مع إطلاق شركة "أوبن أيه آي" لمتصفحها الجديد شات جي بي تي أطلس "ChatGPT Atlas"، تتصاعد المخاوف الأمنية حول استخدام المتصفح الذكي، حيث يحذر خبراء الأمن السيبراني من ثغرات قد تُستغل لتنفيذ ما يُعرف بـ«الحقن الفوري»، هذه الهجمات قد تجعل المتصفح أداة ضد مستخدميه، تعرض بياناتهم الشخصية للخطر، وتفتح الباب أمام سرقة كلمات المرور أو تنزيل برمجيات ضارة، ما يجعل حماية المستخدمين تحديا جديدا في عالم الذكاء الاصطناعي.
يُعد "أطلس" خطوة جديدة من "أوبن أيه آي" لتوسيع قدرات "شات جي بي تي"، حيث يتيح للمستخدمين تصفح الإنترنت وتنفيذ المهام مباشرةً مثل حجز الرحلات أو التسوق عبر الويب، ويتميز بخصائص مثل "ذكريات المتصفح" التي تتيح له تذكر تفضيلات المستخدم و“وضع الوكيل” الذي يسمح له بالتفاعل المستقل مع المواقع.
لكن هذه الميزات نفسها تفتح الباب أمام نوع جديد من الهجمات يُعرف باسم "الحقن الفوري" (Prompt Injection)، حيث يمكن للمهاجمين إدراج تعليمات خبيثة داخل صفحات الويب تخدع النموذج ليقوم بأوامر غير مقصودة مثل فتح البريد الإلكتروني للمستخدم أو نسخ بياناته الشخصية أو حتى سرقة كلمات المرور، وفقا لـ "fortune".
ويوضح الدكتور جورج شلهوب من جامعة كوليدج لندن أن هذه الهجمات تمثل "لعبة قط وفأر دائمة بين مطوري الأنظمة والقراصنة"، مشيرا إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في عجز المتصفح عن التمييز بين أوامر المستخدم الشرعية وتعليمات خفية داخل صفحات غير موثوقة.
من جهته، أكد دان ستوكي، كبير مسؤولي الأمن في OpenAI، أن الشركة اتخذت إجراءات متعددة للحد من هذه المخاطر، بما في ذلك تدريب النماذج على تجاهل الأوامر الضارة، وإضافة أنظمة كشف مبكر وحواجز أمان متداخلة، إلى جانب ميزات مثل "وضع تسجيل الخروج" و"وضع المراقبة" لحماية المستخدمين.
مع ذلك، يرى الخبراء أن هذه التهديدات تمثل جبهة جديدة في أمن الذكاء الاصطناعي، محذرين من أن المتصفحات الذكية على الرغم من إمكاناتها الثورية إلا أنها قد تتحول إلى أدوات هجوم خفية إذا لم تُؤمن بالشكل الكافي.
