ليست ذكاءً اصطناعياً.. علامة استفهام عملاقة تثير دهشة علماء الفضاء

صورة تُظهر نجمين في طور التكوين، لكن جرما على شكل علامة استفهام بالقرب من أسفله خطف الأضواء- ناسا
صورة تُظهر نجمين في طور التكوين، لكن جرما على شكل علامة استفهام بالقرب من أسفله خطف الأضواء- ناسا

في صورة حديثة التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، ظهرت في خلفية نظام نجمي شاب علامة استفهام برتقالية عملاقة، أثارت دهشة علماء الفضاء وعشاق الفلك حول العالم، على الرغم من أن المشهد بدا غريباً إلا ان تفسير العلماء يكشف عن ظاهرة طبيعية نادرة مرتبطة بالعدسة الجاذبية للمجرات البعيدة، التي تشوه الضوء القادم من النجوم والمجرات لتنتج أشكالًا مذهلة وغير مألوفة.

الصورة، التي نشرتها وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) وحللها لاحقاً باحثون من جامعة سانت ماري، سرعان ما اجتذبت اهتمام المستخدمين وأثارت موجة من النكات والنظريات الغريبة حول رسائل محتملة من الكون.

تفسير علمي وراء الظاهرة

ورغم الشبه اللافت بعلامة الاستفهام، أكد العلماء أن ما يراه المتابعون ليس كائناً فضائياً أو رسالة غريبة أو ذكاء اصطناعياً ، بل ظاهرة فلكية طبيعية نادرة.

تشير التحليلات إلى أن الشكل الناتج هو نتيجة ظاهرة العدسة الجاذبية، حيث يقوم عنقود مجرات أمامي، يُعرف باسم MACS-J0417.5-1154، بتشويه الضوء القادم من مجرات أبعد بكثير تقع على بعد حوالي 7 مليارات سنة ضوئية.

يؤدي هذا الانحناء الضوئي إلى تكرار وتشويه صور المجرات البعيدة، ما ينتج في هذه الحالة الشكل الملتوي الذي يشبه علامة الاستفهام. وقد أطلق العلماء على هذا النوع من الظواهر اسم "عدسة الجاذبية السُرية الزائدية"، وهي نادرة للغاية وتقدم فرصة فريدة لدراسة تكوّن المجرات على مر الزمن الكوني.

أهمية الاكتشاف لتطور المجرة

إلى جانب قيمتها البصرية، يقدم هذا الاكتشاف نظرة مهمة على كيفية تطور المجرات في نصف عمر الكون. تشير الدراسات إلى أن المجرات المرصودة كانت في ذروة تكوين النجوم، وتُمثل نموذجًا مبكرًا لما كانت عليه مجرة درب التبانة قبل مليارات السنين، وفقا لـ "dailygalaxy".

ويقول مارسين ساويكي، أحد الباحثين المشاركين:"المجرات التي نشاهدها منذ مليارات السنين تشبه الكتلة التي كانت عليها مجرة درب التبانة في بداياتها، ما يمنحنا فرصة لفهم تاريخ تكوين النجوم والمجرات بشكل أفضل."

مفاجآت خلفية تلسكوب ويب

وأكدت عالمة مشروع ويب، ماكارينا جارسيا مارين، أن هذا التكوين يمثل مثالاً رائعاً على قدرة التلسكوب على اكتشاف مفاجآت في الخلفية، حتى عند التركيز على أهداف محددة:"نستمتع برؤية أشكال مألوفة في السماء، مما يخلق رابطًا بين تجربتنا الإنسانية والكون المحيط بنا."

وأضافت أن المجرات المتفاعلة في هذه الظاهرة قد تحفز تكوين النجوم في الأجرام القريبة، ما يربط بين الحدث الخلفي المذهل والنظام النجمي الأمامي الذي التقطه جيمس ويب.