إيلون ماسك يدعو إلى إنهاء برنامج محطة الفضاء الدولية و"ناسا" ترد

دعا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك ، الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، بسرعة إنهاء برنامج محطة الفضاء الدولية (ISS) في غضون عامين بدلاً من الخطة الحالية التي تمتد لخمس سنوات.

وكشف ماسك عبر موقع "إكس" إلى أن "القرار متروك للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، لكنه أوصى بذلك في أقرب وقت ممكن، معتبرًا أن المحطة قد أكملت مهمتها الأصلية وأن الفوائد المستمرة منها أصبحت ضئيلة للغاية.

وأضاف ماسك أن الوقت قد حان للتركيز على أهداف فضائية أكثر تطورًا، مؤكدًا بقوله: "دعونا نتجه نحو المريخ".

وتُعتبر محطة الفضاء الدولية التي تم بناؤها بتعاون دولي بين وكالات الفضاء الكندية والأوروبية واليابانية والروسية، بمثابة منصة رئيسية للبحث العلمي والإقامة البشرية في الفضاء، وكانت جزءًا من مبادرات وكالة ناسا لرحلات الفضاء البشرية على مدار الثلاثة عقود الماضية.

وكتب ماسك على منصة إكس للتواصل الاجتماعي الخميس قائلا إن "القرار متروك للرئيس، ولكن توصيتي هي (إنهاء عمل المحطة) بأسرع ما يمكن".

ناسا ترد

وردا على تدوينة ماسك، ذكرت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) أن خططها الحالية "تدعو إلى استخدام المحطة الفضائية الدولية ومحطات الفضاء التجارية في المستقبل في المدار المنخفض حول الأرض من أجل إجراء أبحاث علمية متقدمة فضلا عن استخدامها كساحة للتدريب على المهمات الفضائية المأهولة إلى القمر والمريخ".

ونقلت بلومبرج عن متحدث باسم وكالة ناسا قوله في بيان: "نتطلع للاستماع بشكل اكبر إلى خطط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الوكالة والتوسع في استكشاف (الفضاء) لصالح الجميع".

وأقيمت المحطة الفضائية الدولية في إطار شراكة بين ناسا ووكالات الفضاء الكندية والأوروبية واليابانية والروسية، وظلت بمثابة ركيزة أساسية لمبادرات السفر عن الفضاء على مدار ثلاثة عقود، حيث تستخدم كموقع أولي لإقامة رواد الفضاء وإجراء تجارب علمية في المدار حول كوكب الأرض.

من جهة أخرى باعتباره زعيمًا لجهود خفض التكاليف الحكومية المعروفة باسم إدارة كفاءة الحكومة، فقد أثبت ماسك نفسه كواحد من كبار مستشاري الرئيس دونالد ترامب.

ورداً على سؤال بشأن تضارب المصالح المتعلق بماسك وشركاته، قال ترامب يوم الثلاثاء إنه لن يسمح لأغنى شخص في العالم بالمشاركة في عمل حكومي يتعلق بالفضاء.

وإذا أخذ ترامب بتوصية ماسك، فإن إنهاء برنامج محطة الفضاء الدولية قبل الموعد المحدد قد يكون مثيرا للجدل مع المشرعين في الكونجرس، المسؤولين عن تمويل برامج ناسا.

ودعا السيناتور تيد كروز، الجمهوري من تكساس ورئيس لجنة التجارة والعلوم والنقل في مجلس الشيوخ، مؤخرا إلى التركيز المتجدد على محطة الفضاء الدولية وتطوير محطات الفضاء التجارية في مدار أرضي منخفض.

