تأخيرات ناسا تشعل سباق القمر.. والصين تقتحم الصدارة

بينما تتسارع الصين نحو القمر بخطوات ثابتة، تواجه الولايات المتحدة عقبة كبيرة قد تُبعدها عن السباق الذي كانت تقوده لعقود، السبب الرئيسي هو تأخيرات مركبة ستارشيب التابعة لشركة سبيس إكس، والتي تعتمد عليها وكالة ناسا في مهمة أرتميس 3 لإنزال رواد فضاء على سطح القمر.

كان من المفترض أن تُطلق المهمة عام 2025، لكن التأخيرات المتكررة دفعت الموعد إلى عام 2028، ويشير بعض المطلعين إلى احتمال تمديد الإطلاق حتى عام 2032 إذا استمرت المشاكل التقنية.

وقال دوغلاس لوفيرو، الرئيس السابق لقسم رحلات الفضاء البشرية في ناسا: "التقنيات التي نتعامل معها تتحدى المألوف، وتتطلب وقتاً أطول. إذا احتجنا لخطة بديلة، فقد حان الوقت لإعدادها."

رهان كبير على شراكة تجارية

في عام 2021، منحت ناسا عقدًا قيمته 2.9 مليار دولار لشركة سبيس إكس لتطوير نسخة مركبة الهبوط القمرية من ستارشيب، في خطوة تمثل تحولًا نحو الاعتماد على الشراكات التجارية في رحلات الفضاء البشرية. صُممت المركبة لتكون قابلة لإعادة الاستخدام، بسعة حمولة كبيرة، وتكلفة أقل.

لكن الرحلة لم تخلُ من الصعوبات. فآخر اختبارات ستارشيب انتهت بفشل، ولم تصل الحمولة إلى المدار. كما أن التصميم الحالي يتطلب إعادة التزود بالوقود في المدار، وهي عملية لم تُجرَّب على نطاق واسع، ومعقدة للغاية. بدون هذه المناورة، لن تتمكن المركبة من نقل الرواد إلى القمر كما هو مخطط.

ووفقًا لتقرير مكتب المفتش العام التابع لناسا لعام 2023، فقد دفعت التأخيرات في برنامج أرتميس بالفعل تكاليف البرنامج إلى أكثر من 93 مليار دولار، مع اعتبار مركبة ستارشيب عنق الزجاجة الرئيسي في الجدول الزمني.

الصين تتقدم بخطى ثابتة

في المقابل، تتبع الصين استراتيجية ثابتة ومدعومة من الدولة. فقد اختبرت الإدارة الوطنية الصينية للفضاء (CNSA) تقنيات الهبوط على القمر وجمع العينات من خلال برنامجها تشانغ آه. وتستثمر بكين بشكل كبير في تطوير البنية التحتية الدائمة للقمر والخدمات اللوجستية للمهام المأهولة، بشكل منهجي وهادئ، لكنها فعال.

إذا نجحت هذه المهمة، ستكون الصين ثاني دولة في التاريخ ترسل البشر إلى القمر، وربما الأولى التي تؤسس وجودًا دائمًا هناك ، وفقاً لـ "dailygalaxy ".

جدل حول اعتماد ناسا على مزود واحد

تثير التأخيرات المتزايدة مخاوف المسؤولين السابقين في ناسا، خاصة أولئك الذين يشككون في حكمة وضع كل الرهان على مزود تجاري واحد.

قالت لوري جارفر، نائبة مدير ناسا السابقة: "لا يوجد أي تكرار. نحتاج على الأقل إلى نظام بديل قيد التطوير."

ولكن البدائل محدودة، فاقتراح بوينغ لنظام الهبوط البشري رُفض، ومشروع بلو أوريجين، الذي حصل على عقد عام 2023، متأخر عن ستارشيب بعدة سنوات.

إيلون ماسك يراهن على المستقبل

في المقابل، يواصل إيلون ماسك التعبير عن ثقته بالمركبة، مؤكداً أن ستارشيب ستثبت قابليتها لإعادة الاستخدام بالكامل خلال عام، وستتمكن من نقل أكثر من 100 طن إلى المدار بمجرد تشغيلها بكامل طاقتها. وفي أحدث تصريحاته، وصف النكسات الأخيرة بـ"العقبات المتوقعة"، مؤكدًا أن النجاح في النهاية أمر حتمي.

بين التحديات التقنية، وتأخيرات الجدول الزمني، وتسارع المنافس الصيني، يظل مستقبل الولايات المتحدة في سباق العودة إلى القمر معلقاً على مدى قدرة سبيس إكس على تحقيق وعودها في الوقت المناسب، وما إذا كانت وكالة ناسا ستجد خطة بديلة قبل فوات الأوان.