قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، إنه سيبدأ مطلع سبتمبر سلسلة مقابلات مع 11 مرشحاً بارزاً لخلافة جيروم باول في رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي تنتهي ولايته في مايو 2026، رغم استمراره في منصبه حتى يناير 2028 كعضو في المجلس.

وأوضح في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»، أن هذه المقابلات تهدف إلى تقليص قائمة المرشحين قبل عرضها على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضاف بيسنت: سأجتمع بهم، ربما قبل عطلة عيد العمال أو بعده مباشرة، لتقليص قائمة المرشحين وعرضها على الرئيس ترامب.

وكان ترامب قد ألمح في وقت سابق إلى أنه قد يكشف عن اسم مرشحه لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي «قبل الموعد المرتقب بقليل»، موضحاً أنه حصر قائمة المرشحين في ثلاثة أو أربعة أسماء فقط، مع سعيه لاختيار خلف لجيروم باول، مشيراً إلى أن جميع المتنافسين «جيدون وعظماء».

هذا ويدافع باول عن توجهات السياسة النقدية للبنك، مستشهداً بعدم اليقين بشأن تداعيات سياسة الرسوم الجمركية التي تنتهجها الإدارة على معدلات التضخم، في حين يصر ترامب على أن تكاليف الاقتراض المرتفعة تلحق الضرر بالشركات الأمريكية والمستهلكين والمقترضين العقاريين.

ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل للسياسة النقدية للفيدرالي في 16 - 17 سبتمبر في واشنطن.

قائمة المرشحين

تشهد أروقة الإدارة الأمريكية نقاشات مكثفة حول هوية الرئيس المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث برزت أسماء كل من نائبي رئيس المجلس «ميشيل بومان» و«فيليب جيفرسون»، إلى جانب رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس «لوري لوغان»، كأبرز المرشحين لتولي المنصب عند شغوره العام المقبل، بحسب ما أفاد به مسؤولان أمريكيان لوكالة بلومبرغ.

وسيجري وزير الخزانة، سكوت بيسنت، الذي يقود عملية البحث، مقابلات مع مرشحين إضافيين خلال الأسابيع المقبلة، بحسب ما قاله المسؤولان.

ومن المتوقع أن يعلن الرئيس دونالد ترامب عن قراره النهائي هذا الخريف، حسب قولهما.

ومن بين الأسماء الأخرى التي لا تزال قيد النظر: كيفين هاسيت، المستشار الاقتصادي المقرب من ترامب، وعضو مجلس الاحتياطي كريستوفر والر، والخبير الاقتصادي مارك سمرلين، والمسؤولان السابقان في الفيدرالي كيفين وورش وجيمس بولارد، بحسب المصادر.

مواصفات

قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في مقابلة مع «صحيفة نيكاي» اليابانية: إن الرئيس الجديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يجب أن يتحلى بأمور عدة منها أنه يجب أن يكون شخصاً يحظى بثقة الأسواق، ويملك القدرة على تحليل بيانات اقتصادية معقدة، لأن مهمة الفيدرالي توسعت لتشمل أموراً كثيرة تتجاوز السياسة النقدية، ما يعرض استقلاليته للخطر.

وأضاف بيسنت: إن على الرئيس الجديد للفيدرالي أيضاً النظر إلى المستقبل بدلاً من الاعتماد على البيانات التاريخية وأن تكون لديه القدرة على فحص المنظومة بأكملها.

استقلالية الاحتياطي

من جهة أخرى، أكدت وكالة «ستاندرد آند بورز جلوبال» أن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي أمر بالغ الأهمية للحفاظ على تصنيف الولايات المتحدة السيادي عند «AA+».

وحذر جيف سيكستون المحلل لدى وكالة التصنيف الائتماني من أنه من دون المصداقية والمرونة والاستقرار الذي يوفره الفيدرالي، ودوره الحاسم في الحفاظ على مكانة الدولار كعملة احتياطية، قد ينخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بشكل ملموس.

وأوضح سيكستون حسبما نقلت «ماركت واتش»: التصنيفات الائتمانية الأمريكية مقيدة بنقاط ضعف مالية، وتحديداً ارتفاع صافي الدين العام والعجز، وأن القوة المؤسسية ومصداقية الفيدرالي توفران للولايات المتحدة مرونة كبيرة في السياسة النقدية.

وأضاف: إن البنك المركزي ساهم مراراً وتكراراً في استقرار الأسواق المالية العالمية، وتوقع إمكانية مواجهة الفيدرالي لتحديات خفض التضخم المحلي ومعالجة نقاط ضعف الأسواق المالية.