تعاملت دولة الإمارات مع جائحة «كوفيد 19» باحترافية عالية منذ ظهور الفيروس، بدءاً من تكوين فريق عمل للكوارث لإدارة الأزمة من متخصصين في مجالات الصحة والأمن، وكذلك التعامل مع الجائحة من خلال التعقيم والفحوصات وجلب الأدوية المخففة للمضاعفات لدى المصابين، إلى التجارب السريرية والمختبرية للقاحات المختلفة بطريقة كسبت ثقة المواطن والمقيم، حيث تم رفع العديد من الشعارات، منها حماية المجتمع تبدأ من نفسك وأن التطعيم هو الخيار الأول.
وأن علينا الحفاظ على مكتسبات الدولة وإنجازاتها، بأن على المواطن والمقيم أن يحمي نفسه وعائلته وأفراد مجتمعه ومن حوله باتباع إرشادات الدولة من كل الإجراءات الاحترازية، من تباعد ولبس الكمامات وأخذ اللقاح، وصولاً إلى إنشاء المستشفيات الميدانية، ومنها مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني بالشارقة لتقديم أفضل أنواع الرعاية الصحية لمرضى كورونا، وفق المعايير العالمية.
هذا ما كشفته جولة «البيان» صباح أمس في مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني بالشارقة، حيث وقفت على التجهيزات العالية التي صمم بها المستشفى من مناظر وصور جمالية تضفي الشعور بالطمأنينة والأمان لمرضى الجائحة، والتي يحسها المريض عند ولوجه إليه، إضافة إلى الأجهزة الحديثة والتقنيات التي زود بها المستشفى من مختبرات وأشعة وصيدلية، بخلاف الكادر الطبي والفني المؤهّل، ما جعل المستشفى يضاهي تلك المستشفيات الحديثة المنتشرة في كل مناطق الإمارات، حيث يخدم مرضى كورونا بأرقى المعايير.
جولة
بداية الجولة، كشف لنا علي عبدالله الكعبي من شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) العمليات بهمة عالية ونشاط، أن مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني في الشارقة يتولى دوراً مهماً في توفير أفضل أنواع مستويات الرعاية الصحية على مستوى الدولة لأفراد المجتمع بالشارقة المصابين بأمراض «كوفيد 19»، كما أن شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) أدخلت مستشفى الشارقة الميداني لخدمة المرضى والذي يمتد على مساحة 7.000 متر مربع ويضم 204 أسرّة، 48 منها مخصصة للعناية المركزة و156 للحالات المتوسطة والشديدة، كما يعمل بالمستشفى 75 طبيباً و231 ممرضة و44 فنياً وموظفاً صحياً مساعداً، حيث تم تزويده بأفضل التقنيات والأجهزة الحديثة التي تضاهي تلك الموجودة في المستشفيات داخل الدولة.
جهود
وخلال الجولة داخل العنابر والغرف التي صممت بصورة جيدة وزودت بأسرّة متناسقة، قال الكعبي: إن الإمارات بذلت جهوداً جبارة في التصدي للجائحة والسيطرة عليها من خلال سرعة الاستجابة وبناء المستشفيات الميدانية ومراكز التطعيم ومراكز المسح الوطني على مستوى الدولة، مبيناً أنه تم تجهيز المستشفى الميداني بأحدث الأجهزة الحديثة، منها أجهزة المختبر والأشعة وقسم الصيدلية، كما يستقبل المستشفى جميع المرضى المصابين بـ«كوفيد 19» ويقدم لهم الرعاية اللازمة من خلال التقنيات الحديثة التي زود بها والتي تساعد على الشفاء من المرض.
حرص
ودعا الكعبي كل المواطنين والمقيمين على أرض الدولة إلى ضرورة العمل بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية حتى نتمكن من التصدي للجائحة في أقرب وقت، مع الحرص على أخذ اللقاحات والتي تعد آمنة، والتي تم توفيرها مجاناً للمواطنين والمقيمين، مشيراً إلى أن الإمارات اتخذت خطوات فعّالة في سبيل القضاء على الفيروس للحيلولة دون انتشاره من خلال عدد من الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها وأوصت بها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، منها الإجراءات الوقائية العالية التي تم اتخاذها على المستوى الوطني التي كان لها أفضل الأثر في حماية المجتمع وضمان سلامته وأمنه الصحي، وبالتالي تصدر المراكز الأولى إقليمياً وعالمياً في التصدي لتلك الجائحة.