وفي الثاني عشر من فبراير، قال كروز في مؤتمر صناعي في واشنطن العاصمة: "إن إحدى أهم أولوياتي في الأمد القريب هي ضمان عدم تنازلنا عن القيادة الأميركية في المدار الأرضي المنخفض. لقد استثمرنا أكثر من 100 مليار دولار في محطة الفضاء الدولية، وسيكون من الحماقة الشديدة أن نرسل كل هذه البنية الأساسية وكل تلك الدولارات الضريبية إلى قاع المحيط قبل الأوان

 مشروع متعدد الجنسيات

برنامج محطة الفضاء الدولية (ISS) هو مشروع متعدد الجنسيات شُيِّد لتوفير منصة ثابتة في الفضاء لأغراض البحث العلمي والتجارب الحياتية، وهو مشروع مشترك بين وكالات الفضاء الأمريكية (ناسا)، الروسية (روسكوزموس)، الأوروبية (ESA)، الكندية (CSA)، واليابانية (JAXA). بدأت المحطة في العمل في عام 1998 وتعتبر واحدة من أكبر وأعقد المشاريع الهندسية التي تم تنفيذها في الفضاء.

أهداف البرنامج:

1. البحث العلمي: تم تصميم ISS لدراسة تأثيرات الحياة في الفضاء على جسم الإنسان، بما في ذلك تأثير الجاذبية الصغرى على صحة الإنسان، وفضاء لدراسة ظواهر فيزياء الجاذبية والمواد المختلفة التي لا يمكن دراستها على الأرض.

2. التعاون الدولي: تجمع المحطة بين الدول في مشروع علمي مشترك لتمكين التعاون بين الأمم وتبادل المعلومات والموارد.

3. الاستكشاف الفضائي: تعمل ISS كمختبر للتحضير لبعثات أبعد في الفضاء، مثل الرحلات إلى القمر والمريخ.

مكونات محطة الفضاء الدولية:

تتكون المحطة من عدة وحدات أساسية هي:

1. وحدات البحث: تتضمن وحدات مثل "Destiny" الأمريكية و"Columbus" الأوروبية، و"JEM" اليابانية، وتحتوي على معدات بحثية للقيام بالتجارب في الفضاء.

2. وحدات الإمداد والعيش: تشمل هذه الوحدات المرافق السكنية والبيئة التي يعيش فيها رواد الفضاء، مثل وحدة "Zarya" الروسية.

3. وحدات الطاقة: محطة الفضاء الدولية مجهزة بألواح شمسية ضخمة لتوليد الطاقة التي تحتاجها لتشغيل الأجهزة والمعدات.

4. أنظمة الإمداد: يتم تزويد المحطة بالإمدادات اللازمة من الطعام، الماء، الأوكسجين، والمعدات عبر رحلات منتظمة من مركبات الإمداد التابعة لوكالات الفضاء المختلفة.

الأبحاث والتجارب:

تتم العديد من الأبحاث الحيوية والتقنية في المحطة، مثل: دراسة تأثيرات الجاذبية الصغرى على العظام والعضلات وتجارب في فيزياء المواد والسوائل و اختبارات للأدوية والعلاجات في بيئة خالية من الجاذبية.

دور إيلون ماسك:

إيلون ماسك، من خلال شركته سبيس إكس، لعب دورًا حيويًا في تأمين الإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية، حيث تقوم مركبات "دراجون" التابعة لسبيس إكس بعمليات نقل الإمدادات للرواد وكذلك العودة بنفايات وأبحاث. وقد ساعدت هذه المهمة في تقليل اعتماد المحطة على الصواريخ الروسية، وتعزيز قدرة الولايات المتحدة على إرسال رواد الفضاء إلى الفضاء بشكل مستقل.

مستقبل المحطة بعد حديث ماسك

مع تزايد الحديث عن ضرورة التركيز على استكشاف المريخ، أعرب إيلون ماسك عن رأيه في ضرورة تسريع إنهاء محطة الفضاء الدولية. واعتبر أن المحطة قد أكملت غرضها الأساسي وأن هناك حاجة إلى استثمارات أكبر في برامج فضائية أكثر طموحًا مثل المريخ.