في عالم يزداد غموضاً وتوتراً، لم يتردد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في الكشف عن تجهيزات خاصة بمنزله تعكس مخاوفه من احتمالات صعبة قد تواجه البشرية.
ألتمان أحد أبرز رواد الذكاء الاصطناعي، صرّح خلال مقابلة في بودكاست الممثل الكوميدي ثيو فون بأنه يمتلك أقبية خرسانية مُدعّمة بأسلحة تحت منزله، لكنه لا يصفها بـ"المخبأ" بشكل رسمي، ما دفع مضيفه إلى القول: "هذا مخبأ يا صديقي"، ليجيبه ألتمان بسؤال ساخر عن الفرق بين القبو والمخبأ. فأجابه فون: "مكان يمكنك الاختباء فيه عند وقوع كارثة أو أي طارئ آخر".
ومن اللافت أن ألتمان أكد أن مخاوفه لا تنبع من السيناريوهات المدمرة التي يروج لها الذكاء الاصطناعي في الإعلام وأفلام الخيال العلمي، بل من التقلبات الجيوسياسية الحقيقية التي تتصاعد حول العالم.
وأضاف:"في الواقع، كنت أفكر في تصميم نسخة جيدة من تلك المخابئ. ليس بسبب الذكاء الاصطناعي، بل لأن الناس، على سبيل المثال، يسقطون القنابل على العالم مرة أخرى".
ويعكس هذا التصريح قلقًا واسع النطاق يشارك فيه كثير من العاملين في وادي السيليكون، حيث بات الحديث عن استعدادات سرية لمواجهة انهيار اجتماعي متكررًا. من ملاجئ نائية في نيوزيلندا إلى أقبية محصنة في هاواي، يستثمر كبار رواد التقنية في خطط الطوارئ. فمثلًا، يُقال إن مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك، يمتلك "ملجأً صغيرًا" في جزيرته، لكنه مثل ألتمان، يرفض وصفه بـ"الملجأ المحصن"، وفقا لصحيفة "ميرور" البريطانية.
ولا يقتصر الأمر على ألتمان وحده، بل يشمل أيضًا زملاءه في شركة OpenAI. ففي كتاب "إمبراطورية الذكاء الاصطناعي" للصحفية كارين هاو، وردت إشارة إلى مخبأ تابع للشركة. وخلال اجتماع عام 2023، قال إيليا سوتسكيفر، المؤسس المشارك لـOpenAI:
"بمجرد أن ندخل جميعًا إلى المخبأ..."، مما أثار حيرة بعض الحضور، وعندما سُئل، أوضح: "سنبني مخبأً بالتأكيد قبل إطلاق الذكاء الاصطناعي العام".
يُضاف إلى ذلك حقيقة أن كبار مسؤولي التكنولوجيا، بمن فيهم مارك زوكربيرج، يُقال إنهم استثمروا في بناء ملاجئ محصنة، في ظل مخاوف من أزمات عالمية قد تشمل صراعات مسلحة وتقلبات سياسية حادة،
في ظل هذه التطورات، يبدو أن قادة التكنولوجيا يتحضرون لمستقبل غامض، حيث لا تكفي الابتكارات وحدها، بل تتطلب الاستعداد لكل الاحتمالات.
