أثَر وتاريخ

«متحف موقع جميرا».. حبات الخرز الملونة (3)

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد اكتشاف موقع جميرا الأثري بشارع الوصل في دبي عام 1969 على يد فريق آثار من الجامعة الأمريكية ببيروت، واكتشاف مدينة صغيرة تعود إلى العصر العباسي، استمر التنقيب من جديد عام 1973مع فريق الآثار العراقي واستخراج اللقى بعد حفريات عديدة، ثم يتوقف العمل إلى عام 1993، وهذه المرة مع فريق آثار محلي، ويتم اكتشاف المزيد من المباني الأثرية وأدوات العيش المستخدمة، فكانت القطع المستخرجة تباعاً في ازدياد وتنوع، ليتم وضعها في متحف تم تصميمه وبناؤه بجانب الموقع، ويسمى متحف موقع جميرا الأثري. أثارت بعض القطع الأسئلة حول ماهيتها واستخداماتها، وبالتالي النظريات الممكن طرحها حول تكوينها وجذورها، فكان لنا هذا الاستعراض لبعض القطع المختارة من المتحف.

يعتقد البعض أن ما نشاهد في الصورة هي القلائد أو الأساور، والحقيقة أنها ليست سوى حبات الخرز المكتشفة أثناء أعمال التنقيب في موقع جميرا الأثري، تم تنظيفها وتجميعها في خيوط بدت كقلائد وأساور، وذلك بهدف ترتيبها لكثرة أعدادها بعد استخراجها في مناطق متفرقة من الموقع.

وحسب نظرية الآثاريين واحتمالات الاستخدام، كانت لأغراض الزينة المختلفة، ونرى الأحجار وغير الأحجار مثل العقيق الأحمر، واللازورد، والمرجان، والصدف، والزجاج، والعظم، وعجينة صناعية، في أشكال هندسية دائرية ومربعة ومستطيلة ومكعبات، ومنها خرزات طولية تصل إلى أكثر من سنتيمترين، وقد ارتأى فريق الآثار تسمية هذه القطع بالخرزات، بسبب الثقوب الواضحة في كل قطعة باختلاف الأنواع كلها.

تعود حبات الخرز تاريخياً إلى القرن العاشر الميلادي، أي العصر العباسي. والجدير بالذكر أن الدولة العباسية إبان حكمها الطويل كانت تحكم منطقة سواحل الخليج كلها في تلك الفترة وضمن حدودها، وأخيراً تم تصنيف القطع بعد إخراجها من حفريات الموقع لتوضع في خانة الحلي والمجوهرات، وتسميتها بحبات الخرز، فكلها كانت مثقوبة.

Email