تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة في 3 ديسمبر المقبل، بافتتاح «متحف زايد الوطني»، الصرح الحضاري الجديد، الذي يعيد سرد ورواية مأثرة إماراتية حضارية عمرها يزيد على 300 ألف عام، غنية في تفاصيلها وشواهدها التاريخية والأثرية، وتكشف عن جوانب مهمة من تفاعل المكان والإنسان الإماراتي مع محيطه، وعلاقاته الحيوية مع مختلف الثقافات في مجاله الحيوي والعالم.

وفي صدارة هذا التاريخ الطويل من التفاعل الإيجابي، يتلألأ اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عنواناً لمآثر الإماراتيين، التي توجت تفاعلهم الإنساني التاريخي بقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يضيء المتحف على تاريخها الغني وثقافتها وقصصها والقيم الراسخة التي أرساها وكرسها القائد المؤسس.

ومن هنا فإن الحدث المهم يمثل مناسبة وطنية استثنائية يتوقف عندها الإماراتيون بإجلال، وقد رصدت «البيان»، آراء أولياء عهود وشيوخ قادة في ميادين الثقافة، ووزارء ومسؤولين بارزين، حول أهمية وقيمة هذا الصرح الفريد، النوعي، والذي يمثل معلماً حضارياً، يقدم تعريفاً شاملاً للهوية الوطنية الإماراتية ولقصص حضارية متنوعة متألقة.

قال سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة: إن افتتاح «متحف زايد الوطني» حدث وطني يستدعي الفخر والاعتزاز بالاهتمام الكبير الذي توليه حكومة دولة الإمارات لدور التاريخ في بناء الأمم، والنهوض بالأوطان، فالتاريخ مسؤولية، والحفاظ على هويتنا الثقافية، وتاريخنا الممتد قبل آلاف السنين، وتوثيقه وعرضه إلى العالم، هو طريقنا للازدهار في الحاضر والمستقبل.

وأضاف سموه: «بهذا الصرح الوطني الثقافي الجديد، الذي يحتضن تاريخ البشرية في منطقتنا العريقة، ويحمل اسم باني الوطن، ومؤسس الاتحاد، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ستستمر مسيرة العمل في تخليد القيم الراسخة والإرث الخالد والهوية الأصيلة والتاريخ الغني لدولة الإمارات على امتداد الأجيال».

وأعربت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عن فخرها بافتتاح متحف زايد الوطني، قريباً، لما يمثله هذا الصرح الثقافي البارز من تكريم لإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واحتفاء بالقيم التي رسخها في المجتمع، لافتة سموها إلى أهمية دوره في التعريف بالتراث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيز الوعي الثقافي بين الجمهور المحلي والدولي.

وتابعت سموها: «تضيف دولة الإمارات لمعالمها المتميزة منارة ثقافية جديدة، تحمل اسم مؤسسها وتجسد رؤاه المتفردة، وتعكس الفخر بالهوية الوطنية، فمتحف زايد الوطني يتجاوز حدود الزمان والمكان ليكون رسالة عابرة للزمن تتناقلها الأجيال، وذاكرة حية من التاريخ والأصالة تنبض بروح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان؛ القائد الذي تتجلى قيمه في تفاصيل المكان، إلى جانب التزامه بدعم الثقافة والتعليم والمعرفة والبحث، وصون التراث وتوثيق التاريخ، وترسيخ مفاهيم الاستدامة والابتكار، ما يبرز مكانة المتحف بوصفه مؤسسة بحثية عالمية، ومرجعاً موثوقاً لتاريخ وثقافة الدولة يسهم في تعزيز حضورها على الخريطة الثقافية العالمية».

وتطرقت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد إلى دور المتحف بوصفه منصة للحوار بين الثقافات، ومحطة تعليمية ملهمة تتلاقى فيها الأجيال، ويتعرف فيها الشباب على ثقافة دولتنا وتاريخها الغني، حيث قالت: «تكمن أهمية متحف زايد الوطني فيما يرويه من قصص القيادة التي حولت المستحيل إلى فرص وإنجازات، وإلهام الأجيال القادمة من الباحثين والمؤرخين وأصحاب التخصصات الثقافية المتنوعة، ليكون بذلك جسراً حضارياً يربط الماضي بالمستقبل، مجسداً مكانة الدولة ورؤى قادتها بوصفها مركزاً رائداً للإبداع والتنمية المستدامة».

بدور القاسمي

وأشارت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، إلى أن هذا المتحف الذي يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يمثل قيمة ورسالة حضارية خالدة، تجسد موروث الإمارات الحضاري، كما أنه يعبر عن الاعتزاز بتفاعل الإنسان الإماراتي الإيجابي المديد مع الحضارة الإنسانية.

