وفاة طبيب بارز من غزة في سجن إسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت جمعيتان فلسطينيتان للسجناء، أمس، أن طبيباً فلسطينياً بارزاً توفي في سجن إسرائيلي بعد أكثر من أربعة أشهر من الاعتقال، وحمَّلت الجمعيتان إسرائيل مسؤولية وفاته.

وأوضحت الجمعيتان، وهما هيئة الأسرى ونادي الأسير، في بيان مشترك، أن القوات الإسرائيلية اعتقلت عدنان أحمد عطية البرش، رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء، أكبر منشأة طبية في غزة، أثناء عمله مؤقتاً في مستشفى العودة شمالي غزة.

ووصفتا وفاته بأنها "عملية اغتيال متعمدة"، مشيرتين إلى أن جثته لا تزال في سجن إسرائيلي.

وأصدرت مصلحة السجون الإسرائيلية بياناً في 19 أبريل، قالت فيه إن سجيناً محتجزاً لأسباب تتعلق بالأمن القومي توفي في سجن عوفر، لكنها لم تقدم تفاصيل عن سبب الوفاة.

وأكد متحدث باسم مصلحة السجون أن البيان يشير إلى البرش، لافتاً إلى أنه يجري التحقيق في الواقعة.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، أن مقتل البرش يرفع عدد العاملين في القطاع الطبي الذين قتلتهم إسرائيل منذ السابع من أكتوبر إلى 496 شخصاً، مضيفةً أن 1500 آخرين أصيبوا بجروح بينما اعتُقل 309.

وقالت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الضفة الغربية وغزة، في تعليق نشرته على منصة "إكس"، إنها منزعجة من وفاة البرش في سجنه، داعيةً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية الفلسطينيين.

وتساءلت ألبانيزي: "كم عدد الأرواح الأخرى التي يجب فقدها قبل أن تتحرك الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ولا سيما تلك التي تُظهر اهتماماً حقيقياً بحقوق الإنسان على مستوى العالم، لحماية الفلسطينيين؟".

وتتهم إسرائيل حركة "حماس" باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وتقول إن هجماتها على المستشفيات يسوّغها وجود مقاتلين فيها، وتنفي حماس والطواقم الطبية هذه الاتهامات.

وقالت إدارة المعابر والحدود الفلسطينية إن السلطات الإسرائيلية أفرجت، أمس، عن 64 فلسطينياً كانت قد اعتقلتهم في هجومها على غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.

وقالت جمعيتا السجناء إن المفرج عنهم كان بينهم جثة رجل آخر توفي أثناء الاحتجاز.

وأضافت إدارة المعابر والحدود أن أحد المفرج عنهم وصل في حالة حرجة ونُقل إلى المستشفى فور وصوله.

وأفاد عشرات الفلسطينيين، الذين أفرجت عنهم إسرائيل في الأشهر الماضية، ومن بينهم بعض موظفي إحدى وكالات الأمم المتحدة، بأنهم تعرضوا لإساءة المعاملة أثناء الاحتجاز، بما في ذلك التعذيب والحرمان من الطعام والنوم.

وقالت جمعيتا السجناء إن حالتي الوفاة الجديدتين ترفعان عدد من ماتوا في السجون الإسرائيلية من سكان غزة إلى 18 على الأقل منذ بداية الحرب، وحثتا السلطات الإسرائيلية على الكشف عن عدد ومكان ومصير المعتقلين من غزة.

ورصدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الإفراج عن 1506 أشخاص اعتقلتهم السلطات الإسرائيلية عبر معبر كرم أبو سالم حتى الرابع من أبريل، وقالت إن نقل المحتجزين يعرقل وصول المساعدات، مضيفةً أن المفرج عنهم، البالغ عددهم 1506، كان من بينهم 43 طفلاً و84 امرأة.

وشنَّت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، بحسب إحصاءات إسرائيلية.

وأدى القصف الإسرائيلي اللاحق إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، بحسب مسعفين فلسطينيين، ونزوح غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

Email