حمد بوعميم في حوار مع «البيان»:

827 مليار درهم تجارة دبي ودول الآسيان في 10 سنوات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي، أن إكسبو 2020 دبي يمثل المنصة المثالية لتوطيد العلاقات الاقتصادية مع الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن تواصل العقول يبدأ من الحوارات واللقاءات البينية التي تعزز التقارب الثنائي بين دبي والأسواق المستهدفة، معتبراً أن المنتدى العالمي للأعمال لدول الآسيان، الذي تنظمه غرفة دبي بالتعاون مع إكسبو لأول مرة، يعتبر نقلة نوعية لهذه الجهود التي ستطبق شعار إكسبو في تواصل العقول لصنع مستقبل أفضل لقطاعي الأعمال في الجانبين.

ولفت بوعميم إلى أن المنتدى العالمي للأعمال لدول الآسيان سيسهم في بناء جسور التواصل المستقبلي بين المنطقتين، ويعزز العلاقات الاقتصادية المشتركة على ضوء المتغيرات التي أحدثتها الجائحة في منظومات سلوكيات المستهلكين، والعادات والأنماط الشرائية والاستهلاكية، مما يدفعنا لتفعيل التعاون العابر للحدود مع شركائنا بالأسواق العالمية، معتبراً أن تقنيات المستقبل ستكون محور نقاش طويل مع المسؤولين ورجال الأعمال من دول الآسيان. ولفت إلى أن تجارة دبي ودول الآسيان خلال 10 سنوات بلغت 827 مليار درهم.

وكشف بوعميم في حوار مع «البيان» بمناسبة انطلاق المنتدى اليوم، أن تجارة دبي غير النفطية مع دول الآسيان خلال العقد الماضي (2011-2020) بلغت 827 مليار درهم، بمعدل سنوي يصل إلى 82 مليار درهم مع الدول العشر التي تشكل رابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، مشيراً إلى وجود إمكانات لزيادة التبادل التجاري البيني بالنظر إلى القدرات والإمكانات والفرص التي يتمتع بها الجانبان، لافتاً إلى إمكانية أن تلعب دول الآسيان دوراً مهماً ضمن خطة دبي للتجارة الخارجية التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لرفع قيمة تجارة دبي الخارجية إلى تريليوني درهم خلال السنوات الخمس المقبلة.

ولفت بوعميم إلى أن غرفة دبي تواصل توسيع شبكة علاقاتها الاستراتيجية دولياً، وتعزيز الشراكات التجارية مع مختلف المناطق ذات الحضور الاقتصادي المميز، وينسجم هذا التوجه مع رؤية غرفة دبي في تعريف مجتمع الأعمال المحلي في الإمارة بالفرص التجارية المتاحة خارج حدود الدولة، وكذلك استقطاب الشركات العالمية ورجال الأعمال لتأسيس وإدارة نشاطهم التجاري في المنطقة انطلاقاً من دبي. وأوضح أن منطقة الآسيان تشكل منطقة حيوية للتجارة العالمية، ومركزاً لتعزيز التعاون بالصناعات المستقبلية والتقنيات الذكية، والأمن الغذائي والخدمات اللوجستية. وفيما يلي نص الحوار:

كيف يسهم منتدى الأعمال العالمي لدول الآسيان في دفع حدود التبادل التجاري بين دبي ودول جنوب شرق آسيا؟

ثمة العديد من العوامل التي دفعت غرفة دبي إلى تنظيم منتدى أعمال في الإمارة مكرس لمنطقة دول الآسيان، مثل الإمكانات الكبيرة لتوطيد العلاقة بين السوقين، والقرب الجغرافي، وتنوع دبي، والموقع الاستراتيجي الذي يربط دول الآسيان ببقية العالم من خلال التجارة والطرق الجوية والبحرية.

وعلى مر السنين، أظهرت دراساتنا أن هناك فجوات كبيرة في استيراد وتصدير مجموعة من المنتجات بالنسبة لدبي ودول الآسيان، مما يشير إلى وجود إمكانات هائلة لتوسيع آفاق التجارة والاستثمار الثنائية بين المنطقتين، لذا سيوفر منتدى الأعمال العالمي لدول الآسيان منصة مثلى لتحقيق ذلك، مع إتاحة الفرصة أمام المشاركين الزوار للتواصل والانخراط في لقاءات الأعمال الثنائية مع نظرائهم الإماراتيين والعالميين خاصة مع الاستفادة من منصة إكسبو 2020 دبي.