وقالت: «عندما يحمل متحفاً إماراتياً اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فإنه يحمل معه رسالة خالدة، تجسد موروث الإمارات وتراثها الثقافي والمادي، وتكرس دور الثقافة في تعزيز القيم الإنسانية والروابط بين الشعوب والأمم، فهذا المتحف سيكون نافذة تضاف إلى نوافذ الإمارات على العالم، تروي عبرها إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحكاية هذه الأرض التي آمنت بالإنسان والثقافة والمعرفة، فصنعت نموذجاً فريداً في التنمية الشاملة العادلة، ونحن على ثقة أن المتحف سيضيف نبضاً جديداً إلى الحراك الثقافي في الإمارات والعالم العربي، ويعزز دور الدولة في نشر قيم الشراكة والتعاون والتكامل بين الثقافات والحضارات».

محمد القرقاوي

صرح وفضاءات

وأكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس «متحف المستقبل»، أن متحف زايد الوطني يمثل إضافة نوعية إلى الحراك والمشهد الثقافي في دولة الإمارات، ويجسد منصة فكرية تفاعلية تعيد صياغة العلاقة بين الإنسان وتاريخه، وتقدم نموذجاً متقدماً للمؤسسات الثقافية في القرن الحادي والعشرين.

وقال معاليه: «هذا المتحف الجديد سيصبح من أهم الركائز الثقافية الوطنية التي تسهم في بناء سردية وطنية متجددة تعزز تشكيل الوعي الجمعي، ضمن رؤية ثقافية شاملة تخاطب الأجيال القادمة وترسخ قيم الاتحاد والكرامة والعمل والتسامح بوصفها من ركائز الهوية الإماراتية، كما يسهم المتحف في ترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً للثقافة والمعرفة، ويعزز من حضورها في المشهد الثقافي الدولي، من خلال تقديم نموذج متكامل للمتحف المعاصر الذي يجمع بين التوثيق والإلهام، وبين الأصالة والابتكار».

وأضاف معالي محمد القرقاوي: «يعد المتحف تجسيداً واقعياً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بأن بناء الإنسان هو الأساس المتين لبناء الأوطان، بوصفه منظومة قيم إنسانية عابرة للزمن، وذلك من خلال المعارض التفاعلية، والبرامج التعليمية، والأنشطة الثقافية، ليكون المتحف منصة تربوية ترسخ في الأجيال القادمة مفاهيم الاتحاد وتسهم في بناء إنسان المستقبل، وتعزز من الهوية الإماراتية كمنارة إنسانية عالمية ضمن إطار تربوي وثقافي منفتح على المستقبل».

واختتم معاليه بالقول: «التراث الإماراتي منظومة متكاملة من القيم المجتمعية والثقافية الحية طورت الهوية الإماراتية برؤية معاصرة، وهنا يبرز دور متحف زايد الوطني في تعريف الزوار بالموروث الإماراتي وروح الإنسان الإماراتي، وتعزيز حضور دولة الإمارات في المشهد الثقافي العالمي، عبر محتوى توثيقي ملهم، وتجربة تدمج بين الأصالة والابتكار».

سالم القاسمي

قيمة

وأوضح معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أن افتتاح متحف زايد الوطني سيشكل علامة فارقة في المشهد الثقافي والتراثي لدولة الإمارات، وإرثاً خالداً للقيم الراسخة للوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، معرباً عن اعتزازه بهذا الحدث الثقافي التاريخي.

وقال معاليه: «يمثل افتتاح متحف زايد الوطني خطوة جوهرية في تحقيق محاور رؤية الإمارات 2021 - 2031 الخاصة بالهوية الوطنية والتراث الثقافي الحي، فهو ركيزة أساسية في أهداف مئوية الإمارات 2071 الرامية إلى بناء أفضل مجتمع في العالم وتعزيز قوتنا الناعمة عالمياً عبر إبراز نماذجنا الثقافية الفريدة وإرثنا الإنساني، وسيكون المتحف سفيراً مشرفاً لهذه القوة الناعمة».

وأضاف: «تتجلى أهمية متحف زايد في كونه جسراً معرفياً حياً بين الماضي والمستقبل، فهو أداة أساسية لنشر فكر القائد المؤسس للأجيال القادمة، من خلال سرد جواهر حكمته ورؤيته الاستشرافية، حيث سيتعرف أبناء الوطن على الأسس التي قامت عليها دولتنا، والقيم التي يجب أن يحملوها لمواصلة مسيرة التميز والإبداع».

وبين معاليه أن دور المتحف يشمل الحفظ والأرشفة وإبراز العلاقة الوثيقة بين تراثنا الثقافي وأهداف التنمية المستدامة عبر تسليط الضوء على حياة الآباء المؤسسين وممارساتهم، خاصة في التعامل مع البيئة الصحراوية والبحرية، وكيف أن الحكمة التراثية في استثمار الموارد والحفاظ على التوازن البيئي تمثل إرثاً قيماً يمكن البناء عليه لمواجهة تحديات الاستدامة المعاصرة.

وحول توظيف التكنولوجيا الحديثة، لفت معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، إلى أن متحف زايد سيكون رائداً في توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة عبر توثيق التاريخ وعرضه، وإعادة بناء المشاهد التاريخية بدقة، وتقديم تجارب تفاعلية شخصية للزوار، ما يضمن استمرارية المعلومة التاريخية وجعلها في متناول الجميع بطرق مبتكرة وجذابة.

