أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أنّ سد "الممرات الثلاثة" في الصين، الذي بُني قبل نحو 18 عاماً، تسبّب في إزاحة محور دوران الأرض بنحو بوصة تقريباً، ما أدى إلى تغيّر طفيف في طول اليوم.
وبدأ العمل في المشروع عام 1994، واستغرق أكثر من عقد حتى اكتمل في عام 2006، ليحوّل نهر اليانغتسي إلى خزان مائي هائل يستوعب نحو 10 تريليونات غالون، ويولّد ما معدله 0.54 تيراواط/ساعة من الكهرباء يومياً، تكفي لتشغيل 5.4 ملايين منزل لمدة شهر.
ويؤكد علماء "ناسا" أنّ الوزن الهائل للمياه المخزّنة أعاد توزيع الكتلة على قشرة الأرض فوق مستوى سطح البحر، ما غيّر "عزم القصور الذاتي" للكوكب وأدى إلى إزاحة محور الدوران بمقدار يقارب السنتيمترين.
ورغم أن الرقم يبدو ضئيلاً أمام حجم الأرض، إلا أنّه ذو دلالة كبيرة في علم فيزياء الكواكب.
ويشبّه الخبراء هذه الظاهرة بالكوارث الطبيعية التي سبق أن أثرت في محور الأرض، مثل زلزال المحيط الهندي عام 2004 الذي اختصر طول اليوم ببضعة ميكروثوانٍ. لكن سد الممرات الثلاثة يُظهر كيف يمكن للنشاط البشري أن يُحدث أثراً في دوران الأرض لا يقل عن أثر الكوارث الجيولوجية.
ومع أنّ السد يُعدّ معجزة هندسية تسهم في توليد طاقة تضاهي إنتاج بعض الدول وتقلّل اعتماد الصين على الوقود الأحفوري، تؤكد أبحاث علمية، بينها دراسة نشرت عام 2010 في دورية Geophysical Research Letters، أنّ مثل هذه المشاريع العملاقة يمكن أن تؤثر بشكل عميق في التوازن الدقيق لكوكب الأرض.
