على خلفية الكتل الأسمنتية في العاصمة المصرية الصاخبة والمكتظة، يمكن للمصريين إيجاد ملاذ أخضر من النباتات النادرة في محافظة الجيزة، إنها "حديقة مظهر".

ووضع اللبنات الأولى للحديقة الممثل المصري الراحل أحمد مظهر، الذي كان شغوفا بزراعة الحمضيات مثل البرتقال في حديقته الكبيرة في منطقة البراجيل خلال خمسينات القرن الماضي. وقدم لاحقا أنواعا مختلفة من النباتات النادرة التي جمعها من مناطق متعددة من العالم.

وتولى شهاب، ابن الفنان الراحل، إدارة إرث والده بعد وفاته، ليضيف أنواعا جديدة من النباتات إلى الحديقة التي أصبحت تضم الآن نحو أربعة آلاف نوع من النباتات التي يرى ومن حوله أن بها أسلوبا يمكن أن يعيش به البشر أنفسهم.

وقال طارق علوي، مدير التسويق بحديقة مظهر، لتلفزيون رويترز "الحديقة النباتية ليست مجرد حديقة عادية بها نباتات نادرة، إنها أكثر بكثير من هذا. إنها طريقة نريد أن يعيش بها البشر في المستقبل، بوابة لكثير من الناس للهروب من المباني والجسور للاستمتاع بعيونهم وأرواحهم بالطبيعة والنباتات، لا سيما بالنسبة للأجيال الشابة عندما تأتي في زيارات لحديقتنا، يكون ذلك لتثقيفهم بخصوص أهمية النباتات".

ويعتني فريق من خبراء النباتات بالحديقة التي تضم مكتبة وأعشابا لجميع النباتات النادرة، مرتبة بحسب أنواعها، بما في ذلك رموز استجابة سريعة (كيو آر) لتمكين زوار الحديقة من معرفة مزيد عن الأنواع التي يرونها.

وقالت جاكلين سمير، باحثة نباتات في حديقة مظهر، "بعض النباتات دي بتكون سهل إن إحنا نأقلمها فتعيش في الجو الطبيعي بتاعنا في بلدنا، وبعضها بنواجه فيه صعوبة زي مثلا ليكوالا جرانديس، (وهي) من أنواع النخيل النادرة جدا وموجودة حصريا بس في حديقة مظهر".

وقالت تريزا لبيب، الخبيرة الاستشارية في الحدائق التاريخية، "إحنا بقه زودنا حاجة مهمة جدا اللي هي (رمز) الكيو آر، إيه هو الكيو آر ده، اللي هو كل حاجة عن النبات، الوصف بتاعه، الصور بتاعته، يعني أنا بيتهيألي مفيش ولا حديقة في مصر عملت كده ويمكن في الشرق الأوسط كله. فيه مثلا حالة النبات، هل النبات ده دخل في القائمة الحمراء (الخاصة بأنواع النباتات المهددة) ولا لأ، فيه الضوء، النبات ده عايز شمس، النبات ده عايز نصف ظل".