صبحة الراشدي

صبحة الراشدي

أرشيف الكاتب

  • الفرس الجموح 21 فبراير 2024
    تعلمت كيف أسابق الزمن، على رغم أنني لا أعشق وتيرة السباق، باستثناء الشعور الخاص عندما أضع اللجام على ذلك السرج، وبطرف أصابعي أحكم وثاقه وأحكم قبضته، وأطلق العنان لذلك الرسن وتلك الشكيمة، وفي كثير من الأحيان دون اللجام، أو عروة توثق أطرافها
  • أطبقت المياه على عنقي، تقدمت حتى طوَّقت بكفيها وجهي، تسللت إلى عنقي ثم دفنت أوراقها في أعماق صدري، ثم فكرت إن كان هناك شيء ما أود أن أقوله، فلم أجد رغبة في نقاش أصم. اكتفيت ببلاغة الصمت الجميل، بعد أن غرقت الكلمات في صدري بين تيارات
  • عصا الجولف 23 يناير 2024
    استلمت اليوم مفتاح شقتي، بعد اجتيازي سلسلة من الاختبارات التي استمرت لمدة عام كامل. وبعد ذلك الاستقصاء الممل والجدال الطويل لمدة، حقيقة، لا يستوعبها العقل ولا يدركها المنطق، وخاصة مع تلك الدراسات وذلك التحري الذي يتمحور حول عنوان واحد: «من
  • ما زلتُ أذكر ذلك اليوم، حان وقت صلاة الفجر وصوت المنبّه من جديد ما زال حسب التوقيت المحلي لمدينتنا الحبيبة أبوظبي. أما عن المنبّه الآخر فحسب توقيت مدينة كليفلاند الأمريكية، ما زالت لا تعترف به. وما أن انتهينا من وردنا حتى فتحت لها الشرفة
  • عبر أثير الإذاعة الفرنسية الدولية «إر إف إي RFI» كان لي حوار منفرد، ومختلف عن غيره، له من المواصفات ما قد يجعله الأول من نوعه في تاريخ الإذاعة الفرنسية. كان مضمونه تلخيص الفكر السياسي والثقافي والأدبي لأهم شخصيات يذكرها التاريخ، وبعد
  • الولاء للقادة 25 يوليو 2023
    أحمل أوراقي في يدي، وأنا على عجلة من أمري عند تلك المنصة الكبيرة المؤدية إلى إحدى أهم القاعات «جرعات وطنية»، هكذا كان اسمها في إحدى أهم الدول، التي تدعم تثمين المأثور الثقافي لكل دول العالم، وتبرزه بأساليب وتقنيات علمية متطورة. تعقد هذه
  • ما زال في يدي ذاك المغلف، وما زلت أطل من تلك النافذة العتيقة، التي تكسوها زهور النرجس، هجرت ما في يدي من مظاريف، واكتفيت بمغلف واحد عليه رسالة واحدة بصفحة واحدة،
  • زهور النرجس 23 مايو 2023
    يولد النجاح من رحم المعاناة، هكذا يقال.. ولست على يقين بمدى صحة هذه العبارة، ولكن أحياناً نشعر بها عندما نحقق ذلك النجاح الساحق، الذي كنا نسعى إليه، وكأننا وصلنا إلى قمة ذاك الجبل المتفاوت بين علو وارتفاع بمنحدر واحد أو حتى بلا منحدر،
  • العروس الصماء 24 أبريل 2023
    هنا كان مكاني، في الطرف الأيمن لتلك القاعة الصماء، بين ضلعي زاوية ضيقة التجأت كالذي يلتجئ إلى سرب ويختفي فيه؛ رغم ذاك الصخب كان هناك نقاش أصم لا يسمع ولا يقرأ ولا أثر له، حاولت أن أصغي إليهم وباهتمام بالغ، وأن أضفي بريقاً على حديثهم، لعلي
  •  افترقت عن الجميع بعد أن مالت قـدماي في خلوة يعشقها قلبي على انفراد بيني وبين من يهواها فؤادي؛ من أجلها أقدم على ركوب المخاطر ولا أبالي، وإن بلغت القلوب الحناجر فأنا لها. خيطت قـدماي، وتقاطرتا كخيط الإبل تتابع في درب لا أجهلها، بل غيباً
