شاطئ على المريخ عمره 3 مليارات سنة.. ما القصة؟

كشف العلماء مؤخرا عن شاطئ مخفي على سطح المريخ، يعود تاريخه لأكثر من 3 مليارات سنة، وهو اكتشاف قد يعيد كتابة تاريخ الكوكب الأحمر ويطرح أسئلة جديدة عن احتمالية وجود محيطات ومياه مستقرة لفترات أطول من المتوقع سابقا.

لطالما شكّل المريخ لغزا كبيرا للعلماء، خصوصا فيما يتعلق بوجود الماء عليه في الماضي، ويكشف الاكتشاف الأخير لطبقات صخرية تشبه الشواطئ المدفونة، ويُقدَّر عمرها بنحو 3 مليارات سنة، عن أن محيطات المريخ قد استمرت لفترات أطول مما كان يعتقد سابقا. هذا الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة لفهم تاريخ الكوكب الأحمر، ويطرح تساؤلات حول احتمالية وجود حياة قديمة على سطحه، إضافة إلى إعادة تصور البيئة القديمة لهذا الجار الغامض للأرض.

الروبوت الصيني Zhurong، أثناء استكشافه لمنطقة Utopia Planitia عام 2021، جمع بيانات أظهرت أن الصخور المدفونة تتشابه مع رواسب الشواطئ على الأرض، مشيرة إلى تأثير المد والجزر والأمواج، ما يؤكد وجود مياه محيطية قديمة على المريخ.

قاد فريق البحث جيان هوي لي من جامعة قوانغتشو الدراسة، مستخدمين رادارا يخترق الصخور تحت السطح لتحديد الطبقات الرسوبية، واكتشفوا أن الصخور المكدسة تشبه الرواسب الساحلية، وتُظهر ميلا بعيدا عن الخط الساحلي القديم، مما يشير إلى نشوء محيطات على المريخ قبل 3.7 مليارات سنة على الأقل.

قصة المياه على المريخ

ليس هذا الاكتشاف الأول الذي يشير إلى وجود الماء على المريخ، فبينما أظهر مسبار مارينر 9 في السبعينيات أدلة على الأنهار والمسطحات المائية، أظهرت الدراسات اللاحقة وجود الجليد تحت السطح ونيزك يحمل آثار مياه تعود إلى أكثر من 4 مليارات سنة. لكن شاطئ Utopia Planitia يمثل أول دليل ملموس على محيط قديم وشواطئ حقيقية، مما يعيد فتح فرضية أن المريخ كان صالحًا للحياة لفترة أطول مما كان يعتقد سابقا ، وفقا لموقع "dailygalaxy".

الآثار المستقبلية للاكتشاف

يشير هذا الاكتشاف إلى أن المياه على المريخ ربما استمرت لفترات طويلة، وهو ما يزيد احتمال وجود حياة ميكروبية قديمة تحت السطح، ويحدد أهدافا جديدة للبعثات القادمة لاستكشاف المريخ، مثل مسبار Perseverance التابع لناسا الذي يبحث في دلتا فوهة جيزيرو عن أدلة على حياة قديمة.

قد يكون هذا الشاطئ المدفون مفتاحا لفهم التاريخ البيئي للمريخ، ونشوء محيطاته، وإمكانية وجود حياة قديمة، وهو ما قد يقود العلماء لإعادة النظر في خططهم المستقبلية للبحث عن مياه سطحية ومجاري حياة محتملة على الكوكب الأحمر.