في اكتشاف فلكي نادر يثير الدهشة، رصد علماء الفلك كويكبا خارق السرعة يتحرك داخل مدار كوكب الزهرة، في منطقة يُعد رصدها من أصعب مناطق النظام الشمسي بسبب وهج الشمس الشديد. الكويكب الجديد، الذي وُصف بأنه "أسرع من الرصاصة"، يسلط الضوء على فئة غامضة من الأجسام المعروفة بـ"كويكبات الشفق"، التي تختبئ في ضوء الشمس قبل أن تتيح لنا فرصة اكتشافها، وتكشف عن أسرار لم تُستكشف بعد حول مراحل تشكل النظام الشمسي وتهديدات محتملة للأرض.
الكويكب الجديد، يحمل الاسم "2025 SC79" يعد ثاني أسرع كويكب معروف حتى الآن، بعد الكويكب 2021 PH27 ،وتم الإعلان عنه من قبل مركز كارنيجي للعلوم.
ويُكمل الكويكب مداره حول الشمس خلال 128 يوما فقط، ما يجعله من أسرع الأجسام دورانا في النظام الشمسي، كما أنه يدور بشكل كامل داخل مدار الزهرة — وهي سمة نادرة للغاية لا تتكرر إلا في عدد محدود من الأجسام.
يقول عالم الفلك سكوت إس. شيبرد من معهد كارنيجي: "إن الكويكبات الأخطر هي الأصعب في الاكتشاف، لأن وهج الشمس يخفيها عن معظم المسوحات الفلكية التقليدية".
ويُقدّر قطر الكويكب بنحو 700 متر، أي ما يعادل ضعف ارتفاع برج خليفة تقريبًا، مما يجعله جسما كبيرا نسبيا بالنسبة لكويكبات الشفق، وهي تلك التي لا تُرى إلا لفترات قصيرة بعد غروب الشمس أو قبل شروقها.
كويكبات الشفق.. التهديدات الخفية قرب الشمس
تُعرف هذه الفئة من الكويكبات باسم كويكبات الشفق "Twilight Asteroids" لأنها تُكتشف في الفترات القصيرة بين الليل والنهار، عندما تكون الشمس منخفضة بما يكفي للسماح برصدها، وفقا لموقع "dailygalaxy ".
ويُعتقد أن العديد من هذه الأجسام لا تزال غير مكتشفة، رغم أنها قد تشكل خطرا محتملا إذا تداخلت مداراتها مع مدار الأرض.
ويشرح شيبرد أن فهم حركة هذه الكويكبات يساعد العلماء على تتبع أصلها ومسارها، قائلاً: "دراسة هذه الأجسام القريبة من الشمس لا تساعد فقط في حماية الأرض، بل تكشف أيضًا عن مراحل مبكرة من تشكل النظام الشمسي".
رغم أن الكويكب أصبح الآن خلف الشمس، ما يجعل تتبعه مستحيلاً مؤقتًا، إلا أن العلماء يعتزمون استئناف الرصد فور ظهوره من جديد خلال الأشهر المقبلة، لتحليل تركيبه وخصائص سطحه، ومعرفة كيف يتمكن من الصمود أمام الإشعاع والحرارة الشديدة قرب الشمس.
