أثَر وتاريخ

«متحف موقع جميرا».. الملعقة البرونزية (١)

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد اكتشاف موقع جميرا الأثري بشارع الوصل في دبي عام 1969، على يد فريق الآثار من الجامعة الأمريكية في بيروت، واكتشاف مدينة صغيرة تعود إلى العصر العباسي، استمر التنقيب من جديد عام 1973 مع فريق الآثار العراقي واستخراج اللقى بعد حفريات عديدة، ثم توقف العمل إلى عام 1993 وهذه المرة مع فريق آثار محلي، وتم اكتشاف المزيد من المباني الأثرية وأدوات العيش المستخدمة، فكانت القطع المستخرجة تباعاً في ازدياد وتنوع، ليتم وضعها في متحف تم تصميمه وبناؤه بجانب الموقع، ويسمى متحف موقع جميرا الأثري.

أثارت بعض القطع الأسئلة حول ماهيتها واستخداماتها، وبالتالي النظريات الممكن طرحها حول تكوينها وجذورها، فكان لنا الاستعراض التالي لبعض القطع المختارة من المتحف.

كشفت أعمال التنقيب المختلفة في موقع جميرا عن عدد كبير من القطع الأثرية، ومنها هذه الأجزاء المكسورة المصنوعة من البرونز، ومعها الملعقة البرونزية والمزينة في مقبضها بالورود، وتبدو في حجمها بحجم ملعقة الحلوى بمقاييس اليوم، وليس بحجم ملعقة الطعام أو الشاي الصغيرة، لتبقى الملعقة بعد اكتشافها أقدم ملعقة في دبي.

والملعقة عبارة عن إناء صغير الحجم وبمقبض، توضع على المائدة بهدف نقل الطعام من الغناء إلى الفم مباشرة، وتصبح الملعقة الوسيط بين المائدة والمتناول كجزء من إعداد المكان.

استخدم المسلمون والعرب قديماً الملعقة للحساء، مثل كل الحضارات الأخرى، أما من النظريات المحتملة حول هذه القطعة بعد إيجادها، ولأنها ليست من الخشب أو الخزف، فإنها غالباً كانت مستخدمة في بيت الوالي المكتشف في الموقع، أو من استخدامات (الخان) أي الفندق، وربما أيضاً لبيوت علية القوم في الموقع نفسه.

ولعل القدماء علموا بأهمية البرونز في أواني الطهي لفوائدها الصحية، فالأواني المصنوعة منه تحسن عملية الهضم، وتعزز المناعة، إضافة إلى أنها لا تحتاج إلى تعليب، أما العيب الوحيد، فهي الطبقة الخضراء التي من الممكن أن تتشكل عليها بسبب تعرضها الطويل للرطوبة، لكنها تبقى آمنة أكثر من الأدوات الأخرى مثل النحاس والحديد والألمنيوم.

Email