نعمة النسيان.. حلم أم ثكلى بعد عقد من الصراع في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ليلة واحدة فقدت سهام حمو زوجها وابنها وحفيدتها عندما سقط صاروخ في سنة 2016 على منزلهم في حي دوما، معقل المعارضة السورية القريب من دمشق والذي كان حينها مسرحاً لبعض من أعنف معارك الحرب.

والآن وقد بلغت من العمر 74 عاما وأصبحت حبيسة كرسي متحرك بعد إصابتها بمرض في القلب، تعتني سهام بأحفادها الأربعة الباقين على قيد الحياة بعد وفاة أبيهم، وبابنتها الأرملة، وابنتها الثانية وزوجها، وبأبنائهم.

ومع اقتراب الذكرى العاشرة لاندلاع أول شرارة للصراع في منتصف مارس 2011، لا تريد سهام حمو سوى نعمة النسيان.

وبكلمات تقطر ألما ومرارة تقول "لا أريد أن أتذكر... كانت مسألة أقسى من المحتمل".

اختارت سهام حمو البقاء في المكان الذي وُلدت وكبرت فيه رغم أن الندوب التي حفرتها الحرب ما زالت باقية.

عائلة حمو ليست حكاية فريدة في دوما، فأم بشير الساعور (37 عاما) ترملت بسبب الحرب، وتعيش مع حماتها وأربعة أطفال في بيت واحد.

تغسل الخس وتقطعه وتوصله للمطاعم لقاء أجر أسبوعي تقتات عليه هي وأطفالها وحماتها.

فقدت أم بشير زوجها وأحد أبنائها في قصف في الأيام الأخيرة من عمر الصراع في دوما.

قالت "كنا نتمنى أن تتحسن الأمور وتمنيت ألا أفقد زوجي، لكنه رحل عنا. "فات الأوان بالنسبة لنا الآن، لكني أتمنى ما هو أفضل للأبناء".

 

Email