مسؤولون بشركات تكنولوجيا عالمية: دبي القلب النابض للبنية التحتية الرقمية بالمنطقة

 توسع كبير في إنشاء مراكز البيانات بالإمارة
توسع كبير في إنشاء مراكز البيانات بالإمارة
 «دبي للإنترت» مهدت الطريق لاقتصاد رقمي ديناميكي
«دبي للإنترت» مهدت الطريق لاقتصاد رقمي ديناميكي

أكد مسؤولون بارزون في شركات تكنولوجيا عالمية كبرى أن دبي نجحت في غضون عقدين فقط في التحوّل من مستضيفة لأول مركز بيانات في المنطقة لتصبح اليوم القلب النابض للبنية التحتية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأكد المسؤولون في تصريحات لـ«البيان» أن دور مراكز البيانات في الإمارة لم يعد يقتصر على الاستضافة التقنية، وإنما باتت تؤدي دوراً حيوياً كمحرّك للنمو الاقتصادي، وتمكين بيئات رقمية مبتكرة تدعم الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وخدمات المدن الذكية.

ناريش سينغ: توافر الكفاءات وجاذبية بيئة الأعمال والتركز العالي للشركات الدولية رسّخ دبي وجهة رائدة لمراكز البيانات
ناريش سينغ: توافر الكفاءات وجاذبية بيئة الأعمال والتركز العالي للشركات الدولية رسّخ دبي وجهة رائدة لمراكز البيانات

وقال ناريش سينغ، المدير الأول والمحلل في شركة جارتنر: «لطالما شكّل توافر الكفاءات المؤهلة وبيئة الأعمال الجاذبة، إلى جانب التركز العالي للشركات الدولية، عوامل رئيسية جعلت من دبي وجهة رائدة لمراكز البيانات».

وأضاف سينغ: «تحتضن الإمارة مجموعة من أكبر مشغلي الحوسبة السحابية في العالم، فضلاً عن مراكز البيانات العالمية، إذ اتخذت هذه الأخيرة من دبي مقراً لمكاتبها الإقليمية ومراكز عملياتها في الإمارة، التي تعتبر العاصمة التجارية للمنطقة، كما أنها تعد بوابة للشركات العالمية الراغبة في إطلاق خدماتها على امتداد منطقة الشرق الأوسط».

وتوقع سينغ أن تحافظ دبي على مكانتها البارزة مقراً أساسياً لمراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لاسيما مع ما تتمتع به من عوامل جذب للشركات العالمية والتسهيلات التي توفرها، كما تتميز دبي كذلك بتفوقها على العديد من المدن الإقليمية في معايير اختيار مواقع مراكز البيانات، بما في ذلك البنية التحتية المتطورة، وسهولة الوصول الدولي، وتوافر خدمات الاتصالات الموثوقة، ما يجعلها الخيار الأبرز لتلك الشركات.

وليد يحيى: مراكز البيانات تؤدي دوراً محورياً في دعم النمو الاقتصادي وتمكين بيئات تساعد المؤسسات على الابتكار
وليد يحيى: مراكز البيانات تؤدي دوراً محورياً في دعم النمو الاقتصادي وتمكين بيئات تساعد المؤسسات على الابتكار

التحول الرقمي

بدوره، قال وليد يحيى، مدير عام شركة دِل تكنولوجيز في منطقة الخليج: «برزت دولة الإمارات خلال العقد الماضي بوصفها مركزاً رائداً عالمياً في مجال التحول الرقمي، مدفوعة برؤية استراتيجية تهدف إلى بناء بنية تحتية متقدمة لمراكز البيانات تدعم الابتكار، والنمو الاقتصادي، والاستدامة، فمراكز البيانات في الإمارة لم تعد مجرد أصول تقنية، وإنما أصبحت ركائز أساسية تمكّن دبي ودولة الإمارات بشكل عام من التقدّم نحو مستقبل ذكي وآمن ومستدام».

وذكر يحيى أن مراكز البيانات تؤدي دوراً محورياً في دعم النمو الاقتصادي من خلال تمكين بيئات رقمية تساعد المؤسسات على الابتكار وتحسين الكفاءة التشغيلية وفتح مصادر جديدة للإيرادات.

وأضاف: «من نماذج مراكز البيانات الأولى التي كانت تركز على الاستضافة المشتركة، إلى المرافق الضخمة الحديثة (Hyperscale)، تطوّرت مراكز البيانات في الإمارات بشكل مستمر لتلبية متطلبات بيئة رقمية تتسم بالترابط المتزايد، وتدعم شركة «دِل» هذا التطور من خلال تسريع استعادة البيانات، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وتمكين عمليات تتماشى مع المعايير البيئية العالمية».

