الآلاف يتدفقون إلى شوارع دكا ويقتحمون المبنى الأكثر حماية في البلاد
استقالة رئيسة وزراء بنغلاديش والجيش يبحث تشكيل حكومة مؤقتة
بعد أسابيع من الاحتجاجات ضد نظام الحصص في الوظائف الحكومية التي تحولت إلى أعمال عنف وشكلت أكبر تحد لحكمها الذي دام 15 عاماً، استقالت رئيسة وزراء بنغلاديش، الشيخة حسينة، أمس، وغادرت البلاد بعد سقوط مزيد من القتلى في أعمال عنف تعتبر الأسوأ منذ إعلان استقلالها قبل أكثر من 5 عقود.
وقال قائد جيش بنجلاديش، الجنرال واكر الزمان، في خطاب بثه التلفزيون، إن رئيسة الوزراء استقالت من منصبها، وإنه سيجري تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد.
وأوضح قائد الجيش، أنه أجرى محادثات مثمرة مع زعماء جميع الأحزاب السياسية الرئيسية التي دعاها، وأنه سيلتقي قريباً بالرئيس محمد شهاب الدين لمناقشة الخطوات المقبلة. وقال الزمان الذي تولى قيادة الجيش في 23 يونيو الماضي، إن البلاد تمر بفترة ثورية، مضيفاً: «أعدكم جميعاً بتحقيق العدالة في جميع جرائم القتل والظلم..
ونطلب منكم أن تثقوا في جيش البلاد.. أتحمل المسؤولية كاملة وأؤكد لكم أن أملكم لن يخيب، أطلب منكم جميعاً أن تتحلوا بالصبر قليلاً، وأن تمنحونا بعض الوقت وسنتمكن معاً من حل جميع المشاكل.. من فضلكم لا تعودوا إلى مسار العنف وعودوا إلى الوسائل السلمية غير العنيفة». وقال الجنرال وقار الزمان، إنه لن يتم إعلان حالة الطوارئ في البلاد طالما ساد الهدوء.
وذكرت تقارير إعلامية، أن حسينة غادرت مع شقيقتها إلى الهند في طائرة هليكوبتر عسكرية. وأفادت قناة «سي.إن.إن نيوز»، أن رئيسة وزراء بنغلاديش المستقيلة وصلت إلى مدينة أجارتالا عاصمة ولاية تريبورا في شمال شرقي الهند.
اقتحام مقر
وأظهرت لقطات تلفزيونية، تدفق الآلاف إلى شوارع العاصمة دكا وهم يرددون هتافات تعبر عن ابتهاجهم. واقتحم الآلاف مقر إقامة حسينة الرسمي، كما تجمعت الحشود في غرف الاستقبال بالمقر، وشوهد بعضهم يحملون أجهزة تلفزيون وكراسي وطاولات من المبنى الذي يعد من الأكثر حماية في البلاد.
وأظهرت اللقطات أيضاً متظاهرين في دكا يتسلقون تمثالاً كبيراً لزعيم الاستقلال الشيخ مجيب الرحمن، والد حسينة، ويشرعون في قطع رأس التمثال بفأس. وفي أعقاب أنباء استقالة حسينة، تعرضت العديد من مكاتب رابطة عوامي ومنازل قادتها في أنحاء دكا ومناطق أخرى، للهجوم وأعمال السلب والنهب. واقتحم آلاف المحتجين المقر الرسمي لرئيسة الوزراء في دكا، بعد أن أفادت تقارير بفرارها من البلاد.
وقتل 20 شخصاً على الأقل، أمس، بأعمال عنف جديدة في دكا، بعدما اقتحم المتظاهرون مقر رئيسة الوزراء الشيخة حسينة. وقال باكشو ميا مفتش الشرطة في مستشفى دكا: «لدينا 20 جثة»، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية. وتحدث شهود وشرطيون آخرون، عن وقوع مواجهات بين مجموعات متنافسة.
حظر تجول
وأعلنت الحكومة حظر التجول الشامل بدءاً من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي أول من أمس، وأعلنت عطلة عامة ثلاثة أيام بدأت أمس الاثنين.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن الهجمات وأعمال التخريب والحرق العمد استهدفت مباني حكومية ومكاتب حزب رابطة عوامي الحاكم ومراكز الشرطة ومنازل الممثلين العموميين مطلع الأسبوع. وجرى الإبلاغ عن أعمال عنف في 39 من أصل 64 مقاطعة في البلاد. وعلقت السكك الحديدية خدماتها وتوقف نشاط صناعة الملابس الضخم في البلاد.
وحذر مايكل كوغلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن، من أن رحيل حسينة سيترك فراغاً كبيراً، مضيفاً:
«إذا كان الانتقال سلمياً، مع تشكيل حكومة مؤقتة تتولى السلطة حتى إجراء الانتخابات، فإن مخاطر الاستقرار ستكون متواضعة والعواقب ستكون محدودة.. لكن إذا كان هناك انتقال عنيف أو فترة من عدم اليقين، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من زعزعة الاستقرار والمشاكل في الداخل والخارج».
اقرأ أيضاً:
الخارجية الأميركية تدعو إلى "الهدوء وضبط النفس" في بنغلاديش
استقالة رئيسة وزراء بنغلاديش ومغادرتها دكا