محمد المر

محطة محورية

وفي سياق موازٍ، قال معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم: «يمثل متحف زايد الوطني محطة ثقافية محورية في مسيرة الحفاظ على ذاكرة الوطن وإرث مؤسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فهذا الصرح الجديد يشكل امتداداً طبيعياً للمتاحف والمؤسسات الثقافية القائمة في الدولة، ويكمل منظومة ثقافية ومعرفية تعمل بتكامل وانسجام لتوثيق مسيرة دولة الإمارات وتعريف الأجيال القادمة بجذور نهضتها».

وتابع معاليه قائلاً: «إن أهمية متحف زايد الوطني تكمن في كونه فضاءً ملهماً لنقل رؤية الوالد المؤسس وفكره وقيمه إلى الأجيال الجديدة، بما يتجاوز مفهوم العرض التقليدي للمقتنيات واستحضار السيرة، حيث يعمل المتحف مع المكتبات الوطنية والأرشيف والمؤسسات الثقافية التي تحتفظ بمقتنيات الشيخ زايد بن سلطان على إعادة تقديم هذه الذاكرة العظيمة بطريقة تعزز فهمنا لمسيرة الاتحاد وتكرس قيم القيادة والحكمة والعمل من أجل الإنسان».

رؤية وهوية

وقالت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي: «يمثل متحف زايد الوطني صرحاً حضارياً يجسد رؤية دولة الإمارات في توثيق تاريخها وصون هويتها الثقافية، ونقلها إلى الأجيال القادمة.

هالة بدري

ومن خلال محتواه، يحتفي هذا المتحف بإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويعكس اهتمامه بدعم المعرفة، والحفاظ على التراث الثقافي، كما يسلط الضوء على القيم التي قامت عليها الدولة، ويعرف الزوار بثقافة شعبها ومجتمعها وموروثها الأصيل، ويشكل المتحف مرجعاً معرفياً يسهم في نشر فكر ورؤية الشيخ زايد بن سلطان، ويستكمل مسيرة المتاحف الوطنية في إبراز تراث الإمارات».

وعبّرت بدري عن اعتزاز «دبي للثقافة» بشراكتها مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، التي تعكس حرص الطرفين على توحيد الجهود وتعزيز التكامل في دعم قطاع المتاحف، لافتة إلى أن افتتاح المتحف في ديسمبر المقبل سيسهم في دعم السياحة الثقافية وترسيخ مكانة الإمارات على خريطة الثقافة العالمية.

عبدالله الفلاسي

ولفت عبدالله الفلاسي، مدير متحف الاتحاد، إلى أن متحف زايد الوطني يعد أحد أبرز المعالم الثقافية في دولة الإمارات، وجسراً يربط بين الماضي العريق والحاضر المزدهر، ويجسد المتحف رؤية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء وطن يرتكز على القيم الإنسانية والهوية الإماراتية الأصيلة.

وأوضح الفلاسي أن المتحف يمثل رمزاً وطنياً ومعلماً ثقافياً يحفظ للجيل الحالي والأجيال القادمة إرث الإمارات الثقافي والتاريخي، ويعكس مكانة الدولة في الحفاظ على التراث وتعزيز الوعي الوطني والانتماء، مؤكداً أن المتحف يسهم في بناء جسور التواصل بين الثقافات.

وأضاف أن المتحف يشكل مصدر إلهام دائماً لكل من يسعى لاستلهام قيم المؤسس في العطاء والعمل من أجل الوطن والمجتمع، مؤكداً أن متحف زايد الوطني سيبقى رمزاً للفخر الوطني وجسراً يربط بين الأصالة والنهضة.

عبدالله العبيدلي

معلم بارز

وبين عبدالله العبيدلي، مدير متحف الشندغة، إلى أن متحف زايد الوطني يمثل إضافة نوعية إلى قطاع المتاحف في الإمارات، وقال: «يعد متحف زايد الوطني معلماً ثقافياً بارزاً، وذلك بفضل فكرته المتفردة وتصميمه المعماري المميز، وتكمن أهميته في قدرته على التعريف بالتراث الثقافي المحلي، وما شهدته الدولة من تطور لافت عبر الزمن، إلى جانب تسليطه الضوء على جوانب بارزة من حياة وقيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتظل سيرته ومسيرته إرثاً ثقافياً للأجيال القادمة، ما يجسد رؤية الدولة في حفظ هويتها وصون ذاكرتها الثقافية».

ولفت العبيدلي إلى أهمية دور المتحف في دعم منظومة الأبحاث التاريخية والأثرية، عبر ما يقدمه من منح لدراسة التراث والثقافة الإماراتية، إضافة إلى برامج تعليمية متنوعة وتجارب شاملة تحفز الزوار على استكشاف أساليب الحياة التقليدية والعادات الاجتماعية والاقتصادية التي سادت في مناطق الدولة خلال العقود الماضية.