  • كانت تكسو ذلك الجسد الذي لا يعتريه الخوف، ولا يعرف كيف يرتعد، بدلة عسكرية، اصطفت عليها النجوم الواحدة تلو الأخرى متزاحمة، لتبرز كل منها مكانتها على ذينك المنكبين، وتترصع خلف كل واحدة عبر رسائل وسيناريوهات وقصص يسردها التاريخ، وبطبيعة الحال
  • عبر مقطورةٍ هاربةٍ، أهْرَعُ في عَدْوي إليها بين عَثَرات متكررة أفقدتني توازني، أزلُّ مكباً على وجهي في كُل مرة، وتتعرقل خطواتي حتى ظننتُها تسرق أيامي! في أول الأمر،
  • الطفلة الكبيرة 13 مارس 2023
    رأيتها رأي العين وكأنها تناجي القمر، «المحور الثالث وشاهد العيان على ولادة يوم جديد». دار حديث أصم بيني وبين السيدة «ماريا»، جدال لا صوت ولا وجه له، حروب دامية اشتعلت بلا نيران أو مدافع، كأن كل أنواع الأسلحة تجمعت من دون حساب فجأة في ساحة
  • المقطورة الأخيرة 28 فبراير 2023
    خمس ساعات تفصلني عن السواحل الزرقاء، المطلة على البحر الأبيض المتوسط.. تمتد على طول الخلجان والجزر ولها شواطئ ذهبية. تشكيلة من الألوان الرائعة مما يبحر بك بعيداً في عالم يشعرك بأنه افتراضي. امتطيت ذاك القطار الليلي الذي يأخذني من باريس إلى
  • بدأ جرس المنبه يرن الساعة السابعة صباحاً، لم يكن استيقاظها صعباً، بل اعتادت الاستيقاظ على سيمفونية «ضوء القمر» لبيتهوفن، سيمفونية جميلة، تشعرك بضوء القمر، وإن لم يكن كذلك. هذا المخدع الأخير الذي لم أتطرق إليه. لماذا؟ لا علم لي! قد يكون
  • «لم تكن عواطفي جميعها سوى مقدمة أودعتها لهذا الشغف!» أونوريه دي بلزاك «لم أحبّك كشخص فقط، بل أحببتك كوطن لا أريد الانتماء لغيره» هكذا كانت غيبوبة شاعر المرأة نزار قباني، وهناك أيضاً من يشاركه تلك الفلسفة أمير الرواية الفرنسية «أونوريه دي
  • «علينا ألا نحجب النظر عن جمال الكلمة ومتعة تأمل مفرداتها.. هكذا نكون مُجرّدين من أي أسلوب أو خطاب مُبتذَل»   وضع الروائي الفرنسي جان كوكتو كل مفاتيح الحجرات السرية في حياته على المنضدة أمامه وبدأ اعترافاته، قال: «حينما أفرغ من كتابة أي عمل
  • «رسائل وعَلامَات تتراءى لنا، تخاطراً أو استبصاراً، على نحو قد نراه صدفة أو مشابهة أو حتى مفارقة!» كتب طه حسين إلى زوجته سوزان يقول: «بدونك أشعر بأني أعمى حقاً. أما وأنا معك، فإني أتوصل إلى الشعور بكل شيء، وأني أمتزج بكل الأشياء التي تحيط
  • انطويت إلى فراشي بعد أن شاهدت أفول قمرٍ يتوارى أمام نافذتي، لا أنكر أن عزفها شاركني منامي فما استيقظت إلا وعيناي ترقبان النافذة.. أسدل الستار عن تلك النافذة ورفع الستار عن نافذة أخرى.. أخذت نفساً عميقاً.. أرهقني ذلك المبنى. أما عن هذه
  • المبنى العتيق 16 يناير 2023
    المخزون العاطفي في دواخلنا باستطاعته استيعاب جمال الحياة وصخب الوجدان. ما زلت أذكر تلك الزاوية المهجورة، والأصوات الشائكة والخطوات المتداخلة، والأعين الجاحظة، ذاك الضجيج والعزف الغريب، وبين هذا وذاك صوت يملأ القلب سعادة. أثارني وأدخل