وأشار يحيى إلى أن الإمارات تدرك أهمية مراكز البيانات بوصفها ركائز لتعزيز المرونة الاقتصادية والتقدم الرقمي، من خلال دعم الاتصال، والتوسع، والاستدامة، والأمن، وتسهم حلول «دِل» في تعزيز رؤية الدولة وترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للتكنولوجيا.

ريمون خوري: إنشاء دبي أول مركز بيانات بالمنطقة قرار ثوري وفر بنية حيوية لترسيخ الإمارة منارة للابتكار والتحول الرقمي
ريمون خوري: إنشاء دبي أول مركز بيانات بالمنطقة قرار ثوري وفر بنية حيوية لترسيخ الإمارة منارة للابتكار والتحول الرقمي

قوة رقمية عالمية

من جانبه، قال الدكتور ريمون خوري، الشريك المؤسس في «آرثر دي ليتل» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «مع مطلع الألفية، وبينما ترددت دول عديدة في الانطلاق بالمسيرة الرقمية، اتخذت دبي إجراءات حاسمة بإطلاق مدينة دبي للإنترنت، أول منطقة حرة للتكنولوجيا في المنطقة، وقد نجحت هذه الخطوة الجريئة في اجتذاب كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، ومهدت الطريق لاقتصاد رقمي ديناميكي، وكانت الشراكة التعاونية لدبي مع شركة «آي بي إم» لإنشاء أول مركز بيانات في المنطقة قراراً ثورياً، إذ وفرت البنية التحتية اللازمة للشركات لإدارة بياناتها بأمان ودعم نموها التكنولوجي».

وتابع خوري: «لم تقتصر هذه المبادرة على البنية التحتية فحسب، بل امتدت إلى تعزيز منظومة بيئية قادرة على دعم المشهد الرقمي المزدهر، وأظهرت الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتنفيذ الاستراتيجي المتميز لمعالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، فهماً عميقاً للدور المحوري للتكنولوجيا في التقدم الاقتصادي، ومن خلال مواءمة دبي بشكل استباقي مع الثورة الرقمية، رسّخا مكانة الإمارة قائدة لا تابعة في مشهد تكنولوجي سريع التطور».

وأشار خوري إلى أن إطلاق خدمة الاستضافة الإلكترونية، التي كانت الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، أظهر التزام دبي بالابتكار، فقد زوّدت الشركات بالأدوات اللازمة لتعزيز كفاءاتها التشغيلية، وبشّرت بعهد جديد من التقدم التكنولوجي في المنطقة، ما يعكس نهجاً ثاقباً للتنمية الاقتصادية.

وذكر خوري أن مبادرات دبي الجريئة لم تحقق نتائج اقتصادية باهرة فحسب، بل ألهمت أيضاً دولاً حول العالم لتبني استراتيجيات رقمية جريئة، وقد أرسى الموقف الاستباقي للقيادة سابقة مؤثرة في كيفية تكيف الحوكمة مع التغيرات التكنولوجية، ما دفع دبي لتصبح منارة للابتكار والتحول الرقمي.

وأضاف: «تؤكد هذه المسيرة المحورية أن نهج القيادة الثاقبة لدبي بات يمثل نموذجاً يحتذى للمدن والدول حول العالم، يحثها على تبني التغيير بشجاعة وطموح، فالنموذج القيادي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بات يشكل مصدر إلهام للقادة الطموحين حول العالم للتفكير بجرأة لإحداث التغيير وتعزيز مسيرة التنمية والمضي قدماً في التحول الرقمي».

مروان زين الدين: دبي تبرز بسرعة كمركز للبنى الرقمية المتقدمة برؤية قيادتها وسياساتها وتشريعاتها الداعمة للأعمال
مروان زين الدين: دبي تبرز بسرعة كمركز للبنى الرقمية المتقدمة برؤية قيادتها وسياساتها وتشريعاتها الداعمة للأعمال

المواهب التقنية

وقال مروان زين الدين، المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي» في الإمارات: «تبرز دبي بسرعة كمركز رئيسي للبنية التحتية الرقمية المتقدمة، مثل مراكز البيانات، وذلك بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، والسياسات الداعمة للأعمال، والإطار التنظيمي القوي».

