من هياكل فولاذية بسيطة إلى معالم اقتصادية وتجارية وثقافية، تعيد تشكيل مدن المستقبل.
