لن ننسى مواقفها الشجاعة إلى جانبنا في أصعب الظروف والمواقف

السفير الصيني لـ« البيان »: الإمارات برهنت أنها «أصدق الأصدقاء»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد ني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، أن الصين والإمارات تعدان صديقين عزيزين، يتعاونان على مواجهة الوباء، ولن ننسى وقوف الإمارات حكومة وشعباً بكل حزم إلى جانب الصين، ومد يد العون سياسياً ومادياً إليها في أحرج اللحظات، بما يترجم معنى «أصدق الأصدقاء» بالأقوال والأفعال، فقد أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في اللحظة الأولى، وأعرب في «تغريدة» على حسابه الرسمي «تويتر» عن استعداده لتقديم كل دعم للصين، فيما توشحت أبرز المعالم والمباني، وفي مقدمتها أعلى مبنى في العالم «برج خليفة» ومبنى شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» بألوان العلم الصيني ثلاث مرات، بما يبعث إشارة إيجابية إلى المجتمع الدولي، لتعاون وتآزر البلدين في تذليل الصعوبات والعقبات.

رد الجميل

وأكد السفير أنه في أعقاب سيطرة الصين على الوباء، لم تنسَ رد الجميل للإمارات الصديقة، حيث أجرى الجانبان الصيني والإماراتي تعاوناً وثيقاً في الوقاية والسيطرة المشتركة وتبادل الخبرات وإنتاج وتوفير الإمدادات الطبية، بما يضع نموذجاً يحتذى به للتعاون الدولي في مجابهة الوباء، ويعكس الرغبة القوية للبلدين في مواجهة المخاطر العالمية سوياً.

وقال: «إنه لأمر مثير أن تكون الإمارات أول دولة تجري المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح الصين المضاد لفيروس «كورونا»، الذي اعتمدت الإمارات على استخدامه الطارئ لأفراد خط الدفاع الأول، بعد مشاركة 31 ألف متطوع من 125 جنسية في التجارب، ما أرسى علامة فارقة لتعاون البلدين في توفير منافع صحية عامة للعالم، ولاح بريق الأمل في هزيمة الوباء».

الحزام والطريق

وأكد السفير الصيني ني جيان أن الصين والإمارات شريكان موثوقان يتشاطران في السراء والضراء، حيث ظلتا مرتبطتين بطريق الحرير القديم على مدى زمن طويل، ليبقى فيها السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والتدارس والتنافع والترابح قيماً سائدة في التواصل بين الجانبين، وفي المرحلة التاريخية الحديثة، برزت المزايا الفريدة للتعاون الصيني- الإماراتي بكونهما شريكين استراتيجيين طبيعيين في إطار مبادرة «الحزام والطريق».

قبل انتشار الوباء، بما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 50 مليار دولار أمريكي بزيادة 16% على أساس سنوي، تعززت التجارة الثنائية بين البلدين بزخم قوي، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للإمارات. وتعتبر الإمارات دولة تضم أكبر عدد من رجال الأعمال والسياح الصينيين في الشرق الأوسط، وفقاً للإحصاءات غير المكتملة، إذ يعيش ويعمل في الإمارات أكثر من 200 ألف مغترب صيني معظمهم يعملون ويعيشون في دبي والشارقة، ويلعبون دوراً نشطاً في تحفيز النمو الاقتصادي الإماراتي.

واستشهد السفير ني جيان بالمثل الشائع «يُشحذ السكين بحجر الرحى» تعبيراً عن التعاون الصيني- الإماراتي في مختلف المجالات، وقال: «لم يتوقف التعاون بين الصين والإمارات إزاء الوباء، بل توسّع وتعمّق ليشمل مجالات وطرقاً جديدة، ويبشر بنقطة انطلاق جديدة، على خلفية انكماش التجارة العالمية ما بعد الوباء، ما زال تعاون البلدين في مجال الاقتصاد والتجارة يبقى على زخم جيد، يتمثل في بلوغ حجم الصادرات والواردات بين البلدين 26.125 مليار دولار أمريكي في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري».

ويسير التعاون في إطار مبادرة «الحزام والطريق» بخطوات متينة، حيث تم تشغيل محطة نور أبوظبي في منطقة سويحان باعتبارها أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، وفازت الشركات الصينية بعطاء لكل المناقصات الأربع المرساة ضمن المرحلة الثانية من شبكة السكك الحديد الوطنية للإمارات.

