​7 تحذيرات مرعبة عن فقاعة الذكاء الاصطناعي

​بدلاً من الانخراط في حفلة التصفيق العالمي للذكاء الاصطناعي، اختار "علي غودسي" أن يرمي حجراً ثقيلاً في المياه الراكدة؛ فبصفته يقود واحدة من أضخم شركات البيانات في العالم، لا يرى غودسي في التقييمات المليارية الحالية لشركات "الصفر إيرادات" عبقرية استثمارية، بل يراها "حالة ذهانية" جماعية.

وفي أحدث تصريحاته، لم يكتفِ بتشخيص الداء، بل وضع جدولاً زمنياً دقيقاً لنهاية هذا "الهياج" المالي، موضحاً بجرأة لماذا يرفض طرح شركته في البورصة وسط سوق يقتات على ما وصفه بـ "التمويل الدائري" والوعود التي لا تدعمها لغة الأرقام، محذراً من أن هذه الفقاعة واضحة تماماً وأن ضخ الأموال في شركات غير مجربة هو أمر جنوني بكل المقاييس.

​وكشف غودسي عن كواليس مظلمة تدور في الغرف المغلقة بين كبار المستثمرين في وادي السليكون، مؤكداً أن هناك حالة من الإنهاك من دورة الضجيج الحالية، لدرجة أن بعض أصحاب رؤوس الأموال المغامرة يعترفون سراً برغبتهم في الابتعاد عن السوق مؤقتاً بانتظار لحظة التصحيح المالي التي يراها حتمية.

وانتقد بشدة آلية التمويل التي تتبادل فيها الشركات الكبرى والناشئة الأموال والخدمات لخلق نمو وهمي وتضخيم القيمة السوقية بشكل مصطنع، متوقعاً أن يتفاقم هذا التدهور ويصل إلى نقطة الانفجار خلال الـ 12 شهراً القادمة، معتبراً التذبذبات الحالية في السوق بمثابة إشارة صحية تدعو الرؤساء التنفيذيين للتراجع خطوة وتقييم الواقع قبل فوات الأوان.

​وفي ظل هذا التوتر، برر غودسي رفض "داتابريكس" -التي تبلغ قيمتها 134 مليار دولار- الاندفاع نحو الاكتتاب العام، معتبراً أن البقاء كشركة خاصة يمنحها "درعاً استراتيجياً" ومصدًا للصدمات ضد تقلبات البورصة العنيفة.

واستشهد بالدروس القاسية لعام 2021، حين سارعت شركات منافسة للطرح العام لتجد نفسها لاحقاً مجبرة على تسريح الموظفين وتقليص النفقات في 2022، بينما استغلت داتابريكس خصوصيتها لتواصل التوظيف والنمو بعيداً عن ضغوط أسعار الأسهم اليومية، مؤكداً أن الهدف هو الاستثمار في المنفعة الحقيقية طويلة الأمد بدلاً من الركض خلف فقاعات التقييم اللحظية التي تفتقر للأساس المالي المتين.

​وعلى صعيد التنفيذ، أوضح غودسي أن العائق الحقيقي أمام ثورة الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الضخمة ليس ضعف التكنولوجيا، بل هو نتاج عقود من "فوضى البيانات" والديون التقنية المتراكمة منذ 40 عاماً، بالإضافة إلى البيروقراطية التي يفرضها "محامو الذكاء الاصطناعي" والمخاوف الأمنية التي تشل حركة الشركات الكبرى.

ومع ذلك، يرى غودسي أن القيمة الحقيقية المستقبلية تكمن في "وكلاء الذكاء الاصطناعي"، كاشفاً أن 80% من العمليات على منصته تتم الآن بواسطة آلات لا بشر، ومشدداً على أن الثروة القادمة لن تكون في النماذج الأساسية التي ستتحول لسلعة رخيصة بفعل المنافسة، بل في التطبيقات الذكية المتخصصة؛ ناصحاً الشركات باختيار قائد واحد للاستراتيجية بدلاً من خلق هيكل قيادي مشتت يشبه "القرد ذو الثلاثة رؤوس".