وقد بلغت تجارة دبي غير النفطية مع دول الآسيان خلال العقد الماضي (2011-2020) 827 مليار درهم، بمعدل سنوي يصل إلى حوالي 82 مليار درهم مع الدول العشر التي تشكل رابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، مشيراً إلى وجود إمكانات لزيادة التبادل التجاري البيني بالنظر إلى القدرات والإمكانات والفرص التي يتمتع بها الجانبان.

وكشفت تحليلاتنا التجارية الأخيرة عن 10 منتجات يحتمل أن تزيد من صادرات دبي إلى أسواق دول الآسيان. وفي عام 2020، كانت هذه المنتجات بين أبرز 20 منتجاً تم تصديره من دبي إلى العالم، واستأثرت دول الآسيان بواردات لا تقل قيمتها عن 1.4 مليار دولار من هذه المنتجات، لكن حصة واردات دول الآسيان من هذه المنتجات من دبي لم تتجاوز 6.5%، مما قد يتيح المجال أمام تجار دبي لزيادة الصادرات. كما كشفت التحليلات عن 10 منتجات يحتمل أن يزيد تجار دول الآسيان تصديرها إلى دبي.

وفي عام 2020، كانت هذه المنتجات بين أبرز 35 منتجاً تم تصديره من دول الآسيان إلى العالم. وتجاوزت قيمة واردات دبي من هذه المنتجات 445 مليون دولار في عام 2020، لكن حصة دول الآسيان من واردات دبي من هذه المنتجات لم تتجاوز 10%، مما يخلق فرصاً تصديرية لتجار دول الآسيان.

ووفقاً لجمارك دبي، استوردت دبي من دول الآسيان في 2020 بضائع وسلعاً بقيمة 48 مليار درهم (13.1 مليار دولار)، بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 0.1% خلال الفترة 2011-2020. ونمت قيمة صادرات دبي إلى دول الآسيان بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 1.2% خلال السنوات العشر الماضية لتصل إلى 7.7 مليارات درهم (2.1 مليار دولار) في 2020.

وبلغت قيمة إعادة صادرات دبي إلى دول الآسيان في 2020 حوالي 6.9 مليارات درهم (1.9 مليار دولار). وبينت بيانات جمارك دبي أنه خلال الفترة 2011-2020، بلغ معدل حصة دول الآسيان من إجمالي واردات وصادرات وإعادة صادرات دبي حوالي 8.5% و6.6% و2.1% على التوالي.

إكسبو

ما أهمية استضافة إكسبو 2020 دبي للنسخة الأولى من المنتدى؟

يمثل إكسبو 2020 دبي، الذي ينظم تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، القاعدة المثلى لانطلاق منتدى الأعمال العالمي لدول الآسيان، وذلك لتركيزه على بناء الشراكات العالمية، وأهمية الشراكات بين المناطق، وإزالة عوائق الحدود رغم القيود التي فرضتها الجائحة العالمية.

وسيتناول كل من المنتدى وإكسبو 2020 دبي الموضوعات والقضايا ذاتها، إلى جانب التحديات والفرص التي تنتظر دول الآسيان، فيما تواصل التعامل مع تبعات الجائحة، والسعي لتعزيز مزاياها التنافسية الاقتصادية. كما يستكمل المنتدى في الوقت ذاته تجربة إكسبو عبر توفير منصة تتيح لرجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم استكشاف الإمكانات الاقتصادية التي توفرها دول الآسيان كمنطقة.

وتبقى الفرص كثيرة رغم كل شيء في ضوء الرقمنة المتسارعة، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية المستدامة، وزيادة دعم منظومات العمل الناشئة، وجميعها سمات الواقع الجديد الذي تمخض عن الجائحة. وتتجلى هذه الفرص بالشكل الأمثل في منطقة دول الآسيان، حيث تعهد قادة المنطقة في القمة السابعة والثلاثين لرابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان»، التي انعقدت في نوفمبر 2020، بإعادة تطوير بلدانهم مع التركيز على جوانب المرونة والاستدامة والتعاون الإقليمي.

ويهدف منتدى الأعمال العالمي لدول الآسيان إلى ربط مجتمع الأعمال في دبي والإمارات عموماً بفرص الاستثمار الكامنة حالياً في منطقة دول الآسيان، كما يهدف إلى إبراز مكانة دبي بوصفها مركز أعمال دولياً رئيسياً في المنطقة، ووجهة مثلى للمصدرين من دول الآسيان، وذلك بفضل موقع الإمارة الاستراتيجي كصلة وصل بين الشرق والغرب، وبنيتها التحتية المتطورة، وبيئة أعمالها المرنة التي تسهّل وصول السلع والمنتجات إلى الأسواق الجديدة.