تعاون تعليمي

وفي ما يخص التعاون في مجال التعليم أشار السفير ني جيان إلى افتتاح المدرسة الصينية في دبي لتصبح أول مدرسة صينية رسمية خارج البلاد، فيما يمضي برنامج «تدريس اللغة الصينية في مائتي مدرسة إماراتية» قدماً، والذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بصورة مطردة حتى تُدخل 118 مدرسة اللغة الصينية في المناهج الدراسية. بالتزامن مع ذلك، تكلل كل من المعرض الرقمي الأول للاقتصاد والتجارة بين الصين والإمارات والأسبوع الثقافي الصيني- الإماراتي بالنجاح التام، وأطلقت الصين والإمارات بنجاح مسبار «تيان ون– 1» ومسبار «الأمل» على التوالي، بما يسهم في دفع قضية الفضاء العالمي. تزامناً مع استئناف الإنتاج والحياة تدريجياً ودخول العالم «حقبة ما بعد الوباء»، ستعمل الصين مع الإمارات على تحويل التحديات إلى الفرص، من خلال تعميق التعاون في ميادين الاقتصاد والتجارة والاستثمار وغيرها.

وأوضح أن الصين والإمارات تعدان أخوين حميمين يتقاسمان في اليسر والعسر، في وجه تغيرات لم يشهدها العالم منذ مائة سنة والوباء العالمي المعقد والخطير، التزمت الصين والإمارات بمفهوم «مجتمع المستقبل المشترك للبشرية» بخطواتهما الواقعية، بما يضيء اللحظات المظلمة، التي تلقي بظلالها على تاريخ تنمية البشرية، حيث تعلمنا من الوباء أننا نعيش في قرية كونية يترابط ويتواصل فيها جميعنا في السراء والضراء وتترابط كل دول العالم ترابطاً وثيقاً، وتشترك البشرية في مستقبل واحد، لذا علينا تكريس مفهوم مجتمع المستقبل المشترك، الذي يربط بعضنا بالبعض، ورفض محاولة بناء كتل لإقصاء الآخرين واللعبة الصفرية، وترسيخ مفهوم التعاون والتنافع في عائلة واحدة، مع نبذ الجدل الأيديولوجي وتجاوز فخ صراع الحضارات، واحترام الطرق والأنماط التنموية التي تختارها الدول الأخرى بإرادتها المستقلة.

وأضاف السفير الصيني أن نقطة الانطلاق الجديدة تولد فرصاً جديدة، وفصلاً جديداً من التعاون البناء، وعليه، فإن الصين والإمارات بحاجة أشد من أي وقت مضى، إلى تضافر الجهود في تدعيم التعاون وتعزيز التواصل بآفاق أوسع وإرادة أكثر إلحاحاً، ومن شأن ذلك دفع التعاون الدولي في مكافحة الوباء والتعاون الاستراتيجي شامل الأبعاد باستمرار، وتؤمن الصين إيماناً راسخاً بأن أواصر الصداقة التقليدين بين الصين والإمارات ستتوطد وتتعزز حتماً بفضل جهودنا المنسقة، بما يرتقي بعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى جديد.

سجل حافل بروح الفريق

قال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الإمارات: «منذ تفشي الوباء، تساندت وتعاضدت الصين والإمارات حكومة وشعباً وشهدت سجلاً حافلاً بروح الفريق الواحد، حيث صمدت الصداقة والثقة المتبادلة بين البلدين أمام الاختبار وتم صقلها مجدداً في مكافحة الوباء، بما يدل على مدى رسوخ علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي تربط بين البلدين».

وأضاف جيان: «يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ71 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث حققت الأمة الصينية التي ولدت من الفقر والضعف ازدهاراً وطنياً ونهوضاً قومياً، وخطت خطوات واثقة نحو تحقيق حلم الصين العظيم للأمة الصينية، فعلى مدى 71 سنة مضت، شهدت الصين تغيرات هائلة لم تنجح في تلبية الاحتياجات الأساسية لشعبها فحسب، بل أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولم تتخلص من ويلات الحرب والفقر فحسب، بل وجدت لنفسها طريقاً تنموياً مناسباً وقدمت مساهمة بارزة في إحلال السلام والازدهار العالمي».

اقرأ أيضاً:

الإمارات والصين 4 عقود على ولادة شراكة الكبار

الإمارات ملاذ السيّاح الصينيين خلال الإجازات والأعياد

شراكة استراتيجية شاملة.. الصين تحتفل بيومها الوطني الـ71

Email