وقال الكعبي: إن هناك تعاوناً فعّالاً بين جميع أصحاب المصلحة في قطاع الرعاية الصحية في الدولة لمواجهة مختلف التحديات بشكل فعّال - خصوصاً – جائحة كورونا، حيث تسعى الجهات الحكومية والهيئات العامة والخاصة لتوحيد قواها باستمرار، وتعمل كنظام واحد متماسك يعطي الأولوية لصحة جميع المرضى وعافيتهم.
آلية
ثم اصطحبنا خلال جولة «البيان» عبد الرحمن ياسر فاروق ضابط شؤون المرضى بمستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني بالشارقة إلى قاعة تم تخصيصها للأطباء والممرضين، والتي من خلالها يتم متابعة المرضى وآلية سير العمل بالمستشفى، وأن كل طبيب مختص بمريض معين يتابع حالته من بداية دخوله إلى خروجه، كما أن كل مريض له آلية علاج معينة، ويتم منحه العلاج المناسب كل حسب حالته، شارحاً آلية العمل داخل المستشفى الميداني، حيث يتم استقبال المرضى أولاً من خلال مختصين يرحبون بهم ويشعرونهم بالأمان والطمأنينة، فيتم تقييم حالة المريض وتقييم الأجهزة الحيوية لأنشطة الجسم، وبناءً عليه يتم تحويله للعناية المركزة أو المبسطة والتي خصص لها 48 سريراً.
وأكد فاروق لـ«البيان» أن المستشفى تم تزويده بصيدلية حديثة تتوفر فيها كل أنواع العلاجات الخاصة بحالات «كوفيد 19»، إضافة إلى توفير كل المستلزمات الطبية والعلاجية، كما يعمل بها عدد كبير من الصيادلة الفنيين، إضافة إلى قسم الأشعة والذي تتوافر فيه أجهزة حديثة تمكن من التشخيص الدقيق للصدر والرئتين.
24
من جهته، أكد عمر شعبان صيدلي مبتعث من مستشفى العين للعمل بمستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني ومسؤول الصيدلية خلال زيارة «البيان» أنه باشر في العمل منذ قرابة الشهر، كما أن الصيدلية تقدم الخدمات للمرضى على مدار 24 ساعة سواء الحالات الحرجة أم خلافه، كما تحوي مختلف أنواع العلاجات المختصة بعلاج «كوفيد 19»، إضافة إلى صيادلة أكفاء من أصحاب الخبرات، يدققون في العلاجات والوصفات التي تمنح للمرضى، ومن ثم يتواصلون مع الأطباء في حال وجود أي تعارضات دوائية تتعارض مع حالة المريض، كما يتم تجهيز الأدوية وإرسالها للمريض في وقت قياسي، لافتاً إلى أن كل الوصفات الطبية التي تكتب للمرضى يتم متابعتها من قبل الصيادلة على مدار اليوم.
وخلال زيارة «البيان» للمختبر الحديث الذي بداخل المستشفى، أكد سيد محمد شعيب مدير المختبر في مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني أن المختبر يستقبل العينات وفق أحدث الأجهزة الحديثة والتي تظهر النتائج خلال ساعة أو ساعتين، ومن الأجهزة الحديثة، جهاز قياس الأكسجين في الدم لمرضى العناية المركزة وجهاز فحص البول.
ريادة
لفت علي الكعبي إلى أن «صحة» تواصل مساهمتها في ريادة جهود دولة الإمارات لمكافحة «كوفيد 19»، ويشمل ذلك إنشاء مراكز للفحص والتطعيم من المركبة في جميع أنحاء الإمارات وتقديم عدد من المبادرات المصممة لتلبية احتياجات جميع شرائح المجتمع، ويشمل ذلك العيادة الخارجية الافتراضية وخدمات توصيل الأدوية، إضافة إلى قيادة إطلاق برنامج التطعيم الوطني.
اقرأ ايضاً
عجمان.. حالات شفاء مرتفعة للمصابين بالفيروس
مستشفيات محمد بن زايد الميدانية جاهزية عالية لمحاصرة «كورونا» بمعايير عالمية






