يبعد 40 سنة ضوئية.. اكتشاف كوكب يشبه الأرض يثير حلم العثور على حياة!


على بعد 40 سنة ضوئية من الأرض، اكتشف العلماء كوكباً صخرياً بحجم الأرض يثير آمالهم في العثور على حياة خارج نظامنا الشمسي. يعرف الكوكب باسم TRAPPIST-1e، ويقع في ما يُعرف بـ "المنطقة الصالحة للسكن" حول نجمه القزم الأحمر، حيث يمكن أن تتواجد المياه السائلة — العامل الأساسي لوجود الحياة كما نعرفها.

باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، لاحظ العلماء مؤشرات على وجود غلاف جوي غني بالنيتروجين وربما يحتوي على آثار للميثان، ما يفتح الباب أمام إمكانية أن يكون الكوكب بيئة مناسبة للحياة. ورغم أن النتائج لا تزال أولية، فإن هذا الاكتشاف يمثل خطوة واعدة في رحلة البشر لفهم الكون والبحث عن كواكب قد تحتضن الحياة خارج الأرض.

لفت كوكب خارج المجموعة الشمسية يبعد 40 سنة ضوئية عن الأرض أنظار العلماء، بعدما أظهرت الدراسات أنه قد يوفر ظروفًا ملائمة للحياة.

فقد أعلن علماء الفلك مؤخرًا عن اكتشافات مثيرة تتعلق بالكوكب TRAPPIST-1e، وهو كوكب صخري بحجم قريب من الأرض، يقع على بعد 40 سنة ضوئية. وتشير النتائج، التي نُشرت عام 2025 في مجلة The Astrophysical Journal Letters، إلى احتمال امتلاكه ظروفًا تسمح بوجود حياة. فقد رصد الباحثون باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي مؤشرات دقيقة على وجود غلاف جوي قد يكون صالحًا لدعم الحياة.

موقع TRAPPIST-1e في المنطقة الصالحة للسكن

يقع هذا الكوكب في المنطقة الصالحة للسكن حول نجمه الأم TRAPPIST-1، وهو نجم قزم أحمر يبعد 40 سنة ضوئية. وتُعرف هذه المنطقة باسم "منطقة جولدي لوكس" أو "المنطقة المثالية"، حيث يمكن أن تتوافر الظروف لوجود مياه سائلة على السطح — لا حارة جدًا ولا باردة جدًا.

ورغم أن الأقزام الحمراء أبرد من شمسنا (القزم الأصفر)، إلا أنها أكثر نشاطًا وتطلق توهجات قوية قد تجرّد الكواكب القريبة من غلافها الجوي. لكن موقع TRAPPIST-1e يجعله بعيدًا بما يكفي لتفادي مستويات الإشعاع المدمّرة، مما يمنحه فرصة أفضل للاحتفاظ بغلافه الجوي، وهو عنصر أساسي لوجود المياه وربما الحياة، وفقا لـ "dailygalaxy".

البحث عن غلاف جوي

من دون غلاف جوي، حتى الكوكب الموجود في "المنطقة الصالحة للسكن" سيتعرض لظروف قاسية تجعل الحياة مستحيلة. وبعد سنوات من البحث في نظام TRAPPIST-1، قدمت ملاحظات حديثة باستخدام تلسكوب جيمس ويب بصيص أمل.

في عام 2023، قاد عالم الفلك ريان ماكدونالد وفريقه دراسة للكوكب من خلال رصد عبوره أمام نجمه. فقد حلّلوا الضوء النجمي المار عبر غلافه الجوي، وهو ما يوفر أدلة عن مكوناته.

أظهرت البيانات ما وصفه ماكدونالد بـ"نتوءات وتموجات" في الطيف، ما يشير إلى احتمال وجود غلاف جوي غني بالنيتروجين. وهذه إشارة مهمة، لأن الغلاف الجوي للأرض يتكون بنسبة 78% من النيتروجين، وهو عنصر رئيسي لجعل الكوكب قابلًا للحياة.

احتمال وجود غلاف جوي مشابه للأرض

رغم أن النتائج لا تزال أولية، إلا أنها تحمل وعودًا مثيرة. فالمؤشرات تشير إلى احتمال وجود غلاف جوي تهيمن عليه النيتروجين مع آثار للميثان. والأخير يعد غازًا يرتبط غالبًا بالعمليات البيولوجية على الأرض.

ومع ذلك، يحذر العلماء من الاستنتاجات المتسرعة، إذ يمكن أن تكون هناك تفسيرات أخرى، مثل أن يكون الكوكب مجرد عالم صخري جرداء بلا غلاف جوي.

يؤكد ماكدونالد أن هذه النتائج هي "الأكثر وعدًا" بين كواكب نظام TRAPPIST-1، وأن الفريق يخطط لإجراء 15 رصدًا إضافيًا خلال العام المقبل لتأكيد البيانات وتضييق نطاق الاحتمالات.

الخطوات التالية في البحث عن الحياة

تركز المرحلة القادمة على تحديد أنواع الغازات الموجودة في الغلاف الجوي المحتمل. وتوضح عالمة الفيزياء الفلكية آنا غليدن من معهد MIT: "ما زلنا في المراحل الأولى لاكتشاف مدى روعة العلم الذي يمكن أن يقدمه تلسكوب ويب."

فإذا تأكد وجود غلاف جوي غني بالنيتروجين، سيتجه العلماء للبحث عن غازات أكثر تعقيدًا مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون، والتي قد تكون مؤشرات قوية على إمكانية وجود حياة.

ورغم الحماس الكبير، تشدد غليدن على أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل التوصل إلى استنتاجات نهائية. فالبيانات المتاحة حتى الآن لا تمثل سوى البداية. وتقول: "نحن في عصر جديد من الاستكشاف، ومن المذهل أن نتمكن من قياس تفاصيل ضوء النجوم حول كواكب بحجم الأرض تبعد 40 سنة ضوئية، ومعرفة كيف يمكن أن تكون الظروف هناك، وما إذا كانت الحياة ممكنة."

وتختتم العالمة سارة سيغر من MIT بقولها إن هذه النتائج تقربنا خطوة من فهم الطبيعة الحقيقية لـ TRAPPIST-1e. ورغم أن الطريق لا يزال طويلًا، فإن احتمال أن يدعم هذا الكوكب الحياة يُعد من أكثر الاكتشافات إثارة في مجال علم الأحياء الفلكي.