« البيان » تفتح ملف تدخلات نظام الملالي في المنطقة والعالم (5)

يد طهران تزرع الفوضى والدمار في البحرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

(لمشاهدة ملف "إرهاب إيران" pdf اضغط هنا)

لم تكن التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي البحريني وليدة اللحظة، بل ترجع بواقعها الأسود والدموي لما قبل الثورة الخمينية، حيث سعى النظام الملكي في إيران وبمناسبات عدة لتدويل مزاعمه بشأن أحقية إيران بالبحرين وبالجزر التابعة لها، مع الادعاء الدائم أنها جزء لا يتجزأ من القطر الإيراني نفسه.

وتفاقمت هذه المساعي بشكل كبير مع انطلاق شرارة الثورة الخمينية العام 1979، حيث سعى النظام الإيراني وبتوجيه من الخميني، ومن بعده خامنئي، لوضع خطة عمل متكاملة تضطلع بها الأجهزة الرسمية، ووسائل الإعلام الإيرانية، والمنظمات الحقوقية التابعة لها خارج الحدود، لإحداث التوتر والقلاقل في البحرين، وخلق الأرضية الخصبة للتشطير المجتمعي والإرهاب المسلّح، وإيلام الاقتصاد، وهو ما حصل بالفعل، ولعقود.

واهتم النظام الإيراني بإذكاء الطائفية، ونشر مبادئ وأيديولوجية نظام الولي الفقيه، واستمر على ذلك من خلال علاقاته وصلاته الدولية الواسعة، والتي أوجدت جماعات، ومؤسسات، وأحزاب مذهبية ومرجعيات دينية تدين بالولاء لخامنئي ولا غيره، منها جمعية الوفاق المنحلة في البحرين التي يرأسها عيسى قاسم، وجمعية حق غير المرخصة والتي يرأسها حسن مشيمع، وحركة أحرار البحرين بلندن التي يتزعمها عضو حزب الدعوة سعيد الشهابي، وغيرهم.

واهتمت هذه الأحزاب الدينية الراديكالية في إشغال الدولة بالصراعات اليومية، من حرق الإطارات، إلى قطع الشوارع والطرق، واستهداف رجال الأمن، ونقاط التفتيش ومراكز الشرطة، وحرق الصرافات الآلية، واستهداف المقيمين، وغيرها الكثير، وبخطة عمل منظمة ومتناسقة، هدفها الأول والأخير استنزاف الاقتصاد وتركيع الدولة، وبإسناد مباشر من الحرس الثوري، والاستخبارات الإيرانية، والأجهزة المخابراتية التابعة لها في العراق ولبنان.

محاولة انقلابية

الإعلان الأول لإفشال حكومة البحرين محاولة قلب نظام الحكم كانت عام 1981، وهي تلك المحاولة التي خططت له ما أطلق عليها اسم الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين، وقد تبعتها محاولات أخرى أبرزها إعلان البحرين عام 1996 الكشف عن تنظيم سري باسم حزب الله تآمر لقلب نظام الحكم، وقد تلقى المتورطون في ذلك العمل الإجرامي تدريبات في معسكرات تابعة للحرس الثوري بطهران.

وخلصت نيابة الجرائم الإرهابية في البحرين حتى مارس 2016 التحقيق في 37 قضية إرهابية مرتبطة بعامي 2014 و2015، شملت تنفيذ تفجيرات والتخطيط لأعمال إرهابية واستدراج رجال الأمن وقتلهم، يتحمل مسؤوليتها جميعاً تنظيمات إرهابية مسلّحة تلقت تدريباتها العسكرية في إيران.

وترتكز التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني على مبدأ «تصدير الثورة» تحت المسمى التضليلي «المستضعفين في الأرض»، في حين تقوم آليات وركائز تنفيذ المشروع الإيراني على عوامل عدة منها: العوامل الجيواستراتيجية، بالنظر إلى أن إيران دولة بحرية تحاول الاستفادة من موقعها ومساحتها الجغرافية التي تتحكم بدورها في أحد أهم الممرات البحرية الحيوية في العالم، وليس في الإقليم فحسب.

ومن آليات وركائز تنفيذ مشروع الهيمنة الإيراني في المنطقة، الذي يتأكد يوماً بعد يوم مع تصاعد وتيرة ومظاهر التدخل الإيراني في البحرين، التركيز على البعدين القومي والطائفي الذي تبرر به إيران تدخلاتها في الإقليم ككل، وفي البحرين بشكل خاص، حيث ترى إيران ذاتها باعتبارها جزيرة فارسية ذات طابع خاص متميز وسط محيط عربي سني معاد ولم يكن رصيداً لها يوماً.

ميزانية عسكرية

وتنفق إيران 34% من إجمالي الميزانية العسكرية الحقيقية على الدفاع، بينما توجه 65% من ميزانيتها على الحرس الثوري، وهو القوة شبه العسكرية التي تقوم بدعم كل «الجماعات دون الدول» في منطقة الشرق الأوسط.

وأضفت الصفقة النووية الأخيرة مع الدول الغربية المزيد من الدعم للميزانية العسكرية الإيرانية بحوالي 5% وميزانية الحرس الثوري بحوالي 50%، ما يجعل طهران تتصرف كقوة إقليمية مهيمنة ضمن صراعها على المستويين الإقليمي والعالمي.

ويأخذنا عدد من التصريحات الإيرانية الرسمية تجاه مملكة البحرين ودول مجلس التعاون، الذي يصل إلى ثلاثة كل أسبوع، بأن هناك عملاً ممنهجاً تم الإعداد له مسبقاً حول التطورات في البحرين، بحيث يتم التعليق على أي تطورات بشكل منتظم.

اقرأ أيضاً:

100 عام والأطماع الفارسية لم تتوقّف

تعدّدت الأدوار والهدف واحد

طهران تهرب من أزماتها

Email