أطلقت «دبي القابضة» النسخة الثانية من برنامج «ابتكر من أجل الغد» لدعم الشركات ذات النمو السريع وتعزيز التحول نحو اقتصاد دائري مستدام، بما يرسخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للابتكار والاستدامة.

النسخة الجديدة تقدّم برنامجاً تدريبياً مدته 12 أسبوعاً مع جوائز بقيمة 850 ألف درهم.

هدى بوحميد

وقالت هدى بوحميد، الرئيس التنفيذي للتسويق والاستدامة للمجموعة في «دبي القابضة»: «يهدف البرنامج إلى ترجمة الأفكار الريادية والمبتكرة إلى تجارب ناجحة على أرض الواقع، ويدعم مسيرة تحوّل دولة الإمارات العربية المتحدة نحو اقتصاد دائري، عبر تمكين الشركات ذات النمو السريع التي تسعى إلى إحداث فرق جذري في عمليات إنتاج الموارد واستهلاكها وتجديدها ضمن القطاعات الاقتصادية الحيوية في الدولة».

ونستمر في قبول طلبات المشاركة في نسخة عام 2025 حتى يوم 25 من شهر نوفمبر الجاري، علماً أن نسخة هذا العام قد تحوّلت من صيغة مسابقة تنافسية إلى برنامج متكامل لتعزيز أثر الشركات ذات النمو السريع، ونقدّم من خلالها برنامجاً تدريبياً متنوّعاً لمدة 12 أسبوعاً، يتيح للمشاركين النهائيين الحصول على التوجيه والإرشاد والتدريب من الخبراء والوصول إلى شبكات المستثمرين، بما يدعم مسيرة نموّهم، بدءاً من مرحلة طرح الأفكار الأولية وصولاً إلى مرحلة تنفيذها على أرض الواقع.

كما أن قيمة الجوائز النقدية باتت أكبر هذا العام، حيث سيتشارك الفائزون في المراكز الأولى والثانية والثالثة جوائز نقدية إجمالية بقيمة 850 ألف درهم.

وعن الدعم الذي تقدّمه «دبي القابضة» للفائزين لمساعدتهم على ترجمة أفكارهم الريادية إلى مشروعات قابلة للتطبيق ضمن منظومة أعمالها المتكاملة، وما إذا كان هناك أي التزام بتبنّي الحلول الناجحة ضمن الشركات التابعة للمجموعة، قالت بوحميد: «نتعاون طوال مدة برنامج تعزيز الأثر بشكل وثيق مع مجموعة مختارة من الشركات ذات النمو السريع، حيث نعمل على بلورة الحلول وترجمتها من أفكار أولية إلى مشروعات قابلة للتنفيذ يسهل دخولها إلى الأسواق.

وفي نهاية المطاف، تحصل شركة واحدة ذات نمو سريع على التمويل اللازم لتنفيذ مشروعها التجريبي وإثبات جدواه الاقتصادية ضمن منظومة أعمالنا الواسعة.

وأذكر هنا على سبيل المثال شركة «أوثالو» النرويجية ذات النمو السريع الفائزة بالمركز الأول في نسخة العام الماضي، التي تعمل اليوم على إنشاء مركز تعليمي رائد متعدّد الأغراض في «ذا جرين بلانيت دبي» مصنوع بالكامل من البلاستيك المُعاد تدويره.

ونعمل أيضاً مع الشركتين الفائزتين بالمركزين الثاني والثالث في نسخة العام الماضي، وهما «ذا سيربلس»، التي تتيح للشركات تبادل الفائض من المواد والموارد للحد من النفايات، التي أصبحت من شركاء «دبي القابضة» اليوم، و«ميدوري نتوورك»، التي تحوّل المخلّفات البلاستيكية إلى مواد بناء، التي تعمل حالياً على تطبيق حلّها المبتكر ضمن منظومة أعمالنا».

مجالات حيوية

نجحت دبي القابضة في استقطاب مشاركين من 31 دولة في النسخة الأولى من البرنامج، وهذا العام تواصل السعي إلى استقطاب الشركات ذات النمو السريع القادرة على إحداث فرق إيجابي ملحوظ في ممارسات الاستهلاك ومفهوم السلوك المسؤول وعمليات الإنتاج ضمن القطاعات الرئيسية في «دبي القابضة»، بما يدعم مساعي إمارة دبي للتحوّل نحو اقتصاد دائري.

وانطلاقاً من ذلك، تقول بوحميد: «قمنا بتحديد ثلاثة مجالات تركيز فرعية حيوية؛ هي فقدان الغذاء وهدره، وإعادة تدوير الموارد وتجديدها، والابتكار الرقمي من أجل الاستدامة.

ويشمل ذلك كل شيء، بدءاً من أنظمة الغذاء والتعبئة والتغليف وصولاً إلى مخلّفات أعمال البناء والأجهزة الإلكترونية».

شراكات رائدة

أما عن تعاون دبي القابضة في نسخة هذا العام مع حاضنة الأعمال in5 التابعة لمجموعة تيكوم، ومدى إسهام مثل هذه الشراكة في تمكين رواد الأعمال وتوفير البيئة المثالية لدعم الشركات ذات النمو السريع، فقالت هدى بوحميد: «تسهم شراكتنا الرائدة مع حاضنة الأعمال in5 التابعة لمجموعة تيكوم في توافق أعمالنا ومبادراتنا الاستراتيجية مع مجموعة بارزة تلعب منذ أكثر من عقد من الزمن دوراً محورياً في تعزيز منظومة ريادة الأعمال في دبي والارتقاء بها.

ونسعى من خلال هذه الشراكة إلى الاستفادة من خبرات حاضنة الأعمال in5 الواسعة لتعزيز نطاق عمل الشركات ذات النمو السريع في شتى المجالات، كي يتمكّن المشاركون من الاستفادة من برنامج متكامل يهدف إلى تعزيز نمو أعمالهم ويجمع بين التوجيه والإرشاد والتدريب العملي».

وختمت بوحميد حديثها قائلة: «يسهم برنامج «ابتكر من أجل الغد» في الارتقاء بمنظومة ريادة الأعمال في دولة الإمارات ودفع عجلة الاقتصاد القائم على الابتكار، كما يساعد على دعم رواد الأعمال المحليين وتمكينهم من توسيع نطاق أعمالهم، في ظل استقطاب ألمع المواهب والحلول ذات الأثر الملحوظ من حول العالم.

ومن شأن ذلك أن يسهم بدوره في مضاعفة ثقة المستثمرين بقطاع ريادة الأعمال في دبي وترسيخ مكانتها وجهة عالمية رائدة للاستثمار الأجنبي المباشر».