وفي أحدث تصريحاته، لم يكتفِ بتشخيص الداء، بل وضع جدولاً زمنياً دقيقاً لنهاية هذا "الهياج" المالي، موضحاً بجرأة لماذا يرفض طرح شركته في البورصة وسط سوق يقتات على ما وصفه بـ "التمويل الدائري" والوعود التي لا تدعمها لغة الأرقام، محذراً من أن هذه الفقاعة واضحة تماماً وأن ضخ الأموال في شركات غير مجربة هو أمر جنوني بكل المقاييس.
وانتقد بشدة آلية التمويل التي تتبادل فيها الشركات الكبرى والناشئة الأموال والخدمات لخلق نمو وهمي وتضخيم القيمة السوقية بشكل مصطنع، متوقعاً أن يتفاقم هذا التدهور ويصل إلى نقطة الانفجار خلال الـ 12 شهراً القادمة، معتبراً التذبذبات الحالية في السوق بمثابة إشارة صحية تدعو الرؤساء التنفيذيين للتراجع خطوة وتقييم الواقع قبل فوات الأوان.
واستشهد بالدروس القاسية لعام 2021، حين سارعت شركات منافسة للطرح العام لتجد نفسها لاحقاً مجبرة على تسريح الموظفين وتقليص النفقات في 2022، بينما استغلت داتابريكس خصوصيتها لتواصل التوظيف والنمو بعيداً عن ضغوط أسعار الأسهم اليومية، مؤكداً أن الهدف هو الاستثمار في المنفعة الحقيقية طويلة الأمد بدلاً من الركض خلف فقاعات التقييم اللحظية التي تفتقر للأساس المالي المتين.
ومع ذلك، يرى غودسي أن القيمة الحقيقية المستقبلية تكمن في "وكلاء الذكاء الاصطناعي"، كاشفاً أن 80% من العمليات على منصته تتم الآن بواسطة آلات لا بشر، ومشدداً على أن الثروة القادمة لن تكون في النماذج الأساسية التي ستتحول لسلعة رخيصة بفعل المنافسة، بل في التطبيقات الذكية المتخصصة؛ ناصحاً الشركات باختيار قائد واحد للاستراتيجية بدلاً من خلق هيكل قيادي مشتت يشبه "القرد ذو الثلاثة رؤوس".
