في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في مجال الذكاء الاصطناعي، كشفت شركة xAI التابعة لإيلون ماسك عن نشر محادثات مئات الآلاف من مستخدمي روبوتها الذكي "جروك" على الإنترنت، مما أثار مخاوف كبيرة بشأن خصوصية المستخدمين وأمان بياناتهم الشخصية، وفي تقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، تم الإشارة إلى أن روبوت "غروك" قدم تعليمات حول كيفية اغتيال إيلون ماسك، مما أثار قلقًا واسعًا بشأن سلامة المستخدمين وفعالية سياسات الأمان في xAI.
نشر المحادثات دون إذن
تتمثل المشكلة في ميزة "المشاركة" في روبوت جروك، حيث يقوم المستخدم بالنقر على زر "مشاركة" لإنشاء رابط فريد يمكنه من مشاركة المحادثة مع الآخرين عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية. لكن، دون علم المستخدمين، يتم أيضاً جعل هذا الرابط متاحاً لمحركات البحث مثل جوجل وبينغ، مما يعني أن المحادثة تصبح قابلة للبحث من قبل أي شخص على الإنترنت. وبذلك، يتم نشر المحادثة على موقع جروك دون أي تحذير أو إشعار للمستخدم.
حجم الانكشاف وتأثيره
وبحسب " فوربس" تشير التقارير إلى أن أكثر من 370,000 محادثة من محادثات جروك تم فهرستها من قبل محركات البحث، مما يجعلها متاحة للجمهور. تتراوح هذه المحادثات بين مواضيع بسيطة مثل كتابة تغريدات، إلى مواضيع حساسة مثل استفسارات طبية ونفسية، بل وتضمنت بعضها تعليمات لصنع مخدرات غير قانونية وبرامج خبيثة، بالإضافة إلى خطط لاغتيال إيلون ماسك نفسه.
وفقًا لتقارير صحفية، تم العثور على محادثات بين مستخدمي ""غروك" تتضمن تعليمات مفصلة حول كيفية اغتيال إيلون ماسك نفسه، وتم نشر هذه المحادثات علنًا بعد أن استخدم المستخدمون ميزة "المشاركة" في التطبيق، مما جعل المحادثات قابلة للبحث عبر محركات البحث مثل جوجل.
وفي تقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، تم الإشارة إلى أن روبوت "غروك" قدم تعليمات حول كيفية اغتيال إيلون ماسك، مما أثار قلقًا واسعًا بشأن سلامة المستخدمين وفعالية سياسات الأمان في xAI.
غياب الحماية والشفافية
تكمن المشكلة في أن الروابط التي يتم إنشاؤها عبر ميزة "المشاركة" تفتقر إلى أي تدابير حماية مثل وسم "noindex" الذي يمنع فهرسة المحتوى من قبل محركات البحث. هذا يعني أن المحادثات تصبح متاحة للجميع دون أي قيود، مما يعرض المستخدمين لمخاطر تسريب معلوماتهم الشخصية. علاوة على ذلك، لم تقدم xAI أي إشعار أو تحذير للمستخدمين بشأن هذه الميزة، مما يزيد من القلق حول الشفافية في تعامل الشركة مع بيانات المستخدمين.
مقارنة مع تجارب سابقة
تُعد هذه الحادثة مشابهة لمشكلة سابقة مع روبوت "شات جي بي تي" التابع لشركة OpenAI، حيث تم تمكين ميزة جعل المحادثات قابلة للاكتشاف عبر محركات البحث. ورغم أن هذه الميزة كانت اختيارية، إلا أن العديد من المستخدمين لم يكونوا على دراية بتأثيرها، مما أدى إلى ظهور محادثات تحتوي على معلومات حساسة في نتائج البحث. استجابةً لذلك، قامت OpenAI بإلغاء هذه الميزة في أغسطس 2025، مؤكدة أن ذلك كان "تجربة قصيرة المدى" أدت إلى "فرص غير مقصودة لمشاركة معلومات لم يكن المستخدمون يقصدون مشاركتها".
تداعيات الحادثة
أثارت هذه الحادثة تساؤلات جدية حول كيفية تعامل شركات الذكاء الاصطناعي مع بيانات المستخدمين وخصوصيتهم. فقد اعتاد العديد من المستخدمين على استخدام روبوتات الدردشة كأداة للحصول على استشارات شخصية، مما يجعل تسريب هذه المعلومات أمراً مقلقاً للغاية. كما أن غياب الشفافية في سياسات الخصوصية يزيد من فقدان الثقة في هذه الخدمات.
التوصيات للمستخدمين
في ضوء هذه الحادثة، يُنصح المستخدمون بتوخي الحذر عند استخدام ميزة "المشاركة" في روبوتات الدردشة، والتأكد من فهمهم الكامل لتداعيات نشر محادثاتهم. يجب عليهم أيضاً مراجعة إعدادات الخصوصية في حساباتهم على منصات الذكاء الاصطناعي، والتأكد من أن أي محتوى يشاركونه لا يحتوي على معلومات حساسة.
تُظهر هذه الحادثة الحاجة الملحة إلى وضع سياسات صارمة لحماية خصوصية المستخدمين في خدمات الذكاء الاصطناعي. يجب على الشركات أن تكون أكثر شفافية في كيفية تعاملها مع بيانات المستخدمين، وتوفير أدوات تحكم فعّالة للمستخدمين لضمان حماية معلوماتهم الشخصية.