قد لا تكون صحارى المريخ الحمراء القاحلة خالية من الأسرار كما تبدو، حيث كشفت صور لناسا عن تكوينات هرمية ضخمة وأشكال هندسية دقيقة للغاية، أثارت جدلاً واسعاً بين العلماء والباحثين حول طبيعة هذه المعالم الغريبة.
من المدهش أن بعض هذه الأهرامات المريخية تظهر أكبر بكثير من أهرامات الجيزة في مصر، التي تُعدّ أعجوبة هندسية على الأرض. بينما يبلغ ارتفاع الهرم الأكبر في الجيزة حوالي 146 مترًا، تصل بعض الأهرامات المريخية إلى أكثر من 3200 قدم (حوالي 975 مترًا)، بعرض يقارب 10000 قدم (حوالي 3 كيلومترات)، ما يجعلها ضخمة للغاية مقارنة بأي بناء بشري معروف. ومع ذلك، يجب التوضيح أن هذه الأرقام تستند إلى الصور الفضائية، ولا تعني بالضرورة أن هذه التكوينات من صنع حضاري.
من أبرز هذه المعالم ثقب المفتاح في جبال المريخ، الذي التقطته مركبة الاستطلاع المريخية المدارية عام 2011. يتميز بهيكل قاعدة إسفينية وقبة مستديرة، ويصفه الباحث جورج جيه هاس، مؤسس معهد سيدونيا، بأنه يشبه مقابر كوفون القديمة في اليابان. هاس يرى أن التناسق الهندسي مذهل ولا يبدو طبيعيًا بالكامل، وفقًا لموقع DailyGalaxy.
في عام 2002، أظهرت صور حوض أرجير ما أصبح يُعرف باسم نقش الببغاء، وهو تكوين يشبه طائرًا كاملًا مع منقار وجناحين وريش مفصل. حتى الخبراء البيطريون أكدوا دقة التفاصيل، لكنها قد تكون حالة باريدوليا، أي ميل الدماغ لرؤية أشكال مألوفة في التضاريس الصخرية.
صور مارينر 9 عام 1972 كشفت عن أهرامات ساجان في منطقة إليسيوم، والتي يبلغ ارتفاع بعضها أكثر من 3200 قدم. حتى كارل ساجان أقرّ بأن الرياح القوية قد تكون شكلتها، لكنه أشار إلى الحاجة لملاحظتها عن قرب للتحقق. يوضح هاس أن الأهرامات الطبيعية تميل إلى الشكل المخروطي، بينما الأهرامات المريخية تبدو حادة الحواف، مشابهة لأهرامات هندسية اصطناعية.
في منطقة نيبينثس مينساي، كشفت الهضاب الوعرة عن هيكل يشبه النجوم المتفجرة بخمسة أذرع ممتدة، يشبه حصون النجوم الأوروبية من القرنين السادس عشر والسابع عشر، ما أدهش هاس وأكد له وجود نمط هندسي غير عشوائي.
رغم جدلية هذه التفسيرات، يحذر معظم العلماء من أن الظواهر الجيولوجية الطبيعية مثل التعرية والانهيارات والنشاط البركاني يمكن أن تفسر هذه الأشكال. ومع ذلك، يصر هاس على أن المريخ قد يحمل آثارًا لأعمال هندسية قديمة. وقال لصحيفة ديلي ميل: "المريخ سيكون كنزًا من التكنولوجيا وأنواع المعلومات المختلفة".
مع خطط سبيس إكس لرحلات غير مأهولة عام 2026 ورحلات مأهولة بحلول 2029، قد تتاح للبشرية فرصة التحقق من هذه المعالم عن قرب، لمعرفة ما إذا كانت مجرد تشكيلات جيولوجية أو آثارًا محتملة لحضارة قديمة على الكوكب الأحمر.



