يبحث ناجون من الفيضانات التي اجتاحت وسط مدينة درنة الليبية بين الركام اليوم الخميس عن أحبائهم من بين آلاف القتلى والمفقودين، بينما تخشى السلطات من تفشي الأمراض بسبب الجثث المتعفنة.

ودمرت سيول ناجمة عن العاصفة دانيال سدودا مساء الأحد لتندفع المياه صوب مجرى نهر موسمي يقسم المدينة وتجرف في طريقها مباني إلى البحر بداخلها عائلات نائمة.

وتباينت تقديرات أعداد القتلى المؤكدة التي قدمها المسؤولون حتى الآن، ولكنها جميعها بالآلاف، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين. وقال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي إن الوفيات في المدينة قد تصل إلى ما بين 18 ألفا و20 ألفا، استنادا إلى حجم الأضرار.

وقال لرويترز في درنة إن المدينة بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث وعبر عن مخاوفه من حدوث وباء بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه.

ويبحث أسامة الحصادي، وهو سائق يبلغ من العمر 52 عاما، عن زوجته وأطفاله الخمسة منذ وقوع الكارثة.

وقال لرويترز وهو يبكي "ذهبت سيرا على الأقدام للبحث عنهم... ذهبت إلى كل المستشفيات والمدارس ولكن دون جدوى".

واتصل الحصادي، الذي كان يعمل وقت هبوب العاصفة ليلا، بهاتف زوجته مرة أخرى لكنه كان مغلقا.

وأضاف "راح ما لا يقل عن 50 فردا من عائلة والدي ما بين مفقود وقتيل".

أما ولي الدين محمد آدم (24 عاما) وهو عامل سوداني في مصنع للطوب يعيش في ضواحي المدينة، فقد استيقظ على صوت هدير المياه وقت العاصفة وهرع إلى وسط المدينة ليجد ملامحها وقد انطمرت. وأضاف أن تسعة من زملائه العمال فقدوا، كما فقد نحو 15 آخرين عائلاتهم.

وقال "جرفهم السيل عبر الوادي إلى البحر. الله يرحمهم ويدخلهم الجنة".

وتتباين أعداد القتلى المؤكدة التي أعلنها المسؤولون حتى الآن لكنها جميعها بالآلاف مع وجود آلاف غيرهم في عداد المفقودين. وقال الغيثي لقناة العربية إن عدد القتلى في المدينة قد يصل إلى ما بين 18 ألفا و20 ألفا، استنادا إلى حجم الأضرار.

وتناثرت ملابس ولعب أطفال وأثاث وأحذية وممتلكات أخرى على الشاطئ بسبب السيول.

وغطى الطين الشوارع التي تناثرت عليها أشجار اقتلعت من جذورها ومئات السيارات المحطمة التي انقلب كثير منها وانحشرت سيارة في شرفة الطابق الثاني لمبنى مدمر.

وقال المهندس محمد محسن بوجميلة (41 عاما) "نجوت مع زوجتي لكني فقدت شقيقتي... شقيقتي تعيش في وسط المدينة حيث حدث معظم الدمار. عثرنا على جثتي زوجها وابنها وقمنا بدفنهما".

كما عثر على جثتي شخصين من الأغراب في شقته.

وبينما كان يتحدث، انتشل فريق إنقاذ مصري في مكان قريب منه جثة جارته. وقال بوجميلة "إنها الخالة خديجة، الله يرحمها".

ويظهر حجم الدمار واضحا من المناطق المرتفعة فوق درنة. وأصبح وسط المدينة المكتظ بالسكان والمشيد على طول مجرى نهر موسمي على شكل هلال واسع ومسطح تغمره مياه موحلة بعدما جرفت السيول المباني.

اقرأ أيضا

"نيويورك تايمز" تكشف سبب حصد الفيضانات آلاف الأرواح "بسرعة" في درنة 

السيول تودي بحياة الآلاف في ليبيا ومساع مستميتة للبحث عن ناجين 

كارثة درنة.. جثث جديدة يلفظها البحر و30 ألف مشرد 

ليبيا.. أكثر من 3800 قتيل جراء الفيضانات في درنة 

لماذا خذل وادي درنة مدينته المنكوبة؟