وأضاف زين الدين: «تمتاز الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، بالموقع الجغرافي الاستراتيجي والقدرة على جذب أفضل المواهب التقنية العالمية، ما يجعلها في موقع مثالي لتحقيق الريادة في عصر الذكاء الاصطناعي، وإننا في «إس إيه بي» نلحظ زخماً واضحاً بين عملائنا في دولة الإمارات، حيث وضع العديد منهم الأسس للتحول الرقمي، والاستفادة من الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتسريع الابتكار وضمان استدامة عملياتهم والدفع نحو النمو المستدام».

جاد حداد: دبي تمضي قدماً لترسيخ مكانة متميزة كمصدر رئيسي للخدمات الرقمية
جاد حداد: دبي تمضي قدماً لترسيخ مكانة متميزة كمصدر رئيسي للخدمات الرقمية

رؤية مستقبلية

وقال جاد حداد، رئيس Quotient - وحدة الذكاء الاصطناعي لدى شركة أوليفر وايمان: «أسهمت دبي في تشكيل ملامح العصر الرقمي في المنطقة، ومنذ قفزتها المبكرة بإطلاق أول مركز بيانات في المنطقة بالشراكة مع شركة «آي بي إم»، أظهرت دبي نهجاً جريئاً ورؤية مستقبلية في تطوير البنية التحتية الرقمية.

وقد مهدت هذه الخطوة الريادية في عام 2001 الطريق أمام أحد أسرع الاقتصادات الرقمية نمواً في العالم».

وأضاف: «من خلال إنشاء قدرات استضافة محلية مبكراً، مكنت دبي الشركات من تقليل اعتمادها على الخوادم الخارجية، ما أسهم في تسريع التحول الرقمي في المنطقة، ودعم نشوء قطاعات رئيسية، مثل التجارة الإلكترونية، والتكنولوجيا المالية، والإعلام، وخدمات المدن الذكية».

وتابع حداد: «ما يواصل تميّز دبي هو تقاطع مجموعة من المزايا الفريدة: موقعها الجغرافي الاستراتيجي، واتصالها الواسع عبر كابلات الألياف البحرية العالمية وشبكات محلية قوية، وتوفر طاقة موثوقة وبتكلفة تنافسية، إلى جانب الطلب المرتفع والمتنامي الناتج عن بيئة أعمال حيوية ومتنوعة».

وأكد حداد أن مراكز البيانات هنا لم تعد مجرد بنى خلفية، بل يُنظر إليها كعناصر أساسية في تمكين النمو الاقتصادي وتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي، ومع دخول استثمارات كبرى حيّز التنفيذ، تمضي دبي قدماً لترسيخ مكانة متميزة كمصدر رئيسي للخدمات الرقمية، كما باتت نموذجاً عالمياً يُظهر كيف يمكن للبنية التحتية والابتكار والطموح أن تتكامل لتغذية اقتصادات المستقبل.

ولفت حداد إلى أن مراكز البيانات لم تعد اليوم مجرد منشآت تقنية، بل أصبحت محركات اقتصادية تمكّن استراتيجيات بيانات متقدمة، وتوفّر قدرات حوسبة عالية الكفاءة، وتدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

الإمارات تمتلك أكبر عدد لمراكز البيانات القائمة بالمنطقة

أكدت دراسة حديثة لبنك الإمارات دبي الوطني أن دولة الإمارات تمتلك أكبر عدد من مراكز البيانات القائمة بالفعل في المنطقة، وهو 35 مركزاً (منها 18 مركزاً في دبي و16 مركزاً في أبوظبي، ومركز واحد في الفجيرة) مقارنة بـ12 مركزاً في عُمان، و11 مركزاً في السعودية.

ويجري حالياً إنشاء 11 مركز بيانات جديداً في الإمارات بقيمة 3 مليارات دولار، ومن المتوقع اكتمالها بحلول عام 2026، إضافة إلى ذلك، هناك 6 مراكز بيانات في مرحلة ما قبل التنفيذ (التخطيط)، بقيمة 41 مليار دولار؛ 40 مليار دولار منها مخصصة لمركز G42 الإماراتي الأمريكي للذكاء الاصطناعي. (دبي - البيان)

اقرأ أيضاً:

دبي الأولى عربياً وآسيوياً والرابعة عالمياً في مؤشر IMD للمدن الذكية 2025

دبي تستهدف زيادة الطاقة الاستيعابية لمراكز البيانات 5 أضعاف

الإمارات في الصدارة .. سيطرة عربية على أسرع إنترنت في العالم

دبي تعزز مكانتها مركزاً عالمياً للتكنولوجيا والابتكار

البنية التحتية الرقمية.. تجربة تنموية كتبت شهادة تفوق الإمارات

دبي تدشّن مبادرة تطوير القنوات الرقمية المشتركة بسبع منصات موحّدة وتخصصية