الأردن يشك في قدرة إسرائيل على القضاء على حماس مع احتدام الحرب
عبر وزير الخارجية الأردني اليوم السبت عن شكه في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها القضاء على حركة حماس عبر القصف العنيف واجتياح قطاع غزة الذي تديره الحركة منذ فترة طويلة.
وقال أيمن الصفدي في قمة مؤتمر حوار المنامة الأمني في البحرين التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين "تقول إسرائيل إنها تريد القضاء على حماس. هناك الكثير من العسكريين هنا، أنا فقط لا أفهم كيف يمكن تحقيق هذا الهدف".
تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس منذ أن شنت الحركة هجوما عبر الحدود في السابع من أكتوبر على إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، قصفت إسرائيل معظم مدينة غزة وحوّلتها إلى أنقاض وكذلك سيطرت على شمال القطاع ولجأت إلى تكثيف الهجمات على حماس في الجنوب.
وأثار الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة تساؤلات حول من سيحكم القطاع المكتظ بالسكان في حالة هزيمة حماس التي تسيطر عليه منذ 2007.
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي اليوم إن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي يمكنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وأضاف خلال مشاركته في حوار المنامة، وهو مؤتمر سنوي حول السياسة الخارجية والأمنية "حماس لا يمكنها إدارة غزة بعد الآن... إذا من سيدير غزة؟ اعتقد أن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي تستطيع".
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن السلطة يمكن أن تضطلع بدور في إدارة غزة إذا كان هناك حل سياسي كامل، في إشارة إلى اتخاذ خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، يشمل أيضا الضفة الغربية.
وتدير حماس غزة منذ حرب أهلية قصيرة عام 2007 مع حركة فتح التي يتزعمها عباس. ولم تنجح محادثات مصالحة استمرت سنوات بين الجانبين في التوصل إلى انفراجة فيما يتعلق بعودة السيطرة على غزة إلى السلطة الفلسطينية. ولا تزال السلطة تتحمل تكاليف الكهرباء والمياه وبعض رواتب موظفي الخدمة المدنية في غزة.
ونزح نحو ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني بسبب الهجوم الإسرائيلي. ويخشى الكثيرون ممن فروا من أن يصبح نزوحهم دائما.
وحذر الصفدي من أن الأردن "سيفعل كل ما يلزم" لمنع تهجير الفلسطينيين، وقال "لن نسمح بحدوث ذلك أبدا، فبالإضافة إلى كونه جريمة حرب، فإنه سيشكل تهديدا مباشرا لأمننا القومي. وسنفعل كل ما يلزم لوقفه".
تحمّل الأردن، المشترك في حدود مع الضفة الغربية، العدد الأكبر من الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من ديارهم وقت النكبة عام 1948.
وأثارت حرب غزة مخاوف من حدوث اضطرابات في الأردن حيث يرى مسؤولون أن هناك خطرا يتمثل في تهجير إسرائيل للفلسطينيين بشكل جماعي من الضفة الغربية حيث تصاعدت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر.
وقال الصفدي "هذه الحرب لا تأخذنا إلى أي مكان سوى نحو مزيد من الصراع والمزيد من المعاناة والتهديد بتوسع الرقعة إلى حروب إقليمية".
وأكد بريت ماكجورك كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط اليوم أن إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة (حماس) سيؤدي إلى زيادة توصيل المساعدات الإنسانية وتوقف مؤثر للقتال في غزة.
وأضاف خلال حوار المنامة "عندما يطلق سراح المحتجزين ستشهدون تغيرا واضحا".