رسائل

ما أهم الرسائل التي تقدمونها للمشاركين والزوار في المنتدى؟

أود فقط أن أنصح الزوار والمشاركين بجعل إكسبو 2020 دبي جزءاً من تجربتهم في منتدى الأعمال العالمي لدول الآسيان، تماماً كالمنتدى نفسه. وأحثّ جميع المشاركين، إن أمكن، على قضاء أسبوع واحد على الأقل في إمارتنا لأخذ فكرة واضحة عن باقة الفرص التجارية التي توفرها، ومكانتها الرائدة كبوابة للأسواق الخارجية.

وبالإضافة إلى فرص الأعمال والتجارة، ثمة الكثير من الجوانب الفريدة التي يمكن استكشافها وتجربتها في دبي، هذه الإمارة التي تستقطب فرص التجارة والثقافات من جميع أنحاء العالم.

ما أبرز أهداف منتديات الأعمال العالمية التي تنظمها غرفة دبي؟

سلسلة المنتديات العالمية للأعمال هي مبادرة رائدة أطلقتها غرفة دبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وتم إطلاق السلسلة عام 2013 كجزء من استراتيجية غرفة دبي الرامية لتوسيع انتشارها، ومنح أعضائها فرص عمل جديدة في الأسواق الدولية، وتزويد المستثمرين الأجانب بمنصة لمزاولة أنشطة الاستثمار والتبادل التجاري مع دبي، فضلاً عن تعزيز مكانة الإمارة كمركز أعمال دولي ونافذة مفتوحة على العالم.

وتضم السلسلة كلاً من المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال، الذي يركز على أكبر قارات العالم، والمنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية، الذي يسلط الضوء على الأسواق المتطورة لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ومنتدى الأعمال العالمي لدول الآسيان، الذي يقام لأول مرة في ديسمبر، ويركز بشكل خاص على الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان».

ومنذ تأسيسها، نجحت سلسلة المنتديات العالمية للأعمال في قيادة حوار رفيع المستوى بين دبي والأسواق الناشئة التي تتمتع بآفاق واعدة للتجارة الثنائية، واستقطاب كبار المسؤولين المعنيين وصناع القرار من هذه الأسواق.

محاور المنتدى

يسلط المنتدى العالمي للأعمال لدول الآسيان الضوء على تنويع سلاسل التوريد العالمية، وكيفية استفادة دول الآسيان من تجربة الإمارات كمركز للتجارة العالمية، وكيفية تعاون المنطقتين في تعزيز مكانتهما كحلقات اتصال محورية في سلاسل التوريد المستقبلية.

ويستعرض المنتدى المشهد الرقمي في دول الآسيان، والتبني المتزايد للتكنولوجيا الرقمية وكيفية توظيفها لخدمة الأهداف التنموية والاقتصادية، وتعزيز التكامل الإقليمي وكفاءة القطاع العام وتسهيل ممارسة الأعمال، والدروس المستفادة من تجربة دول مجلس التعاون الخليجي في تمويل النمو وتبسيط الإجراءات، بالإضافة إلى مناقشة تبني التكنولوجيا المالية والعقبات والتحديات وأبرز الدروس المستفادة.

كما يناقش المنتدى توظيف التكنولوجيا والابتكار في تطوير اقتصادات قائمة على المعرفة، والتمويل الإسلامي، وتطوير سلاسل التوريد في الاقتصاد الإسلامي العالمي لتواكب رقمنة عالم المال، والطاقة المتجددة وفرص التعاون التي تدعم تحول المنطقتين نحو طاقة منخفضة وصفرية الكربون، ومنتجات الحلال وتأمين سلسلة الإمداد الغذائي وريادة الأعمال.

وتتضمن أبرز المواضيع المطروحة على جدول أعمال المنتدى حلقة نقاشية بعنوان «الحدود الجديدة»، التي تتناول جوانب تتعلق بتعافي منطقة الآسيان من جائحة «كوفيد 19»، والكيفية التي أدى بها تفشي المرض إلى إعادة النظر بسلاسل التوريد العالمية وآلية إدارتها وعملها.

ويشمل جدول الأعمال أيضاً تسليط الضوء على المشهد الرقمي المتنامي التأثير على مستوى رابطة دول الآسيان، وكذلك استكشاف نوع الإصلاحات التي تحتاجها منطقة «الآسيان» لتمويل ذاك النمو.

اقرأ ايضاً

منتدى «الآسيان» يؤسّس شراكات عابرة للحدود

2.9 تريليون دولار استثمارات أجنبية إلى «الآسيان» 2020

7 ميزات تعزز جاذبية دبي شريكاً تجارياً لـ «الآسيان»

دبي بوابة دول الآسيان نحو الأسواق العالمية

827 مليار درهم تجارة دبي ودول الآسيان في 10 سنوات

Email