أثَر وتاريخ

«متحف موقع جميرا».. خاتم الأسد (4)

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد اكتشاف موقع جميرا الأثري بشارع الوصل في دبي عام 1969، على يد فريق الآثار من الجامعة الأمريكية في بيروت.

واكتشاف مدينة صغيرة تعود إلى العصر العباسي، استمر التنقيب من جديد عام 1973 مع فريق الآثار العراقي، واستخراج اللقى بعد حفريات عدة، ثم توقف العمل إلى عام 1993.

وهذه المرة مع فريق آثار محلي، وتم اكتشاف المزيد من المباني الأثرية وأدوات العيش المستخدمة، فكانت القطع المستخرجة تباعاً في ازدياد وتنوع، ليتم وضعها في متحف تم تصميمه وبناؤه بجانب الموقع، ويسمى متحف موقع جميرا الأثري.

أثارت بعض القطع الأسئلة حول ماهيتها واستخداماتها، وبالتالي النظريات الممكن طرحها حول تكوينها وجذورها، فكان لنا هذا الاستعراض لبعض القطع المختارة من المتحف.

تم تصنيف هذا الخاتم بعد العثور عليه في الموقع، في خانة الحلي والجواهر، وهو على شكل أسد مصنوع من النحاس، أما السؤال الذي يراود زوار المتحف، ماذا يعني خاتم الأسد؟

وماذا يعني لصاحبه؟ ففي كل العصور يرمز الأسد إلى القوة والقيادة، ويُعرف باسم ملك الغابة، بوصفه أشجع الحيوانات على الإطلاق، وترميزه هنا وارتداؤه يُشعر المرتدي بالنجاح والثقة بالنفس.

فكان أغلب من يرتديه الشخصيات القيادية في تاريخ الشرق والغرب، فنرى الأسد برأسه رمزاً مصوراً في رايات الحرب، أو منحوتاً على مقاعد الملوك وتيجانهم، كما يرتديه عامة الناس تفاؤلاً بحمل صفات الأسد من الكرم والشجاعة والسلطة والحماية.

أما هذا الخاتم النحاسي فغالباً يكون هذا الحجم والشكل للرجال، كما أن مادة النحاس متينة للغاية، ومهما تم استخدام النحاس طويلاً، فإنه يصمد بشكل جيد، ولعل الأوائل كانوا يرتدونه لوفرته، كما أنه كخام يعمل على تنشيط الدماغ، ويزيد من المناعة والطاقة، ويحسن الدورة الدموية وتوصيل الأكسجين.

هذه الامتيازات للنحاس معروفة لدى الشعوب القديمة، وبالتالي في أغلب حفريات العالم نجد الحلي من النحاس في مقدمة المعثورات.

 اقرأ أيضاً:

 
 
 
Email