لم يعرف الطفل السوري محمد أبو ردان سوى الحرب والصراع طوال حياته القصيرة.

يعيش أبو ردان الآن في مخيم للنازحين في شمال حلب وقد أصبح العائل الرئيسي لأسرته بعد أن أقعد مرض بالقلب والده عن العمل.

ومثل عدد كبير من الأطفال السوريين أصبحت المدرسة حلما بعيد المنال بالنسبة له.

قال محمد ابن العاشرة إن أسرته كان لها بيت وإنه اعتاد الذهاب إلى المدرسة كل يوم لكن الأسرة لجأت إلى المخيم بعد الدمار الذي حاق بالبيت والمدرسة.

ويستيقظ أبو ردان فجر كل يوم ويخرج متحديا البرد للوقوف على جانب الطريق السريع ويشير للسيارات المارة لكي يركب إحداها لمسافة عشرة كيلومترات إلى مصنع لمنتجات التنظيف يعمل فيه.

ويدر عليه يوم العمل الطويل الذي يصل إلى عشر ساعات في أغلب الأحيان (13 دولارا) هو كل ما تحصل عليه أسرته من دخل.

ويعمل أبو ردان في تعبئة أجولة كبيرة بعضها أكبر من حجمه مرتين. وهو يشعر بالإرهاق عند عودته إلى المخيم بحيث لا يستطيع أن يفعل شيئا سوى الأكل والنوم.

وهو يعيش مع والديه وشقيقاته الثلاث في خيمة واحدة لا تحميهم من شتاء سوريا القاسي بما يسقط فيه من أمطار غزيرة وثلوج.

وللحفاظ على دفء جسمه أصبح أبو ردان خبيرا في إعداد الشاي لنفسه ويتعامل مع اسطوانة الغاز بثقة رجل بالغ.

ولأن الظروف ألقت على كاهله بمسؤوليات تتجاوز سنه بكثير فهو يتولى أداء الكثير من الأعمال اليومية الشاقة بمهارة رجل أكبر بكثير من سنواته العشر.

لكنه مازال طفلا تعلو ضحكاته ويلعب مع شقيقاته الثلاث في الخيمة.